يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم السبت 16 أكتوبر، حديقة بيير لاجرافير الإدارية، عند سفح جسر بونت دي بيزونز، في محافظة كولومب، لإحياء الذكرى الستين ليوم 17 أكتوبر 1961 ليكون بذلك أول رئيس فرنسي يشارك في تكريم ذكرى ضحايا الجزائريين أثناء حرب الجزائر التي استمرت سبع سنوات، (1954-1961)، حيث تعرض في 17 أكتوبر 1961 نحو 30 ألف متظاهر جزائري سلمي في باريس لقمع عنيف وسقط وفق التقدير الرسمي الفرنسي ثلاثة قتلى وستون جريحا، وهو رقم بعيد جدا عن الواقع بحسب المؤرخين الجزائريين الذي يؤكدون بأن العدد أكبر من ذلك بل وأن الشرطة الفرنسي هي التي ألقت بهم في نهر السين.
تتماشى خطوة الرئيس الفرنسي مع التزامه بالاحتفال بثلاثة تواريخ رئيسية أوصى بها تقرير المؤرخ الفرنسي ستورا وتمثل خطوة تاريخية في الاعتراف بالأحداث التي وقعت في ذلك التاريخ. وكجزء من تهدئة ذكريات الاستعمار والحرب الجزائرية التي سممت العلاقات الثنائية لعقود.
هذا وسيقام الاحتفال بحضور أفراد العائلات الجزائرية المتضررة من هذه المأساة، ومن حاربوا من أجلهم.
ويعلن ماكرون الاعتراف بالحقيقة وممثلي كل ذكريات الحرب الجزائرية. وسيضع الرئيس إكليلا من الزهور على ضفاف نهر السين وسيقف الجميع دقيقة صمت على أرواح الشهداء ثم يلتقي بعائلات ضحايا.
وأكد قصر الإليزيه أنه سيتم في نهاية المراسم نشر نصّ على شكل بيان صحافي يوضح بدقة معنى ونطاق هذا الاعتراف. في هذا البيان، ينتظر من رئيس الدولة أن يمضي خطوة أبعد مما قاله فرانسوا هولاند في عام 2012 حين أعرب عن الأسف بسبب "القمع الدموي" البوليسي للتظاهرة السلمية. وأكدت الرئاسة أنه "سيخطو خطوة إلى الأمام في الإقرار بما حدث ويؤكد حقيقة الوقائع" وهو في حد ذاته حدث رمزي كبير.
البرنامج: الساعة 15:30 وصول رئيس الجمهورية إلى حديقة بيير لاجرافير، عند سفح جسر بونت دي بيزون.
سيتم إطلاق الحمام لإحياء ذكرى ضحايا 17 أكتوبر 1961.
جدير بالذكر أن هذه الخطوات التي يخطوها ماكرون نحو الجزائر ستسهم إلى حد كبير في حصد أصوات الفرنسيين ذوي الأصول الجزائرية الذي يتراوح عددهم في فرنسا أكثر من 6 ملايين نسمة.