على لسان اللواء الحسينى عبد السلام، متحدثًا عن اللواء جمال محمد على، قائد سلاح المهندسين العسكريين، ودوره في حرب النصر في أكتوبر، "كان الساتر الترابي (خط برليف) مشكلة ضخمة للغاية تتمثل في إزالته لما يمثله من عائق، كان هناك أكثر من سيناريو، ومن ضمنها الاستعانة بمواتير المياه، ولكن كل فكرة فيها سلبياتها وإيجابياتها..".
وأضاف: "قمنا بضرب الساتر الترابى بالقنابل، والروس قالوا لنا الساتر لن يهدم إلا بقنبلة ذرية "نظيفة"، وجربنا الصواريخ قصيرة المدى ولم تنجح، حتى فكرة إنزال معدات أوناش بطائرات هليوكبتر على الساتر لفتح ممرات عليه لعبور القوات المصرية، ولكن وجدنا أن فكرة الهليوكبتر تواجه صعوبات شديده في تنفيذها، لأنها ستكون في مرمى نيران العدو، ثانيا الطائرة وزنها خفيف، ولا تتحمل حمل أوناش عملاقة وتم إلغاء الفكرة.
كل هذا جعل اللواء جمال محمد على، قائد سلاح المهندسين، يفكر في استخدام المياه في هدم الساتر؛ موضحًا أنه وبالمناسبة فكرة الاستعانة بالمياه فكرة سلاح المهندسين، وسبق أن طبقها السلاح في إنشاء السد العالي، وجرب استخدام المياه في هدم الرمال، وفتح السواتر الترابية بالمياه.
وفي الحقيقة ذهبنا إلى المهندس صدقى سليمان، وزير الكهرباء، وطلبنا منه طلمبات من أسوان، وبالفعل أرسل لنا ٣ طلمبات، وقمنا بتجربتها، ورغم نجاح التجربة في فتح الساتر الترابى، في النموذج، إلا أن النتائج كانت محبطة، لأن العملية أخذت وقتا أكثر من المخطط الذي كنا نرتب له، وهو ٨ ساعات، إضافة إلى ثقل المعدات في عمليات النقل، وهو ما جعلنا نعود مرة أخرى لفكرة استخدام المفرقعات.
وأضاف: هنا جاءت الصدفة، بأن الفريق الشهيد جلال سر، وكان رئيس مهندسي الجيش الثاني، وكان قد عمل تجربة باستخدام الطلمبات، وهذه الفكرة أعادت لنا الأمل مرة أخرى، وتلقفنا الفكرة في إدارة المهندسين، وبدأنا نبحث عن طلمبات، إلى أن توصلنا إلى طلمبة إنجليزية الصنع، وكان يلزمنا منها ٤٠٠ طلمبة.
بروفايل
اللواء جمال محمد على.. قائد سلاح المهندسين العسكريين
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق