الإثنين 04 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

ديزل الإسماعيلية.. من معيد بالجامعة إلى دليفرى منتهى الشياكة

ديزل الإسماعيلية
ديزل الإسماعيلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شباب جامعي تدب العافية في أجسادهم ويطل الذكاء من عيونهم، هم أبطال سينما الواقع في الإسماعيلية.

١٤ دراجة نارية هي كل رأسمال هؤلاء الشباب استطاعوا من خلالها توفير ١٤ فرصة عمل لأنفسهم، لم ينتظروا كارت توصية لوظيفة حكومية، ولم يرضوا لأنفسهم الوقوف في طابور البطالة.

بدأت الفكرة من خلال الشاب محمد خالد خريج كلية الألسن بتقدير عام جيد جدا، انتظر تعيينه معيدًا بالجامعة ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حصل على الصدمة الأولى التي أنكسر فيها حلمه.

لكنه أفاق من الصدمة وهو على رصيف المتعطلين عن العمل، لذلك لم يقتنع خالد الذي أعتاد التفوق أن يكتب قصة فشله بيديه.

ترك اللغات والألسن ولم يكن أمامه سوى دراجته النارية ليبدأ بها مشوارا جديدا، إعلان صغير وصندوق في منتهى الشياكة على المقعد الخلفي ليعلن نفسه الديزل الديلفري.

لاحظ عملاؤه مدى أمانته ودقته في عمله، كما لاحظوا الأمر الأهم وهو اختلاف لغته وخطابه مع الناس عن الاخرين، لغة المتعلم المثقف الذي قرر خوض حدائق الأشواك بقدميه العاريتين، صار خالد مطلوبًا من الجميع، تحركت السيولة المادية بين يديه، وانفتحت الآفاق.

يهتم محمد خالد طالب الألسن بهندامه وملابسه وتسريحة شعره، ليس على طريقة بائع الفريسكا المبالغ فيها، ولكن على طريقة الإسماعيلاوية الذين ورثوا الأناقة من الفرنسيين واليونانيين الذين عاشوا في المدينة.

البساطة اللافتة للنظر في مشروع محمد خالد جعلته يفكر دون تعقيد، ذات مساء يحكي لرفيق دربه محمد عباس عن حلمه بتنظيم مهنة الديلفري في المدينة، يتلقف عباس الفكرة وبالورقة والقلم يبدأ التخطيط، مقر وسكرتارية وخطوط اتصال وشبه تعاقدات مع عشرات المحلات التجارية.

والتي صارت تثق كل الثقة في إمكانياتهم، بدلًا عن الدراجة النارية الواحدة صار المكتب يدير أربع عشرة دراجة، تراها في الشارع وقد ألتزموا بحارات المرور ليضربوا المثل في إمكانية التحضر لدي الجميع، لا يعرفون "الغرز" بين السيارات المارة لتجاوزها، بل تعاهدوا على عدم استخدام آلة التنبيه- الكلاكس- إلا عند الضرورة القصوى.

يقول المؤسس محمد خالد لـ"البوابة نيوز": مازال طموحنا أكبر من لحظتنا الراهنة، نحلم بأسطول دراجات نارية هادئة تتحرك لخدمة الناس، ويضرب المثل في ذلك بعدد من الدول الاسيوية مثل تايلاند وماليزيا وغيرهم اعتمدوا جميعًا الدراجة النارية كوسيلة للتواصل.

ويضيف : لقد نسيت الوظيفة الحكومية تمامًا ولا أشعر الآن بأي مرارة لأنني خسرت مكاني كمعيد بالجامعة.

أما عن سر تسمية مشروعه بالديزل، فيقول لنا لأن الديزل لاشىء يقف امامه.. ونحن كفريق هكذا لايمكن أن تقف أمامنا أي معوقات.