قال أشرف مؤنس أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ومدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، إن الكاتب والمؤرخ الامريكي ويل ديورانت اعتزم تأليف موسوعة قصة الحضارة منذ عام 1927، واعترف في بدايتها أن الحديث عن الحضارة البشرية منذ نشأتها وصولا إلى القرن العشرين يعد شيئا من الخبل والجنون في نظر الكثيرين.
وأضاف مؤنس خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج "في المساء مع قصواء" على فضائية "CBC"، أن ديورانت لم يكن يعجبه أن تكون الدراسة التاريخية مجزأة من سياسة واقتصاد وفكر واجتماع وثقافة وأداب وفنون وعمارة، لذلك ألّف موضوعا شاملًا، مشيرًا إلى أنه كان على صواب، وكانت المدرسة الأخرى التي تدرس كل مجال على حدة صائبة أيضا.
وأكد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن ديورانت قال "لو انتظرت الوصول إلى الكمال لن أنتهِ أبدًا من كتابي"، مشددًا على أنه كان محقا: "انا أنفذ هذا الكلام أيضا لأن الناس لن يكفوا عن النقد".
ولفت، إلى أن أول إصدار لموسوعة الحضارة بدأ في عام 1935م وقال في مقدمته إنه بدأ تجهيز نفسه من 20 سنة عندما انتهى من الدراسة الجامعية، مشيرًا إلى أن ديورانت كان رحالة أيضا وطاف العالم أكثر من مرة.
وأشار، إلى أن الفيلسوف الأمريكي قرر طرح الموسوعي على 5 أجزاء، حيث اعتزم البداية من الحضارة المصرية والشرق الأدنى القديم وصولا إلى الإسكندر الأكبر ثم حضارة الهند والصين واليابان، مشيرًا إلى أن كثرة المادة العلمية رفعت عدد الأجزاء المستهدف إلى 7 أجزاء، ثم 9 أجزاء، وأخيرا 11 مجلدا بواقع 10 آلاف صفحة، وأحصى 4 ملايين كلمة.