في مثل هذا اليوم 19 اكتوبر عام 1954 وقع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على اتفاقية الجلاء البريطاني عن مصر، وبذلك تم خروج أخر جندى إنجليزي من مصر في عهد الرئيس الراحل، وسجل خروج قوات الاحتلال البريطاني من مصر بعد استعمار استمر 73 عاما وتسعة أشهر وسبعة أيام يعيد إلى الذاكرة صورا من نضال الشعب المصري وتضحياته التي تعيش في وجدان المواطنين.
ومرت مصر بثورة أحمد عرابي ضد غزو الاساطيل والجيوش البريطانية وثورة 1919 الوطنية التي قادها سعد زغلول وانتفاضة الشعب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وإضراب جميع الطوائف بمن فيهم ضباط الشرطة والكفاح المسلح ضد القوات البريطانية في قناة السويس فور رفع الاحكام العرفية بعد انتهاء حرب فلسطين واستمرار هذا الكفاح بعد قيام ثورة يوليو 1952 إلى ان تحقق الجلاء يوم 18 يونيو 1956.
وبعد الاف من الشهداء في طريق طويل من النضال والتضحيات اقترن الجلاء بال يوبيل ذهبي للإعلان جمهورية مصر العربية بعد إلغاء النظام الملكي الذي أسسه محمد علي منشئ مصر الحديثة والذي انطلق بها إلى عالم العصر بعد أن اختاره شعبها بإرادته الحرة والياً عام 1805 فنهض بها في مجالات الزراعة والصناعة والثقافة وبناء الجيش المصري، ولأول مرة منذ زمن طويل خضعت فيه مصر مئات السنين لحكم الأجانب ان يحكم المصريين أننفسهم بأنفسهم وأن يتولى أمره ابن من أبناء مصر كما كان الحال في مصر القديمة وهو اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر.