الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الاقتصاد الرقمي وشبح انهيار الشبكة العنكبوتية !

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أمسى العالم منذ بضعة أيام على انقطاع خدمات وبرامج التواصل الاجتماعي وأشهرها على الأطلاق Facebook وما تبعه من تعطيل لخدمات برامج WhatsApp،Instagram،messenger، وذلك وفقًا لما أعلنته الشركة عبر حساباتها من وجود عطل وخلل فى تغيير الإعدادات، مما أدى إلى  توقف الخدمة تمامًا لأكثر من 6 ساعات،  فقد كلف انقطاع الخدمة يوم الاثنين الماضي الشركة في المتوسط 163.565 دولارا في الإيرادات كل دقيقة، أي ما يقرب من 60 مليون دولار، وقد تراجعت أسهم الشركة بنسبة 4.9%، وهو ما يترجم إلى خسارة قدرها 47.3 مليار دولار في القيمة السوقية.
ووفقًا لتقديرات الخسائر التى من الممكن أن يتكبدها عالم الاقتصاد الرقمي نتيجة توقف الشبكة العنكبوتية، حيث أفادت بيانات Netblocks والتى تعتمد على مؤشرات البنك الدولي واتحاد الاتصالات العالمي وكذلك مركز الإحصاءات الأمريكي وباستخدام آلية إحتساب تكلفة التوقف عن الخدمة " Cost of Shutdown Tool " ما يقارب خسارة 2،142،651،158 تريليون دولارًا بساعة التوقف الواحده. 
والسؤال الذي يطرح نفسه الأن ؛ ما هو وضع العالم الرقمي ما إذ حدث إنهيار تام للشبكة العنكبوتية، وهل من الممكن حدوث هذا الإنهيار التام؟
فى حقيقية الأمر لقد دخل الإنترنت وتطبيقاته وتغلغل فى تفاصيل الحياة اليومية للبشرية ولذلك فتوقعات إنهيار الشبكة العنكبوتية بشكل تام سوف يؤدى إلى شلل  وتوقف عام للعالم أجمع دولًا وأفراد، فسوف تنتهى مواقع التواصل الاجتماعي ويتبعها خسائر مالية نتيجة توقف عوائد الإعلانات، بالإضافة إلى توقف البنوك وخدماتها المالية والمصرفية وتداخل الحسابات  بالإضافة إلى توقف شبكات الهواتف المحموله والتى تعتمد على شبكات الإنترنت، وتوقف خدمات النقل بأنواعها المختلفة حول العالم، وتعطل شبكات الكهرباء وما يتبعها من خدمات تعتمد عليها، وما يتبعه من إنهيار للصناعات ومواجهة شبح الركود على جميع المنتجات.
وتأتى تلك الأثار الكارثية نتيجة إعتماد إقتصادات العالم وخاصة  الكبري منها على رقمنة الأعمال الاقتصادية، حيث تشير التقارير العالمية على أن قيمة ما تعتمد عليه الولايات المتحدة على سبيل المثال من اقتصاد رقمي نحو 5.9 تريليون دولار ما يوازى 33% من الناتج المحلي، فوفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الأمريكي والتى تشير إلى أن التجارة الإلكترونية تشكل نسبة 35% من نسبة الصناعات التحويلية، وتمركز نسبة 43% من حجم العمالة بتلك الدولة في القطاع الرقمي.
فهل من الممكن مع تلك الأثار المحتمل حدوثها تحقق الإنهيار التام للشبكة العنكبوتية ؟ تأتي الإجابة على هذا التساؤل من قبل المتخصصين فى هذا المجال بأن مسألة الإنقطاع التام بهذه الصورة شبه مستحيل وأمرًا يمكن وضعه ضمن روايات الخيال العلمي وحروب الكواكب، حيث أن تلك الخدمات تعمل وفق أليات ذاتية تؤثر فيها مجموعة كبيرة وهائلة من الخوادم والشركات ومجموعة من المستخدمين، فما يحدث فقط هو خروج جزء من تلك الشبكة عن الخدمة، وهذا يحدث على مدار الساعة سواء فى حالة تعطل احد الخوادم او حتى حالات القرصنة، فأثر تلك الأعطال يتخذ صبغة منفرده بل ومؤقتة.
ولذلك فالتخوف من شبح إنقطاع الشبكة العنكبوتية أمرًا غير مبرر علميًا وفقًا لأراء المتخصصين، ولكن بات من الضروري علي كل دولة إتخاذ الحيطة والحذر والعمل على تأمين بياناتها وشبكة معاملاتها الإلكترونية تأمينًا للمضي قدمًا فى عالم الاقتصاد الرقمي دون خسارة أو حتى بأقل خسارة ممكنه.