أعلن ملتقى الشربيني الثقافي عن إنشاء لجنة لنشر إبداع المواهب الجديدة من رواد الملتقى، من مختلف المحافظات . تضم الدكتور محمد السيد إسماعيل لشعر الفصحى و أمينة عبد الله لشعر العامية ومحمد جاد هزاع للقصة والرواية. وذلك بالتعاون مع دار الناشر للنشر والتوزيع .
ومن المقرر أن تتلقى اللجنة الأعمال الابداعية، بداية من اكتوبر ٢٠٢١، وسوف تنشر الأعمال الفائزة في كتاب يحمل إسم ملتقى الشربيني الثقافى. وسيهدي الكتاب إلى روح الشاعر رفعت سلام تكريمًا له ، وذلك بديلًا عن الجائزة المادية التي كان مؤسس الملتقى الكاتب الصحفي محمود الشربيني قد اعلن عن مساهمته في تأسيسها ومساهمته فيها بمبلغ 5 آلاف جنيه.
جاء ذلك لدى استئناف الملتقى أعماله ، بعد غياب نحو شهر أو أكثر، في مستهل احتفالاته بمرور عام على تأسيسه . حيث أقام امسية شعرية أحياها عدد من الشعراء ، وفي مقدمتهم محمد السيد إسماعيل. وأمينة عبد الله ورشا الخطيب وآمال ناجي .
وشارك فيها أعضاء نادي الأدب بشبين القناطر وهم صابر قدح والسيد صبره والسيد خليفة .بحضور ومشاركة الكتاب محمد هزاع ومجدي صالح وحسام الحداد ونائب رئيس نادي الادب في منطقة القلج .ومسئول النادي محمد الريس.
وفي مستهل الأمسية قال الشربيني أن الملتقى شهد نجاحات وواجهته تحديات وصعوبات وذكر انه "ربما حدثت إخفاقات ..نأمل أن نتلافاها" ..وأن "نتغلب على التحديات التي تواجه كل عمل ثقافي في مصر ..وعلى رأسها شعور المثقف بالخيبات والانكسارات" ..حتي أن المجتمع أحيانا-بل وربما مثقفين - يتحدثون عما يسمونه ب "سقوط المثقف" !
وشدد على ان العمل الثقافى آفته الرئيسية غياب العمل الجماعى وشيوع الشخصانية المفرطة ، وغياب روح التوثب والتحدي عند المبدع.
- وقال أن "الملتقى " أقام العام الماضي ١٣ ندوة وأمسية ، بدأت بحلقة نقاشية لدي صدور كتاب "سر مصر" لمؤلفه محمد هزاع ، وكانت تلك باكورة الفعاليات فى المقر الرئيسي في شبين القناطر،أما ختامها فكان في القاهرة ، عندما أقيمت أمسية حاشدة عن نهر النيل وتحدياته وأثره في الثقافة المصرية منذ عصر قدماء المصريين .او ماأسماه ب "شرعية النيل" التى لايمكن تجاوزها أو إغفالها ..
كما نوقشت كتب "الشيطان وتجديد الفكر الديني" للكاتب نبيل عمر .. و"إنجيل الثورة وقرآنها" للشاعر الكبير حسن طلب ..واعمال الشاعر رفعت سلام ..و"رواية ٣ ورقات" لمنال الشربيني .
- كما ناقش الملتقى قضية العلاقة بين الادب والدين ،على ضوء كتابات الشاعرة أمينة عبد الله ..والتي تعرضت منذ أقيم مهرجان الشعر في طنطا العام الماضي لحملة ضارية لاكت سيرتها بكل سوء ونهشت عرضها بكل وقاحة ..وكان مفاجئا أن ردود الأفعال التي تدين هذه البذاءات تأتي على استحياء ..وخاضت امينة عبدالله ولاتزال تخوض معركة جبارة في مواجهة هؤلاء الذين لايزالون يحاولون كتم صوتها وعرقلة تجربتها ، ونحن دوما مع حرية الإبداع ، ومقاييس الحكم على الإبداع لاشك أنها تختلف عن الحكم على النصوص القرآنية .وفي فصل من فصول المواجهه أمكن لنصوص أمينه عبد الله ان تبلسم جراحها مؤخرا فتصل بها الي القائمة القصيرة في مسابقة صلاح عبد الصبور لعام ٢٠٢١ والتي ينظمها صندوق التنمية الثقافية "بيت الشعر العربي" .
وألقت أمينة عبد الله عدة نصوص من دواوينها وأشعارها المتحدية للمجتمع الذكوري.
ومن ديوان بنات للألم نقرأ مع أمينة عبد الله:
نحن النساء
اللائي قُهِرْنَ بالأسماء الذكورية
في بطاقات الهوية
لابد لنا من الاقتران برجل ما:أب
لا يشترط أن يكون رحيمًا
زوج
عادة لا يكون محبًا
الاقتران بهما ليس صدفةً
ولزيارة الله
الذي خلقني أنثى
لابد لى من رجل
حتى لو كان ابنًا أو زوج بنت
الله يخشى لقاء النساء الوحيدات!
-كما القت الشاعرة آمال ناجي عددا من قصائدها ، من ديوانها المتنوع الذي يتسم بالصدق الشديد توب الدنيا.
أنا من لا تبصرها إن أنت نظرت إلى الأشياء..
مَن تبحثُ عنها بين خيالاتَكَ كل مساء
بعيونٍ تُسحرُ اشعارك…
بدلالٍ يُتقن كل فنون العشق السابح في الأجواء…
بجنونٍ يجعلك اسيراً لجلالةِ عرش الحب الآسر..
ومدارات الأنهار الظامئة..
وميعاد الأنداء..
من أين أتيتَ ؟
وأين ذهبت ؟
في لمحة حُزن بين انين العشق..
قد كنت تُفتش عن عشقي
وأتيتك راغبة من دون عناء..
نصفان التقيا بين البِين بكل بهاء…
وتر وكمان يلتقيان ليعزف لحنا حلو الأصداء…
قد كنت حياة كاملة..
تتلو صلوات العشق..
وذهبت
هجرت عشيقتك كما الريح الهوجاء..
يا قلبا قد هبط نبيا فوق عروش ملوك الشعراء..
يا نبضا يأسر خلجاتي..
يتغلغل في نبضاتي
ويزلزلني في كل الأرجاء
من أين لقلبي أن يصبر
فالصبر رفيق للضعفاء.
حدق حولك في كل مكان
انا من لا تبصرها إن أنت نظرت إلى الأشياء
كما ألقت الشاعرة رشا الخطيب عددا من قصائدها من دواوينها المتعددة، التي من بينها "للهوى جياد" و"العتمة الآثرة " "وندم ممطر " "ورغبة في زاد"و"هل القلب معاذ"
ومن بين قصائد رشا قصيدة بعنوان عِيَادَة الأشواق من ديوان "ولنا في الغيب" تقول فيها:
مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الْأَشْلَاء
لَمْ أعُدْ انْتَمَى لِهَؤُلَاء الْبَشَر ،
و الْأَجْسَاد المحنطة
وأيدى الْكَهَنَة تتجسس
عَلَى صُنْعِ اللّهُ بِتِلْك الْأَجْسَاد
فَأَنْت لَسْت كآلهتهم
أَنْت تُشْبِه فِتْيَةٌ الْكَهْف تَبَسَّط
لِى حضنا دافئا بمتسع
حلمى الْقَدِيم
ترص لِى اسْمُك
كَاللُّؤْلُؤ
الْمَنْثُور بفمى
جئتئك أَحْمِل وَجَعًا صَار لِى أَلْفًا
جِئْت بعينى ففقدتها خَلْف
لثامك
أيومض الشِّفَاء خَلْف لَوْح زُجَاج ؟
أَم يَطُول الشَّقَاء
كقاع مُحِيط صَامَت ومميت ؟
وأتظاهر إِنِّى مَنْفِيَّةٌ مِن الجِيل
الضَّائِع
لَا رَغْبَةَ لِى فِى التَّعَلُّق بِـ أُغْنِيَّة
تَرَكَتْهَا ترتجف وترتعش داخلى
فأتأمل بِحَسْرَة
ذَاك النَّسيج الخريفى
المنمق لحياتى
كما القى الشاعر محمد السيد اسماعيل عددا من قصائده من ديوان قيامة الماء .
كما القى الشعراء صابر قدح والسيد صبره
والسيد خليفه عددا من قصائدهم الجديدة التي لاقت استحسان الحاضرين ومنها فصيدة لصابر قدح بعنوان :
بلا أمل :
وأمضى.
حيث لا أمل ولاعمل
حيث لا حرف ولانطق ولاجُمل
حيث لا شفاه ولا ابتسام ولا قُبل
حيث تشرق الآهة بين ضلوعى
وتأبى رجوعى
إلى حضن أمى
وزوال همى
أين أجد سبيلى
وقد تاه الطريق
بأنفاسي
وتناثرت أحلامى
وماعدت هذا الفتى الفتِيّ
فلقد نضب الماء
وتكالب على قلبى البلاء
وأمضى بلاأمل أو أجل
وهاأناذا.... بمعزل عنك
ولن أكون بعد الآن منك
ولن أغادر صفحات الهوى
منها إلا إليك
وأنشد السيد أبو صبره:
ولسه عيونا بتشفكم
ملائكة بتوبكم الابيض
في احلامنا
ولسه الفرحة قدمنا
بتفرض على الهوا شبكها
ده حتي الموت بقي يفرح
بقي يجرح
بقي يسيب في القلوب جرحه
يسيب في العيون احزان
بقي مجنون
بقي يلبس توب إنسان
ده حتي الفرح كان إنسان
لكنه جبان
يخاف النور
يخاف الضلمة والمستور
يخاف إنه يعيش مقهور
يعيش إنسان
ما هو الإنسان بقي أجزاء
ده جزء طفولة
وجزء شباب
وجزء كبير ملان احزان
وجزء ضعيف
وجزء عجوز بدون إنسان
بدون انسان
وأنشد سامي خليفة ابياتا بعنوان الفقر :
إنَّي اسائلُ مـاذا بـاتَ للأمـلِ
والقلب في وجـعٍ والدمـعُ بالمـقلِ
والفـقر ليس بـعيـبٍ أو بمـعضلةٍ
بل نعمةً وسمت بالتـبرِ والـحللِ
قد ضلَّ من ظـنّ ان المال يـوهبهُ
حسن المـعيشةِ أو خيراً بلا عـللِ
فرقٌ لمن خلقوا في لهـوةٍ و تـرفٍ
ومن تراهم سعـوا للـجدِّ والعـملِ
ليس الفقيرُ بفـقرِ المـالِ يـرعبهُ
فالمالُ من فتنةٍ يغـتالُ في الـرجلِ
ليس الفقيرُ عـليلاً او بـمخمصة
بل خصهُ ربهُ حسن الجودِ والفضل
وكـم تـرى حـفّـهُ ربي بخاتمةٍ
مكرمٍاً برداء الصبرِ في الوجـلِ
يريدُ عيـشتهُ في راحـةٍ وبـها
سترٌ بلا كـمدٍ أو حـيرة الخـجلِ
غذاءهُ عنـدهُ قـمحٌ ويشبعهُ
دوماً ولا يشـتهى للْلحمِ والعـسلِ
راضٍ عـلى قسـمةٍ من ربـهِ فرحٌ
برزقه مـن قليل الخير بالسبل
من جانبه تحدث الباحث حسام الحداد مهنئا الملتقى بمرور عام على تأسيسه، ودعا الحداد ملتقى الشربيني إلى التحول إلى مؤسسة حتي يتمكن من مواصلة دوره، ويهتم بالتوثيق لأعماله وندواته حتى يكتب لها البقاء، مقترحا إصدار مطبوعة شهرية باسم الملتقى.
وتحدث الكاتب الصحفي محمد جاد هزاع و ابدى اتفاقه مع الباحث حسام الحداد في مسألة تحول الملتقى الى مؤسسة ، ودَعَمَ فكرة إنشاء هيئة لتلقى الأعمال الأدبية للمواهب لإصدار ما يستحق من أعمال في كتاب الملتقى. كما اشاد بأشعار آمال وأمينة واقترح إقامة ورشتي عمل ضمن فعاليات الملتقى ، واحدة للغة العربية وأخرى للإلقاء باعتبار الشعر إلقاء ، ودعا الى تنوع الانشطة والفعاليات التي يهتم بها الملتقى ، فتكون هناك مساحة أكبر للقضايا الثقافية والأدب بكافة فروعه وأنواعه .