الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

فاروق شوشة.. «الصوت الإذاعي المتفرد» حارس اللغة العربية

في ذكرى رحيله الخامسة

الشاعر فاروق شوشة
الشاعر فاروق شوشة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«ها أنت يا زمان للشعر ، وعمر للعشاقِ، وعطر تغمرنا شقياهُ ، ها أنت زمان للشعر، نطالعُ أخر حرف فيه، ونغلق صفحته، فتفاوحنا رياهُ، نخلع أنفسنا منه، نُعاود كرَّ الطرفِ، ونبعد عنه لعل العين تراه،  لكنا حين نفيق، نراك ، فلا تخطئك العين مُسجي».

تحل اليوم الذكر الخامسة لرحيل الشاعر والإذاعي الشهير فاروق شوشة والذي غيبه الموت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 14 من أكتوبرعام 2016 ، وهو أحد أبرز الشخصيات الأدبية والشعرية في مصر فالغالبية العظمي قد تربي ونشأ على صوت فاروق شوشة عبر برنامجه الإذاعي «لغتنا الجميلة» وبرنامجه التليفزيوني أيضًا برنامجه «أمسية ثقافية» الذي بدأ تقديمه عام 1977 واستضاف خلاله عددا كبيرا من المثقفين والأدباء والمبدعين والمفكرين، من بينهم توفيق الحكيم، ويوسف إدريس، ونجيب محفوظ ، وقد شهدت إحدى حلقات البرنامج ظهورا نادرا لأمير شعراء الرفض أمل دنقل برفقة صديقه عبد الرحمن الأبنودى. 

يرى شوشة أن اللغة العربية هي أجمل لغات العالم وقد وصفها قائلاً «إنّ الّذي ملأ اللّغات محاسنًا..جعل الجمال وسرّه في الضّاد» قاصدًا لغة الضاد وهي اللغة العربية الذي لم يحبها فقط بل ولع بها وغرق في محبتها فأخرج جمالها في أشعاره وقصائده أيضًا وكرس حياته للدفاع عن اللغة العربية وخدمتها.

ولد فاروق شوشة يوم 17 فبراير 1936 في الشعراء بمحافظة دمياط التي تطل على البحر المتوسط، وحفظ فاروق شوشة القرآن الكريم في قريته قبل أن يتم دراسته الثانوية في دمياط، ليلتحق بعدها بكلية دار العلوم جامعة القاهرة والتي تخرج فيها عام1956، وقرر فاروق شوشة أن يكرس حياته من أجل اللغة العربية، وعمل مدرسًا للغة العربية لمدة عام، ثم التحق بالإذاعة المصرية عام 1958، وتدرج في وظائفها إلى أن تولى رئاسة الإذاعة عام 1994، كما شغل عدة مهام ومواقع، منها عضو مجمع اللغة العربية، ثم الأمين العام للمجمع وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس لجنة النصوص في اتحاد الإذاعة والتلفزيون، كما كان شوشة يلقي محاضرات في الأدب العربي بالجامعة الأمريكية في القاهرة.

ترك شوشة العديد من الدواوين الشعرية، من بينها «إلى مسافرة» عام 1966، و«العيون الزرقاء» عام1972، و«لؤلؤة في القلب» عام 1973، و«في انتظار ما لا يجيء» عام 1979، و«لغة من دم العاشقين» 1986، و«هئت لك» عام 1992، و«سيدة الماء» عام 1994، و«حبيبة والقمر» "شعر للأطفال" عام 1998، و«الجميلة تنزل إلى النهر» عام 2002، و«لغتنا الجميلة» الذى جمع فيه عددًا هائلًا من حلقات برنامجه الإذاعي الشهير، و«أحلى عشرين قصيدة حب في الشعر العربي»، و«أحلى عشرين قصيدة في الحب الإلهي»، و«لغتنا الجميلة ومشكلاتها المعاصرة».

حصل فاروق شوشة على العديد من الجوائز والتكريمات من دول ومهرجانات ومؤتمرات كثيرة في مصر وخارجها، وكان آخر ما حصل عليه جائزة «النيل في الآداب» في يونيو 2016، وهي أبرز جائزة سنوية تمنحها مصر فى مجال الثقافة والفنون، وقبلها حصل على جائزة الدولة في الشعر عام 1986، والتقديرية في الآداب عام 1997، وجائزة كفافيس العالمية عام 1991. وقد رحل شوشة عن عالمنا يوم 14 أكتوبر 2016 عن ثمانين عاما ودفن في قريته «الشعراء» بدمياط.