شهدت منطقة الهرم حادثة بشعة، حيث سيطر الشيطان على عقل «ص.م» العامل الأربعينى ودفعه إلى قتل زوجته دون أن تأخذه بها رحمة ولا شفقة، وقد حاول إخفاء جريمته وإيهام الجميع بأن الوفاة طبيعية مستغلا إصابة زوجته بمرض السكر، ولكن شاء القدر أن يكشف كذبة ليجد نفسه متهما بجريمة قتل زوجته، لينتهى به الحال خلف قضبان السجن فى انتظار الحكم الصادر ضده بعدما أحالت النيابة الواقعة لمحكمة الجنايات.
تفاصيل تلك الواقعة كشفتها التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة بجنوب الجيزة، والتى بدأت بورود بلاغ لضباط مباحث قسم شرطة الهرم، من غرفة عمليات النجدة، يؤكد العثور على جثة سيدة متوفاة داخل مسكنها.
وعلى الفور؛ انتقل رجال المباحث لمكان الحادث وبالفحص تبين وجود جثة ربة منزل تدعى «ص. ف»، تبلغ من العمر ٣٥ عاما مصابة بجرح قطعى فى الرقبة، ووجود العديد من قطع الزجاج المنتشرة بالشقة.
وأضافت التحقيقات، أنه تم سؤال الزوج عن تفاصيل ما حدث، فأكد أن المتوفاة «زوجته» مريضة سكر، ودائما ما تتعرض للإغماء بسبب إصابتها بغيبوبة السكر؛ مشيرا إلى أنه كان نائما وقت حدوث الواقعة، وقد استيقظ على صوت تكسير زجاج الشقة، ولا يعلم ما حدث.
وبسؤال أفراد أسرة الزوجة اتهموا زوجها بقتلها بسبب وجود العديد من الخلافات الزوجية بينهما، خلال الأونة الأخيرة، وبدأ رجال المباحث فى عمل التحريات اللازمة حول الحادث، كما استعجلت تقرير الصفة التشريحية الخاص بالمجنى عليها، والذى جاء ليؤكد بأن الزوجة لم تصب بغيبوبة سكر قبل وفاتها، وأن الجرح المتواجد برقبتها ناتج عن أداة حادة.
وأشارت التحقيقات، إلى أن رجال المباحث قاموا بالتحفظ على الزوج وسؤاله حول تفاصيل الحادث أنكر تورطه فى قتلها؛ مؤكدا للمرة الثانية أنه كان نائما، وسمع صوت ارتطام، فأسرع نحوه لاستبيان الأمر، فوجد زوجته على الأرض، وزجاج المطبخ بكل مكان، واستنتج أنها شعرت بدوار إثر غيبوبة سكر، فارتطمت بالزجاج، وتوفيت متأثرة بإصابتها.
وبتضيق الخناق عليه ومواجهته بتحريات الأجهزة الأمنية، وتقرير الطب الشرعي؛ اعترف بارتكابه الواقعة، وقتله زوجته، بسبب خلافات بينهما، حيث أكد أنه متزوج بها منذ ١٠ سنوات، وقد رزقهما الله بـ٤ أبناء، وأن حياتهما كانت تسير بشكل طبيعي، لكن الخلافات بدأت تظهر بينهما، خلال السنوات الثلاث الماضية، سواء كانت مادية أو زوجية أو غيرها، وفى بعض الأحيان كانت تترك الزوجة المنزل وتذهب لمنزل أسرتها تمكث لديها فترة ثم تعود مرة أخري.
وأوضح المتهم، أن الأمور بينهما استمرت هكذا لفترة حتى يوم الواقعة، فقام الزوج بإحضار أحد أصدقائه «ضيف»، لتناول طعام الإفطار معهما، دون أن يخبر زوجته، الأمر الذى أدى إلى غضبها وتشاجرها معه، لعدم وجود طعام كاف يتناوله الضيف وأفراد الأسرة.
فتطور الأمر بين الزوجين، بعد مغادرة الضيف، واحتد الخلاف بينهما، فقام الزوج بالتعدى على زوجته وذبحها واستغلال مرضها بالسكر وإيهام الجميع بأنها أصيب بغيبوبة سكر، وسقطت على الأرض، الأمر الذى أدى لإصابتها ووفاتها فى الحال، ولكن تم كشف كذب رواية الزوج، بعدما تبين أنه قتل زوجته، وبناء على ذلك صدر قرار من النيابة بحبسه والتجديد له فى الميعاد.
وفور ورود تقرير الطب الشرعي، الذى أكد تعرض الزوجة للذبح، وليس إصابتها بغيبوبة سكر أو سقوط زجاج عليها، وكذلك تحريات الأجهزة الأمنية، التى تبين من خلالها وجود خلافات بين الزوجين، وقام الزوج بقتل زوجته بسبب مشاجرة بينهما.
أيضا اعترف الزوج بأنه ذبح زوجته، بسبب اعتراضها على إحضار أحد الضيوف، وعدم وجود طعام كاف لذلك، فأمرت النيابة بإحالة المتهم للمحاكمة أمام الجنايات، بعد اتهامه بقتل زوجته عمدا مع سبق الإصرار والترصد.
