أعلن رئيس الدبلوماسية الأمريكية أنتوني بلينكين، أن المبعوث الأمريكي لأفغانستان زلماي خليل زاد، قد تنحى عن منصبه. وقال وزير الخارجية، في بيان مقتضب، إن نائبه توماس وست، الذي كان مستشارًا للبيت الأبيض عندما كان جو بايدن كان نائبًا للرئيس، حل محله، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس، نشرته لوموند ومواقع فرنسية أخرى.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الدبلوماسية الأمريكية أنها لن تشارك في المحادثات بشأن أفغانستان المقرر إجراؤها اليوم الثلاثاء في موسكو، والتي تشارك فيها روسيا والصين وباكستان. وصرح المتحدث باسم الدبلوماسية الأمريكية نيد برايس للصحافة أنه من الصعب علينا ببساطة من وجهة نظر لوجستية أن نشارك فى هذه الاجتماعات التى كانت "فعالة في الماضي.
في رسالة موجهة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكين، يدافع زلماي خليل زاد عن سجله ولكنه مع ذلك يعترف بالفشل. كما يقول إنه يريد الابتعاد خلال هذه "المرحلة الجديدة" من السياسة الأمريكية تجاه أفغانستان. وكتب أن "الاتفاق السياسي بين الحكومة الأفغانية وطالبان لم يسير كما هو مخطط له"، مضيفًا: "أسباب ذلك معقدة للغاية، وسوف أشارككم أفكاري في الأيام والأسابيع المقبلة".
المفاوض المؤثر على الصفقة مع طالبان
زلماي خليل زاد الدبلوماسي المحترف، المولود في أفغانستان ويبلغ من العمر 70 عامًا، عمل كممثل لواشنطن في المحادثات مع طالبان في الدوحة، والتي بلغت ذروتها في اتفاق فبراير 2020 الذي ينص على انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من هذا البلد. قبل الوصول إلى هذا الاتفاق، قاد لشهور، المفاوضات المكثفة التي نقلته من عاصمة إلى أخرى، وشارك في مؤتمرات القمة وألقى محاضرات في مراكز فكرية مرموقة.
يجيد الدبلوماسي البشتون والداري، وهما اللغتان الرئيسيتان في البلاد. لا تزال حياته المهنية مرتبطة بـ"صقور" إدارة جورج دبليو بوش في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والتي كان قريبًا منها، ولا سيما نائب الرئيس ديك تشيني. شغل مناصب مختلفة في وزارة الخارجية والبنتاجون قبل أن يصبح سفيرًا مؤثرًا للغاية للولايات المتحدة في أفغانستان من 2003 إلى 2005، ثم شغل نفس الوظائف في العراق، واكتسب سمعة كمفاوض جيد.
أيضا، كان سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة من 2007 إلى 2009، وانتقد طريقة تعامل الرئيس باراك أوباما مع الحرب الأفغانية، وخاصة قراره بسحب القوات الأمريكية. وأصبح عام 2018 في عهد دونالد ترامب مستشارًا للدفاع الوطني بعد قرار التحدث إلى طالبان.
في 29 فبراير 2020، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق تاريخي مع طالبان لانسحاب جميع القوات الأجنبية من البلاد، مقابل تعهد طالبان بعدم مهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها، وقطع الجسور مع القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى، لكن كثيرين يرون أن كل ما تم الاتفاق عليه ذهب أدراج الرياح.