ورث الشيخ أحمد الكحلاوي، من أبيه شيخ المداحين للنبي، صوته العذب، ولين قلبه، وسماحة صوته، وإتقانه في مديح الرسول، وروحه الخفيفة، وعشق الغناء من خلاله، حيث ظل أحمد الكحلاوي "كورال" وراء والده، في أناشيده نحو ١٥ عامًا، في حفلاته وتسجيلاته.
فيقول اليوم عن ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف: "في الأول كل سنة وسيدنا النبي محاوطنا ومجمعنا بذكره"، أما عما يتردد حول الحرام أو الحلال في الذكر النبوي والاحتفال به، فأنا خضت معارك كبيرة مع أئمة حرّموا الموسيقى واستخداماتها"؛ مؤكدًا أنه سار مشوارًا طويلًا للتأكد من ذلك، وسأل أئمة وفقهاء وعلماء، وقرأ في الكتب، وتأكد من أن الموسيقى نعمة من الله، يجب أن نستخدمها بطريقة صحيحة. ويرى "الكحلاوي"، أنه لا يوجد أي حديث شريف للرسول صلى الله عليه وسلم، يحرم الموسيقى، أو يحرم أي نوع من أنواع الآلات الموسيقية، ولكنها نعمة من الله يجب أن نشكره عليها، وألا نجحدها ونقول إنها حرام.
واستطرد "الكحلاوي" في حديثه لـ"البوابة"، قائلا: "أنا مسلم وسطي ملتزم، ولا مزايدة حول إسلامي "سيبونا نحيي ذكراه، ونهلل باسمه، ونفرحه بصلاتنا ليه وعليه، وأنا حضرة سيدنا النبي بيسعد قلبي بإنشادي ليه".
وعن مظاهر الاحتفال بشراء حلوى المولد؛ قال "الكحلاوي": أحلى حاجة أفرح حبايبي بحلاوة المولد"،
ولكن علينا ألا نتجاوز في الاحتفال، بمعنى ألا نحتفل في سرادقات، ونعمل اختلاطات، نحتفل بإنشاد جميل، وقراءة القرآن، وهنا فارق كبير بين الاحتفال بأخلاق تليق بسيدنا النبي، وأن نحتفل بشكل هزلي فالفيصل هو أخلاقنا".
وردد مداح النبي قائلا: أنا بدأت الإنشاد لما سيدنا النبي سمحلي وبعتلي "لا يزار ولي إلا بإذن"، وهذا لا يعرفه البعض، فإن أردت أن تمدح النبي، فعليك أن تعرف قدر الممدوح، فنبينا قال "لا يعرف قدري إلا ربي".
وتابع: المظاهر الدينية للاحتفال بذكرى مولد النبي الشريف؛ كقراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة، وإحياء مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد والتغني بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة، كل ذلك جائز ومستحب شرعًا فلا حرمانية في ذلك.
واختتم قائلا: من اللطائف العجيبة التي وردت عن الشيخ الشنقيطي قوله: إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، تُعد من بر الرجل لأبيه، وذلك أن الملك الذي يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الناس عليه يقول: يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك، فكيف لنا ألا نحتفل بالمولد، ده عيد علينا ولينا، لأن من عظمة المولد النبوي الشريف أن الموافق والمخالف يشتركان في إحياء ذكراه العطرة، الموافق بالفرح والبهجة، والمخالف بالإنكار والتبديع، ولعل ذلك من تجليات قوله تعالى (ورفعنا لك ذكرك) صلى الله عليك يا علم الهدى، وعلى آلك وصحبك وسلم.
واختتم حديثه قائلا: لقد احتفلت السماء بمولده، واحتفلت الملائكة بمقدمه صلى الله عليه وسلم، فنحن لا نحتاج إلى حديث صحيح للاحتفال برسول الله صلوات ربي عليه، بل نحتاج إلى قلب صحيح.