أكد اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، أهمية المتابعة المستمرة والدورية للقطاعات المختلفة والتأكد من تقديم الخدمة للمواطنين بطريقة سليمة ولائقة، وخاصة في قرى وودان المحافظة، كما أكد على تقديمه لكافة سبل الدعم الممكنة وتذليل العقبات لتنفيذ خطط التنمية الموضوعة وتطوير الخدمات في كافة القطاعات على مستوى المحافظة. مشيرا إلى العمل على تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ووفقًا لرؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة.
ورصدت "البوابة نيوز" متابعة اللواء محمود عيسى، مستشار المحافظ للتخطيط والتنفيذ ومتابعة المشروعات، لقرية وادي فيران التابعة لمدينة أبورديس، رافقه الدكتور جبريل فتيح، مساعد المحافظ ومنسق عام مؤسسة “حياة كريمة” بجنوب سيناء، ومبروك الغمريني ، رئيس مدينة أبورديس.
شملت الجولة متابعة اعمال القافلة الطبية المجانية، ومبنى القرية، ومكتب الخدمات البريدية ، ودير البنات؛ وذلك في إطار المتابعة المستمر للقرية في كافة مناحي الحياة.
وقال الدكتور جبريل فتيح، مساعد المحافظ ومنسق عام مؤسسة “حياة كريمة” بجنوب سيناء، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" اليوم السبت، أن جولة متابعة قرية وادي فيران، تأتي في إطار الاهتمام بكل شبر في محافظة جنوب سيناء وخاصة الوديان حيث الاهتمام بالكوادر الشبابية والإمكانيات المتاحة في كل وادي وخاصة وادي فيران كونه من المناطق الحيوية علي طريق سانت كاترين ويوجد به العديد من المناطق الأثرية والاديرة (دير السبع بنات) وفي اطار توفير حياة كريمة لكل مواطن علي ارض المحافظة، لافتا إلى أن هناك متابعات لجميع قرى ووديان المحافظة ستأتي تباعا طبقا لتوجيهات اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء.
يشار إلى أن وادى فيران فى جنوب سيناء يحظى بأهمية أثرية وسياحية كبيرة فهو الوادي الذى زاره الرحالة الأوروبيون منذ القرن السادس الميلادي، وقد سجلت مواطن الجمال فيه لوحات الفنانة التشكيلية اليونانية إيلينى باولو التى جمعت فى لوحاتها الخالدة بين الأثر والشجر والبشر والطبيعة الخلاّبة.
ويقع وادى فيران على بعد ٦٠ كيلو شمال غرب دير سانت كاترين طوله ٥ كيلو مترات وعرضه ما بين ٢٥٠ إلى ٣٧٥ مترا وكان يتميز بغزارة المياه من الآبار والعيون التي تغذى حدائق الوادي وقد نضبت بعض آبار الوادي مما أدى لقلة المياه وقد أخذ الوادي شهرته من وجوده في سفح جبل سربال العظيم الذى يبلغ ارتفاعه ٢٠٧٠ مترا فوق مستوى سطح البحر واسم سربال ارتبط بشجر النخيل عند سفح الجبل وكان الجبل محل تقديس قبل رحلة خروج بنى إسرائيل إلى سيناء.
ويحتضن الوادي مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة بتل محرض الأثري تحوى آثارًا عمرها أكثر من ١٥٠٠ عام من القرن الرابع إلى السادس الميلادي شهدت قدوم المسيحيين إليها من أوروبا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز في رحلتهم إلى القدس عبر سيناء ومنهم الراهب كوزماس عام ٥٣٥ ميلادية والراهب أنطونيوس عام ٥٦٥ ميلادية وكان الوادى ملجأ للمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجأوا إليه هربًا من اضطهاد الرومان فى القرن الرابع الميلادى وبنوا قلايا (مكان تعبد الراهب) من أحجار الوادي ما زالت باقية حتى الآن ويواجه تل محرض جبل الطاحونة الذى يرتفع ٨٨٦ مترا فوق مستوى سطح البحر ويضم قلايا مسيحية من القرن الرابع الميلادى وكنائس من القرن الخامس والسادس الميلادى، وهو ما أكده الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار.
ويضم الوادي الكنوز الأثرية التى تؤكد التعايش الحضاري والتسامح على أرض مصر لتنشيط السياحة الثقافية والدينية بالوادي واستغلال مجارى السيول بالوادي بعمل سدود وخزانات لتوفير المياه وإعادة اللون الأخضر لأشجار الوادى التاريخية واستغلال الطبيعة المتفردة من جبال لها سحر خاص يجمع بين البشر والحجر والشجر فى مكان واحد، وذلك لتنشيط السياحة الأثرية والدينية والبيئية.
