«الطموح، الشجاعة، الصبر، والتحدي»، هذه الصفات نجدها فى «ملك عبدالشافى»، السباحة البارالمبية، فما فعلته «ملك» من حصولها على المركز الثامن بدورة بارالمبياد طوكيو2020، يعد إنجازًا بمعنى الكلمة، خاصة أنها مازالت ناشئة صغيرة في السن، بل إنها أيضًا أصغر لاعبة رياضية في البعثة المصرية، إلى جانب أنها تحارب مرضها «الشلل النصفى» أيضًا، بكل قوة وصبر، تتغلب على جميع الصعاب، لتحقق ذاتها، فلا نجد عندها مثل هذا التخاذل أو اليأس الذي يصيب بعض الشباب، في هذه المرحلة من العمر، فهي مثل أعلى وقدوة يحتذي به الصغير والكبير.
وتقول «ملك»: «أدرس في المرحلة الثانوية، في الصف الثالث الثانوي، وبدأت السباحة في سن الخامسة، وفي مرحلة العشرة أشهر من عمري، وقع حادث لي ولوالدي، والذي تسبب لي بشلل نصفي، وأدى إلى وفاة والدي، لذلك كنت أحتاج إلى عمل علاج طبيعي دائم، فبدأت في ممارسة السباحه كعلاج للإصابة، ثم بعد ذلك أحببت السباحة كهواية، فكنت أحب ممارستها باستمرار، ليس فقط على سبيل العلاج، ولكن قررت أن أخوض البطولات، وأحقق ما أحلم به في مجال السباحة».
وأضافت «ملك» لـ«البوابة نيوز»: «دخلت أول بطولة جمهورية للسباحة عام 2012، وحصلت على ميدالية فضة، وعام 2014 هي بداية التغيير فشاركت في بطولة الغردقة الدولية، وحصلت على ميدالية فضة، ثم سافرت إلى كرواتيا وحصلت على المركز الرابع، ثم اتجهت إلى بولندا، ثم تأهلت إلى بطولة ألمانيا على مستوى العالم، وأول بطولة دولية كانت في أسبانيا حصلت على ميدالية ذهب واثنين فضة، وفي عام 2019 شاركت في بطولة العالم للناشئين، وحصلت أيضًا على ميدالية فضة، وأصبت في يدي، وهي من أكثر الصعاب التي واجهتني قبل المشاركة في بطولة العالم للأولمبياد في سبتمبر، حيث حدث ضمور في عظام يدي، اضطررت حينها إلى إزالة ثلاثة عظام من يدي، وفي هذه الفترة كنت لا أستطيع السباحة جيدًا، ولكن قمت بمواصلة أداء التمارين بعد بداية تحسني قليلًا، إلى أن وصلت لبطولة العالم في السباحة، فحصلت مجملا على 6 ميداليات دولية من ضمنها ميدالية ذهبية و40 ميدالية تقريبا على المستوى المحلي»
حولت علاجها بالسباحة إلى بطولات عالمية
وتابعت «ملك»: «السباحة مهمة جدًا، فهي تحسن من نمو الجسم، وأتمنى أن يهتم الجميع بها، سواء بممارستها، أو الدعم من المؤسسات الأخرى»، موضحة أن وضع السباحة أفضل من السابق، ولكن نحتاج إلى اهتمام ودعم أكبر، ليس فقط من الدولة، ولكن من الجهات الخاصة، لأننا كسباحين ليس لنا أي دعم من الخارج، فالدعم الكلي من الدولة، إلى جانب ما نقوم به نحن كسباحين، وأتمنى أن أصبح مثل أسطورة السباحة الأمريكي مايكل فيلبس، وأحصل على الأولمبية في 2027، أما على الجانب العلمي، فأود الالتحاق بكلية الهندسة.
واختتمت «ملك»: «هناك جنود مجهولون، أبطال في الظلام، وراء إنجازات الآخرين، والجندي المجهول لدي، هي أمي، والتي دائما ما تدعمني وتواسيني، فهي قادرة على تحويل الألم لدي، إلى أمل ونجاح، إلى جانب دعم إخوتي».
يذكر أن ملك عبدالشافي حققت المركز الثامن بدورة بارالمبياد طوكيو 2020، وذلك بعدما استغرقت زمن قدره 2:14.68 دقيقة بمنافسات الدور النهائي وكانت قد احتلت المركز الرابع في تصفيات سباق 100 متر صدر SB4 في منافسات السباحة للسيدات بزمن قدره دقيقتين و13.27 ثانية، قبل أن تتواجد بالمركز الثامن في الترتيب العام.
