رفع عدد من الشباب القبطي بمدينة إسنا جنوب الأقصر، شعار "الدين لله والحلوى للجميع" وذلك احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث احتفلوا بتلك الذكرى بطريقتهم الخاصة، من خلال توزيع حلوى المولد والشربات على المارة والسيارات بشوارع مدينة إسنا لمشاركة إخوتهم المسلمين احتفالهم بذكرى المولد وإدخال البهجة على أشقائهم في الوطن من أبناء المدينة.
وقال أبانوب ثروت أحد شباب الأقباط المشارك في المبادرة، إن ذكرى مولد الرسول هي ذكرى عطرة تهل على الجميع في مصر مسلمين وأقباط، بالمحبة والرحمة والخير، وأن تلك المناسبة فرصة طيبة لمشاركة اخواننا المسلمين احتفالاتهم.
وأعرب بيشوي روؤف، عن سعادته بمشاركة أصدقائه وأهالي مدينته في المناسبات المختلفة سواء الدينية والاجتماعية وغير ذلك، حيث أن الجميع تربطه محبة الجيرة والصداقة المتواصلة على مدار سنوات طويلة يتخللها تبادل مشاعر الفرح والحزن سويًا داخل مجتمع واحد.
ومن جانبه أكد أبانوب عازر، أن الأجواء التي تخلقها الاحتفالات بالمناسبات الدينية وتبادلها مع الأشقاء من المسلمين يؤدي إلى زرع المحبة في نفوسهم، مشيراً إلى أنه في هذه اللحظات تختلط المشاعر الطيبة وازدياد الاحترام بين المسلمين والأقباط في مصر، فذلك دليل قاطع ولا يمكن الشك فيه على الوحدة التي تعيشها الدولة من مئات السنين على نهج واحد حماية الوطن.
وأضاف مينا عماد، أننا كمسيحيين نحتفل بالمناسبات الدينية للمسلمين في مختلف أزمنتها، لأن المسلمين أيضا يبادلون احتفالاتنا في أوقاتها المحددة، مطالباً الجميع بالتكاتف في كل المناسبات في الأعياد والأفراح والأحزان أن يقفوا بجانب بعضهم البعض هذه الروح لا يمكن لأحد أن يفتتها أو يخترقها لهدم الوطن.
فيما قال حسام حسن النوبي، أحد أهالي مدينة إسنا بالأقصر، أن مشهد الاحتفال الذي شاركنا فيه أقباط المدينة يعد رسالة للعالم أجمع عن المحبة والسلام الذي يجمع أبناء الوطن الواحد، لافتا إلى أن المسلمين والأقباط بمدينة إسنا يتشاركون في جميع المناسبات الاجتماعية، موضحًا أن محافظة الأقصر تنعم بالمحبة ونحن مصريون ولا فرق بيننا، كما أن الاحتفالية تأتى في إطار العادات والتقاليد التي لا تتغير بين أهالي المحافظة، عندما يجتمع الجميع مسلم وقبطي في جميع المناسبات سواء الدينية أو الاجتماعية، وهذا ما يحدث كل عام داخل مدينة إسنا، حيث يجتمع أهالي المدينة والقرى من مسلمين وأقباط كل عام للاحتفال بالمولد النبوي الشريف.