عادات وتقاليد متوارثة عبر الأجيال تشهدها المساجد والمنازل والشوارع في الجزائر احتفالا بذكرى بالمولد النبوي الشريف.
وتمثل هذه المناسبة الدينية جزءا لا يتجزأ من النسيج الروحي والثقافي والاجتماعي للعائلات الجزائرية في المساجد والمنازل وكذلك الشوارع.
ففي المساجد، يقود الإمام حلقات الذكر والابتهالات، ويردد المصلون الأناشيد والقصائد التي تتغنى بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما ينظم عدد من المساجد مسابقات دينية للأطفال في تلاوة القرآن والمعلومات الدينية.
أما في المنازل، تحرص العائلات الجزائرية في كل الولايات الجزائرية على تبادل الزيارات للتهنئة بالمولد النبوي الشريف، حيث يجتمع أفراد العائلة في منزل العائلة لتبادل التهاني مع الأقارب والأصدقاء، مع تلاوة القرآن.
وتشمل أشهر الأطباق التقليدية في المائدة الجزائرية في هذا اليوم المبارك "الشخشوخة"، وهي عبارة عن عجين من القمح اللين والماء والملح ثم تقطع إلى قطع صغيرة ويتم تقديمها مع اللحم والدجاج، وكذلك "الرشتة"، وهي عبارة عن رقائق من العجين وتقطع طوليا وتترك لتجف وبعد ذلك يتم طهيها وتقديمها مع الدجاج والبيض والخضروات، إلى جانب الحلوى مثل "الطمينة" وهي حلوى جزائرية تقليدية، تصنع بالسميد والعسل والزبدة.
كما تحرص الأسر الجزائرية على إشعال الشموع من أشكال وألوان مختلفة في كل أركان المنزل وعلى مائدة العشاء لتضفي جوا بهيجا على المكان.
ويعد البخور أشهر عطر تفوح به بيوت الجزائريين منذ ليلة المولد النبوي الشريف، كما تفضل بعض العائلات إعداد بخور تقليدية من خلال وضع الجمر أسفل البخور، لتشع بدخان كثيف ذو رائحة قوية تصل إلى الشوارع.
أما في الشوارع، يفضل الشباب والأطفال الاحتفال إلى وقت متأخر من الليل، إذ تعتبر المفرقعات والألعاب النارية وبعض اللعب المضيئة أشهر تقاليدهم التي يحيون بها المناسبة، وذلك بالرغم من تحذيرات السلطات الجزائرية من خطورة هذه الألعاب لما قد تسببه من إصابات أو حرائق.
وتحرص غالبية نساء الجزائر على ارتداء ملابس تقليدية ذات زينة مثل "القفطان" وهو رداء بأكمام طويلة ويصل إلى الكاحلين، بينما يرتدي عدد كبير من الرجال "الجلباب" كزي إسلامي، فيما ترتدي الأطفال ملابس تقليدية أو أخرى جديدة.