الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

صلاح عيسى.. التاريخ بين المسير والمصير

الكاتب الراحل صلاح
الكاتب الراحل صلاح عيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يوافق اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والمؤرخ الراحل صلاح عيسى، والذي عرف طيلة عمره بأنه كان واحدًا من أصحاب المواقف القوية والثابتة، عن حرية الرأي وحرية الصحافة، التي ظل يدافع عنها طوال حياته، ودفع ثمنًا كبيرًا من أجل التمسك بها. كما كان كاتبًا صحفيًا غزير الإنتاج، مهتمًا بكل ما يدور في وطنه وفي العالم.
كان “عيسى” صاحب قلم بارع، ولديه قدرة فياضة على الاسترسال فيما يكتب. ورغم هذه البساطة والتدفق، إلا ما يكتبه كان ينطوي على عمق شديد، وكان صاحب كتابات تاريخية مهمة وغير تقليدية، جعلتنا نتأمل بعض وقائع التاريخ وكأننا نعيش فيها، مشيرًا إلى الدلالات والأبعاد الكبرى وراء هذه الوقائع التاريخية التي تبدو بسيطة.
عمل عيسى بعدما أنهى دراسته الجامعية كموظف بوزارة الشؤون الاجتماعية، بجانب استمراره في الكتابة والصحافة، وعشق القصة القصيرة قبل أن ينخرط في النشاط السياسي، فالتحق بإحدى المنظمات اليسارية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ما عَرضه للاعتقال عام 1966، والذى كان بسبب كتابته مجموعة مقالات فى جريدة "الحرية" اللبنانية، عنوانها "الثورة بين المسير والمصير"، والتى كانت تنتقد نظام ثورة 23 يوليو، وهناك تذوق كل أنواع التعذيب، لكنه كذلك كتب في المعتقل مجموعة قصصية أسماها "جنرالات بلا جنود"، ثم رواية "مجموعة شهادات ووثائق في خدمة تاريخ زماننا"، وكتابه الأشهر "الثورة العرابية"، الذي نشره عام 1972.
وبعد تولي الرئيس السادات، خرج عيسى من المعتقل بلا وظيفة، إذ كان قد فُصل من العمل، وكان بلا كتابة، إذ مُنعت مقالاته التي كان ينشرها في مجلة "الحرية"، ثم عاد في صحيفة "الجمهورية"، لكنه لم يَمدح الرئيس السادات الذي أعاده للحرية، بل وهاجمه كذلك بسبب سياساته، فعاد للمعتقل في أحداث يناير 1977، ثم في سبتمبر 1981، مع عشرات المثقفين، لمعارضته اتفاقية كامب ديفيد.
طوال مسيرته الصحفية كانت الفئات الشعبية والفقيرة محور كتابات عيسى، فتنوعت كتاباته التي بلغت أكثر من عشرين كتابًا، فى التاريخ والفكر السياسي والاجتماعي والأدب، لكنها دومًا كانت مرتبطة بالهم الذى يحمله، ما بين التاريخ والسياسة؛ ففي كتابه الشهير "مثقفون وعسكر"، تناول بأسلوب ممُتع منذ طفولته مرورًا بتجربة الاعتقال حال المثقفين في عهد جمال عبدالناصر، وفي "حكايات من دفتر الوطن"، كتب عن أحداث متنوعة من تاريخ مصر. 
وفي "ريا وسكينة.. سيرة سياسية واجتماعية"، تحدث بمعلومات ووثائق عن الظروف السياسية والاقتصادية التي أحيطت بتلك التجربة؛ أما في كتابه "شخصيات لها العجب"، كان أشبّه بمخرج سينمائي ينسج خيوط درامية لعدد من الشخصيات البارزة في مصر، بينهم الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، وأحمد بهاء الدين وغيرهم؛ لتحمل كل هذه الأعمال الكثير من حياة المصريين.