الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

لبنان: أحداث الطيونة تعيد الذكريات الي عين الرمانة 1975

اشتباكات حزب الله
اشتباكات حزب الله وحركة أمل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جعجع يقول لجنبلاط حزب الله بدون عرفات والمقاومة يمكن اسقاطها

تراجع التيار الاسلامي في مصر والأردن والمغرب وفلسطين والعراق مؤشر مهم.

ايران سوف تربط بين حصولها علي القنبلة وتخليها عن ادواتها في المنطقة.

 

شهدت لبنان الاسبوع الماضي اشتباكات بين قوات جعجع ومتظاهرين من حزب الله وحركة أمل في الطبونة، وكانت المسيرة في اتجاه قصر العدل للانضمام إلى وقفة احتجاجية للمطالبة بإقالة قاضي التحقيق، طارق بيطار.

 والقاضي بيطار هو المكلف بإجراء التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت لكنة بعد شهور من توليه التحقيق في حادث انفجار مرفأ بيروت عام 2020، الذي أسفر عن مصرع أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من ستة آلاف، وجد بيطار نفسه في قلب معركة محتدمة بين القوى السياسية المختلفة في لبنان.

حدث ذلك، وبينما كانت محكمة التمييز تصدر قرارها برد دعوى الوزيرين واستمرار بيطار في المهمة الموكلة إليه، كان مئات من أنصار حزب الله وحركة أمل وتيار المردة يتجمعون أمام القصر العدلي في بيروت للتنديد به والمطالبة بتنحيته.

وفي ظل مناخ إعلامي يشهد كثيرًا من الاستقطاب، وجدت الحملات والحملات المضادة طريقها إلى شاشات التلفزة وصفحات الصحف. وسرعان ما تحول الجدل حول بيطار نفسه

إلى معارك إعلامية يتبادل فيها فرقاء سياسيون وداعموهم الاتهامات بتسييس قضية انفجار المرفأ ومحاولة إخفاء الحقيقة

وكان اليبد حسن نصر الله ينتقد القاضي ويتهم التحقيق في انفجار مرفأ بيروت بأنه مسيس".

 وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور تظهر رجالا مسلحين بلباس مدني ينتشرون في شوارع المدينة شاهرين أسلحتهم أو متمركزين خلف السيارات والأبنية، في مشهد قال كثيرون إنه أعاد إليهم ذكريات حرب الشوارع خلال الحرب الأهلية التي شهدها لبنان بين عامي 1975 - 1990

شغل بيطار منصب قاض منفرد جزائي في طرابلس بين عامي 2004 و2010، حيث تولى النظر في قضايا جرائم مالية. ثم عين مدعيًا عامًا استئنافيًا في شمال لبنان حتى عام 2017، وتولى التحقيق في جرائم طالت بعض الشخصيات السياسية والإعلامية.

وإضافة إلى مهمته كمحقق عدلي في انفجار مرفأ بيروت، يشغل بيطار منصب رئيس محكمة جنايات بيروت منذ عام 2017 

لكنه ومنذ يوليو الماضي دخل في مواجهة مع الطبقة السياسية بعد أن طلب رفع الحصانة النيابية عن الوزير السابق والنائب نهاد المشنوق إضافة إلى الوزير السابق والنائب غازي زعيتر؛ تمهيداُ للادعاء عليهما. كما طالب باستجواب عدد من المسؤولين بينهم قادة أمن حاليون وسابقون.

لكن اهالي ضحايا الانفجار يمثل بيطار أملهم في تحقيق العدالة لذويهم. يجد هؤلاء في القاضي الشاب، شخصية صارمة، مستقلة، في مقابل طبقة سياسية يعتبرونها فاسدة

وفي مواجهة الضغط السياسي الذي تعرض له الرجل، أطلق أهالي الضحايا حملة لدعمه، عبر القيام بتنفيذ وفقات احتجاجية تطالب بمواصلة التحقيقات وتحقيق العدالة وتتهم الطبقة السياسية بمحاولة عرقلتها

الخطير في الامر هو ما قالة وليد جنبلاط لاحد اصدقائة،

انه سمع كلام صدمه قبل أيام، عندما جمعته مع سمير جعجع، مأدبة في منزل النائب نعمة طعمة، حيث قال لوليد:

أنه سيمضي في المواجهة ضد حزب الله حتى النهاية) مضيفا:)

لدي 15 ألف مقاتل، ونحن قادرون على مواجهة الحزب الذي بات يعاني من ضعف كبير، نتيجة الأوضاع في لبنان وفي الإقليم.) 

و عندما حذّر جنبلاط محدّثه من خطورة ما يقوله، ردّ جعجع بالقول

(نحن اليوم أقوى مما كنّا عليه أيام بشير (الجميل)، وهم أضعف مما كان عليه أبو عمار ياسر عرفات،

وقدّم جعجع قراءته السياسية  وأنه مدعوم من الولايات لجنبلاط علي انه مدعوم من الولايات المتحدة الاميركية، ومن السعودية ودول أخرى.

جنبلاط لم يوافق جعجع على قراءته، وخرج من اللقاء مذهولًا من تقديرات القائد الذي لم يفوز بمعركة يومًا. وأخبر رئيس الاشتراكي بعض أصدقائه بما سمعه، معتبرًا أنه ربما يكون مؤشراُ خطيرًا على أمر يُحضَّر للبنان، وسيفاقم أوضاعه سوءا

من كلام جعجع الي كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت الذي يوضح كلام جعجع، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في بداية اجتماع الحكومة تعقيبا علي الحادث، إن “النفوذ الإيراني هو وراء الأحداث الأخيرة في لبنان والعراق".

وجاء تصريح بينيت في إشارة إلى أحداث الطيونة الأخيرة في العاصمة بيروت، وفوز الكتلة الصدرية بـ73 مقعدًا في انتخابات العراق.

واضاف بينيت، “نحن نتابع التطورات في لبنان وقليلًا شرق العراق..في كلتا الحالتين، نرى اتجاهًا قادمًا من الأسفل، لقوى سئمت ببساطة من سيطرة وتأثير إيران، سواء كان “حزب الله” في لبنان أو “الميليشيات الشيعية” في العراق، والتي تضررت بشدة في الانتخابات التي جرت هناك الأسبوع الماضي”، مشيرًا إلى أن كلاهما كان نتيجة “اللمسة الإيرانية".

اذن اذا ربطنا بين كلام جعجع مع جنبلاط وتصريحات بينيت يبدو الامر اكثر وضوحا، ان اسرائيل تري ان القوي الموالية لايران في المنطقة خاصة في العراق وخروج القوي المرتبطة بايران في الانتخابات بلا نتائج وحصول التيار الصدري الشيعي المستقل علي 72 مقعد مؤشر علي ان حزب الله في لبنان اضعف، وان قوي المقاومة بدون المقاومة الفلسطينة لاتستطيع الاستمرار في معركة مع القوي اليمينية الانعزالية، كما ان السعودية تؤيد جعحع معناها ان القوي السياسية السنية في لبنان ليست مع حزب الله.

كما ان المنطقة العربية تشهد تحولات مهمة مثل انهيار قوي التيار الاخواني في مصر بعد ثورة 2013، ثم في الاردن ثم في انتخابات المغرب، وماحدث في تونس مؤخرا، مما يشكل مؤشرا الي ان الشعوب العربية لم تعد تقبل سيطرة التيارات الدينية.. لذلك نري ان حركة حماس في فلسطين ترفض اجراء الانتخابات الفلسطينية،واذا اضفنا لذلك التقارب المصري التركي، والتصالح المصري القطري، وتوقف الحملات الاعلامية بين مصر وايران، والتفاوض السعودي الايراني توضح الصورة اكثر فاكثر حول رغبة ايران في امتلاك القنبلة الذرية في مقابل تقاربها مع الاقليم، وما يرتبط في ذلك من رؤية ايرانية جديدة للقوي التابعة لها في المنطقة مثل حزب الله وامل وحركتي الجهاد وحماس في فلسطين، وما يتأتي حاليا في مفاوضات جنيف والولايات المتحدة والغرب، اي ان ايران تري ان امتلاكها للقنبلة يغنيها عن استخدام القوي المرتبطة بها في المنطقة، ولذلك ليس من فراغ تخليها عن حزب الله وغيرة من القوي العراقية الايرانية في العراق سياسيا مما اسفر عن سقوطها المروع في الانتخابات الاخيرة.

للاسف كل ذلك لايدركة حاليا حلفاء ايران، في فلسطين ولبنان ولعل ذلك مما ادي الي تحويل الفزع من كل ما سبق الي اي صوت ينتقد حزب الله وعلي سبيل المثال كان الموقف الموضوعي ربما الوحيد في لبنان هو بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني علي اثر احداث

اعلن المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني بعد الحادث رفضه وإدانته الصريحة لإعادة البلاد إلى مرحلة الصدام والاقتتال الأهلي بطابعه المذهبي والطائفي، والهادف إلى الانتقال بالبلد المنهار إلى أجواء الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي وفدرالية الأمر الواقع في زمن البؤس والخراب، بعد أن عجزت أطراف نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية عن إيجاد الحلول لأزمات نظامها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وحمل الحزب مسؤولية ما حصل ويحصل، لأسلوب التجييش الطائفي وزجّ الشارع بمواجهة الشارع والتهديدات والاتهامات بتسييس التحقيق بجريمة انفجار المرفأ من قبل حزب الله وحركة امل، والتي كان بالامكان عبر رفع الحصانات دحض الادعاءات قضائيًا بالأدلة الدامغة، اظهارًا للحقيقة وتحقيقا للعدالة.

كما أعلن الحزب إدانته الشديدة لمبادرة القوات اللبنانية إلى  استعمال السلاح واعمال القنص وكذلك ادانته لكلّ الذين شاركوا باستعمال السلاح والعنف وترويع الأهالي والمدنيين، داعيًا الى المحاسبة الشديدة ومحذرًا من الاتجاه الصريح نحو إعادة احياء خطوط التماس، معربًا عن أسفه الشديد لسقوط العديد من الضحايا والجرحى بسبب ذلك.)

واضاف الحزب  انه يجد (المنظومة الحاكمة في استخدام العنف والاقتتال الداخلي وسيلة لطمس وتغييب القضية الأساسية التي يعاني منها اللبنانيون، أي تداعيات الانهيار الاقتصادي الذي تتحمّل هي مسؤوليته مع ما خلّفه من فقر وبطالة وهجرة واستغلال وقلق وجودي على المصير. كما تجد فيه أيضا وسيلة للتغطية على جرائمها في نهب المال العام وفي تفجير المرفأ، وهي جرائم لم تتمّ محاسبة أو محاكمة أي مسؤول عنها في مواقع القرار الأساسية، تأكيدا لذروة الفساد السياسي الذي تمتهنه القوى الحاكمة وتعتاش منه)

من المعروف ان كل من حركة امل وحزب الله جزء من الحكومات المتعاقبة كما انهما حلفاء اساسيين للرئيس عون وتيارة السياسي الماروني.

وردا علي موقف بكركي علس لسان البطريرك الماروني الراعي، وبعض المراجع الشيعية التي تدفع بتصريحاتها الحالة نحو التجيش قال الحزب وفي موازاة ذلك: 

( يدين الحزب الشيوعي امعان القيّمين على المؤسسات الدينية في استغلال هذه القضية وتدخلهم في شؤون القضاء سواء من أجل حماية مسؤولين مدّعى عليهم أو من أجل تجييش الرأي العام واستغلال مشاعر أهالي الضحايا تحقيقا لمكاسب فئوية. كما يدين في الأطار ذاته المندوبين الأميركيين وحلفائهم الذين لا يعدمون فرصة إلّا ويتنطّحون فيها لإستثمار هذه القضية وغيرها، كعادتهم حيال كل الملفات، بهدف تأجيج الانقسام الداخلي اللبناني وتحقيق أجنداتهم السياسية في لبنان والمنطقة.

 ويتابع البيان:(إن ما يحصل من اشتباك عنفي في بيروت وضواحيها راهنًا يصبّ في مصلحة المشاريع الأميركيّة والصهيونيّة في المنطقة، ويدفع لبنان دفعا نحو الفدرالية الطوائفية، ومن المؤكّد أنه سوف يستخدم – اذا ما جرت انتخابات - كأداة للتعبئة والتجييش الانتخابي لتجديد البيعة للزعامات الطائفية نفسها وللقوى الطبقية التي تستظل بها، مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر جسيمة على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها).

 وينتهي الحزب الي (إنّ الضمانة الوحيدة للشعب اللبناني لن تكون سوى بالانتقال إلى الدولة العلمانية الديمقراطية التي تحمي استقلالية القضاء وتكفّ يدّ التدخلات المحلية والخارجية عنه، لوضع المواطن وحقوقه الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية فوق كل اعتبار.)

لذلك قام انصار المتقاتلين بشن حملة تشوية ورفض لموقف الحزب الشيوعي اللبناني في رغبة لحرف الاتجاة ليس الي مايحدث من مخاطر وانما الي الهجوم علي الحزب الوحيد الذي تجرأ بكشف الرؤية.

هكذا فأن نتائج اتفاقات مفاوضات جنيف ومحاولة ايران امتلاك القنبلة سوف تؤدي الي خريطة اخري في المنطقة مقابل خفض مساعداتها للحلفاء التابعين لها في اليمن ولبنان وهو ما بدأ في الحدوث في الانتخابات العراقية، وتراجع التيار الاخواني في معظم دول المنطقة منذ ثورة 30 يونيو في مصر.