أقيم مساء اليوم الجمعة، العرض الخاص للفيلم المغربي "علي صوت" أو "ايقاعات كازابلانكا" للمخرج نبيل عيوش، ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة، والمقامة حتى ٢٢ أكتوبر الجاري.
يروي فيلم "علي صوتك"، والذي ينافس على جائزة نجمة الجونة الذهلية، قصة "أنس" معلم الفنون السابق في الفيلم الذي يتم تعيينه في أحد المراكز الثقافية في حي بائس وفقير بمدينة كازابلانكا، حيث يلتقي مجموعة من الشباب لديهم مواهب في التأليف والغناء، يعمل على تطويرها من خلال مختبره الموسيقي.
ورغم فقر الحال اللي بيمر بيه هؤلاء الشباب يبحثون عن معرفة موسيقى "الهيب هوب"، وبعد إقناع ذوي الشباب ومع التدريبات اليومية يتحقق الحلم وتصبح أصوات الشباب مسموعة في كل مكان.
أحداث الفيلم تم تصويرها في حي سيدي مؤمن بالدار البيضاء، الذي اشتُهر عام 2003، بخروج معظم الانتحاريين الذين نفذوا هجمات إرهابية في العاصمة وخلفت 33 قتيلا.
وهذه المرة لم تكن الأولى التي يقوم فيها عيوش بتصوير مشاهد أفلامه داخل شوارع هذا الحي؛ ففي فيلم "علي زاوا" إنتاج عام ١٩٩٩، صور قصص عن أطفال الحي المشردين. وفي عام ٢٠١٢، عالج موضوع التطرف الديني في فيلم "يا خيل الله" والذي استوحى أحداثه من هجمات عام ٢٠٠٣، وهى قضية أساسية استكملها عيوش في فيلمه الأخير أراد من للتركيز على أهمية الموسيقى والفنون في مواجهة التطرف والإرهاب.
لهذا السبب قام عيوش بتدشين مركز ثقافي في حي سيدي مؤمن عام ٢٠١٤، ليقدم ورشات لتعلم الموسيقى والرقص للشباب، في حي عانى كتير من غياب أي مرافق ثقافية. وكان معظم أبطال الفيلم من رواد هذا المركز.
شارك "علي صوتك" في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي هذا العام، ليكون الممثل العربي الوحيد في المسابقة، وأحد الأحلام الشخصية التي كان عيوش يريد تحقيقها، وهو شعور وصفه بأنه "يشبه قطعة حلوى اشتهيتها كثيرا منذ أن كان طفلا".
نبيل عيوش، مخرج وكاتب سيناريو ومنتج فرنسي من أصول مغربية، بدأ مسيرته السينمائية عام ١٩٩٧ حين قدم فيلمه الروائي الطويل الأول "مكتوب"، وفاز بجائزة أفضل فيلم عربي بمهرجان القاهرة السينمائي.
في عام ٢٠١٢، شارك عيوش للمرة الأولى في مسابقات مهرجان كان السينمائي بفيلم "يا خيل الله" والذي رشح لجائزة مسابقة نظرة ما وفاز بجائزة فرانسوا شاليه للأعمال ذات الطابع الإنساني.
وأثار فيلمه "الزين اللي فيك" حالة من الجدل عام ٢٠١٥، بسبب تصويره لأوساط الدعارة في العاصمة المغربية كازابلانكا، ما جعل السلطات تحظر عرض الفيلم في دور العرض المغربية وتم اتهامه وقتها بتشويه صورة البلاد والمجتمع المغربي.