هى حكاية فتاة مصرية بدأت حياتها مبكرًا، منذ أن كانت طالبة بقسم الديكور فى كلية الفنون الجميلة اختطفتها شركات الأزياء، لتكون مصممة أزياء، وانتقلت من شركة لأخرى، حتى قررت- فى لحظة- التفرغ لمشروعها الخاص لتعود لإحياء فنون الأجداد بلمسة عصرية.
إنها إسراء فتحي، التى بدأت حياتها العملية بـ500 جنيه، اشترت قماشا وخيوطا وصممت رسمة لخدادية وبدأت تطرزها، وعرضتها على أحد جاليرهات وسط البلد بالقاهرة، فطلب صاحب الجاليرى قطعا أخرى، كل قطعة لها تصميم مختلف.
ببطء شديد كانت تطرز إسراء قطعا مختلفة، وتسوقها عبر جاليرى أو اثنين، قائلة: «لا آخذ أى رسمة من الإنترنت، كلها من تصميمي، وكنت أسأل أصحاب الجاليرى عن رأى الناس فى قطعي، وما الذى أعجبهم منها، وما هى ملاحظاتهم، حتى أستطلع أذواق الناس، وما الذى يحتاجه السوق، هل يريدون ألوانا أخرى؟ أو مقاسات أكبر؟»، مضيفة أنها كانت على اطلاع دائم للموضة العالمية والتصميمات الجديدة.
لم تكتف «إسراء» بآراء عملاء الجاليريهات، بل كانت تزور معارض «الهاند ميد»، وأحيانا تعرض قطعها فى المعارض، حتى اطمأنت إلى أن عمل يدها يعجب الناس، وهنا قررت ترك الوظيفة والتفرغ لمشروع خاص.
وأكدت «إسراء»، أن أقمشة القطن أو الحرير أو الكتان أو القماش الشبكى المفرغ «الكنفا»، أكثر ما تستخدمه فى التطريز، موضحة أنها قد تنفذ تصميمها على الجلد، وتستخدم خيوطا من القطن أو الحرير أو الصوف أو الكتان، وكذلك خيوط الذهب والفضة، وقد تستخدم الخرز والصدف والأحجار الكريمة، مضيفة أن إبر التطريز تختلف فى أحجامها وأشكالها بحسب القماش والخيط المستعمل.
ولفتت إلى أنه من أشهر الغرز المستخدمة فى التطريز غرزة التيج أو الساق، والسلسلة، والعروة، الساتان، العقدة، اللفقة وغيرها، وهناك التطريز المثقب أو المفرغ أو السويسري، والمخرم «الآجور».
وفى 2015 اتفقت «إسراء» مع صديقة لها أن تبدءا معا مشروعا خاصا فقامتا باستخدام ماكينة تطريز الشنيط، تلك الماكينة اليدوية القديمة التى يقال إنها دخلت مصر مع قدوم الحملة الفرنسية، ويصل سعرها الآن لنحو 55 ألف جنيه وغير منتشرة، وتعلمت كيفية استخدامها.
لم تفضل «إسراء» أن تقتنى الماكينة، وفضّلت أن تهتم بالتصميم والخامات، وتوكل مهمة التطريز بالماكينة إلى حرفيى الورش، تطبع لهم التصميم، وتشترى الأقمشة القطنية والخيوط الصوف ذات الألوان الثابتة، وترسم الرسمة على قطع القماش حسب تصميماتها، وتشده على التارة وتحدد الألوان، وهم ينفذون التطريز بالماكينة.
ترجّح «إسراء» أن تكون هناك علاقة بين ماكينة الشنيط اليدوية، والتعبير الشهير «عقدة وشنيطة»، الذى يدل على العقدة التى يصعب فكها، أو المشكلة التى يصعب حلها، «سمعت من أحد الحرفيين المشهورين فى التطريز بهذه الماكينة، إن الشنيط فعلا هو العقدة وشنيطة، لأننا نبدأ التطريز بعقدة تشبه الدائرة ومن الصعب فكها، وننهى كل لون أو جزء من التطريز بعقدة أيضا، حتى لا يسهل فك الخيط».