التقى البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، مساء أمس، حسب البيان الذي اصدر اليوم، بأعضاء المجلس الراعوي لرعية مار يوحنّا الرسول والإرساليات التابعة لها في هولندا، وذلك في صالة كنيسة مار يوحنّا في مدينة أرنهِم الهولندية.
حضر اللقاء المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب سعدي خضر كاهن رعية مار يوحنّا الرسول في هولندا، والشمّاس جبرائيل عطالله.
خلال اللقاء، ألقى الأب سعدي خضر كلمة شكر فيها غبطته على زيارته الأبوية التفقّدية، عارضاً تقريراً مفصَّلاً عن الرعية بإرسالياتها المختلفة، وأنشطتها وفعالياتها، وأبرز التطلّعات، فضلاً عن التحدّيات.
ثمّ وجّه البطريرك كلمة أبوية هنّأ فيها كاهن الرعية وأعضاء المجلس الراعوي على الاندفاع في الخدمة في هذه الفترة العصيبة من الأزمة الصحّية جراء تفشّي وباء كورونا، مُبرِزاً التحدّيات الكثيرة، خاصّةً في ظلّ الأوضاع الصعبة والخطيرة التي يعانيها أهلنا في بلادنا الأمّ، سواء في العراق وفي سوريا، ومؤخّراً في لبنان، ممّا يزيد من الهجرة، شاكراً "الرب الذي سمح أن يصل المؤمنون إلى هذا البلد حيث يعيشون باستقرار، وبإمكانهم الاجتماع في كنيسة تحتضنهم، وقد حصلنا علينا بقوّة الرب، ولكنّ الحاجة تبقى ماسّةً لتثبيت المؤمنين، ولا سيّما الشباب، على إيمانهم بالرب وعلى تقاليد آبائهم وأجدادهم التي تسلّموها من بلادهم الأمّ في الشرق".
وتحدّث غبطته عن خبرته في الخدمة الكنسية في بلاد الإنتشار، ككاهن ثمّ كمطران في الولايات المتّحدة الأميركية وكندا لمّدة 23 سنة، والمعوقات والصعوبات التي تعترض هذه الخدمة، مذكّراً أنّ "المسؤوليات في الكنيسة هي خدمة وليست تكريماً، ولا أحد منّا يستطيع أن يعتبر أنّه مستحقّ. فعندما تحتاج إلينا الكنيسة، تدعونا ونلّبي النداء بفرح واستعداد طيّب، شاكرين الرب أنّنا نستطيع أن نخدم ونؤسّس للمستقبل في هذه المرحلة الهامّة والأساسية"، مؤكّداً أنّ "الاتّكال هو على الله أولاً ودائماً، ولكن يجب أن نتّكل أيضاً على نفوسنا ونعمل بالوحدة والتضامن فيما بيننا لخدمة كنيستنا".
وختم غبطته كلمته شاكراً كاهن الرعية وأعضاء المجلس الراعوي على خدمتهم وغيرتهم وتفانيهم، مشدّداً على أنّ "المسؤولية ليست سهلة أبداً، خاصّةً مع تعدُّد الإرساليات وانتشارها في مدن ومناطق مختلفة في هولندا، وضرورة تأمين الخدمة الروحية والراعوية فيها"، ومنوّهاً إلى أنّ "على الكاهن وأعضاء المجلس أن يكونوا على الدوام الوجه الساطع للرعية أمام الناس، والمثال بالخدمة والعطاء والتضحية"، مجدِّداً التأكيد على أنّ "الكنيسة تفتخر بكم وتتقدّم بكم"، وسائلاً الرب أن يحفظهم ويباركهم.
بعدئذٍ أفسح غبطته المجال أمام أعضاء المجلس كي يتكلّموا، وأجاب على أسئلتهم خلال مناقشة عامّة جرى فيها التطرُّق إلى مختلف شؤون الخدمة في الرعية والهواجس.
وفي ختام اللقاء، منح غبطته الجميع بركته الرسولية، لهم ولعائلاتهم ولأبناء وبنات الرعية بإرسالياتها كافّةً في مختلف المدن الهولندية.
