الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

أحمد شوقي.. الأمير العاشق الهائم في حب الوطن

أحمد شوقي أمير الشعراء
أحمد شوقي أمير الشعراء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يقول أحمد شوقي في مقدمة كتابه "الشوقيات" «إنها «مصر» بلادي، وهي مَنْشَئِي ومهادي، ومقبرة أجدادي؛ ولد لي بها أبوان، ولي في ثراها أب وجدان، وببعض هذا تحبب إلى الرجال الأوطان».

وكان حب أمير الشعراء أحمد شوقي لمصر وللمصرين حب دون شروط فكان يراها أعظم الأمم وتغني بحبها ففي قصيدته مصر تجدِّد نفسها بنسائها المتجدِّدات يقول :"قُم حيِّ هذي النَّيِّراتِ حيِّ الحِسانَ الخيِّراتِ /واخفِض جَبينَك هَيبةً للخُرَّدِ المُتخفِّراتِ/ زيْنِ المَقاصِر والحِجا لِ وزيْنِ مِحرابِ الصلاةِ/ هذا مَقامُ الأمها تِ فهل قدَرتَ الأمهاتِ؟/ لا تَلغُ فيه ولا تقُلْ غيرَ الفواصلِ مُحكَماتِ/ وإذا خطبتَ فلا تكُن خَطبًا على مصرَ الفتاةِ /اذكُرْ لها اليابانَ لا أُممَ الهوى المتهتِّكاتِ/ .

وبعد عودته من المنفى قال شوقي عن مصر ويا وطني لقِيتُكَ بعد يأسٍ كأني قد لَقِيتُ بك الشبابَا /وكلُّ مسافرٍ سيئُوبُ يومًا إذا رُزقَ السلامةَ والإيابَا/ ولو أني دُعيتُ لكنتَ دِيني عليه أُقابل الحتمَ المُجابَا/ أُديرُ إليك قبلَ البيتِ وجهي إذا فُهتُ الشهادةَ والمَتابَا/ وقد سبقَت ركائبيَ القوافي مُقلَّدةً أزِمَّتَها طِرابَا / تجوبُ الدَّهرَ نحوكَ والفيافي وتقتحمُ اللياليَ لا العُبابَا/ وتُهديك الثناءَ الحُرَّ تاجًا على تاجَيكَ مُؤتلِقًا عُجابَا. 

و يُعَدُّ أمير الشعراء أحمد شوفي أحد أعظم شعراء العربية عبر العصور، بايعه الأدباء والشعراء في عصره على إمارة الشعر فلقب ﺑ «أمير الشعراء». كان صاحب موهبة شعرية فَذَّةٍ، وقلم سَيَّال، لا يجد عناء في نظم الشعر، فدائمًا ما كانت المعاني تتدفق عليه كالنهر الجاري؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية، فبلغ نتاجه الشعري ما لم يبلغه تقريبًا أيُّ شاعر عربي قديم أو حديث، حيث وصل عدد أبيات شعره إلى ما يتجاوز ثلاثةً وعشرين ألف بيت وخمسمائة.

وُلد «أحمد شوقي علي» بحي الحنفي بالقاهرة في عام ١٨٦٨م، لأبٍ شركسي وأُمٍّ ذات أصول يونانية، لكنه نشأ وتربَّى في كنف جَدته لأمه التي كانت تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل. أُدخل شوقي في الرابعة من عمره الكُتَّاب فحفظ فيه قدرًا من القرآن، ثم انتقل بعدها ليُتِمَّ تعليمه الابتدائي، وأظهر الصبي في صغره ولعًا بالشعر، جعله يَنْكَبُّ على دواوين فحول الشعراء فيحفظ وينهل منها قدر ما يستطيع، ولما أتمَّ الخامسة عشرة من عمره التحق بقسم الترجمة الذي أُنشِئَ حديثًا بمدرسة الحقوق، سافر بعدها إلى فرنسا ليكمل دراسته القانونية، ورغم وجوده في باريس آنذاك، إلا أنه لم يُبْدِ سوى تأثرٍ محدودٍ بالثقافة الفرنسية، فلم ينبهر بالشعراء الفرنسيين أمثال: رامبو، وبودلير، وفيرلين. وظل قلبه معلقًا بالشعراء العرب وعلى رأسهم المتنبي.

ويُعَدُّ أحمد شوقي من مؤسسي مدرسة الإحياء والبعث الشعرية مع كل من: محمود سامي البارودي، وحافظ إبراهيم، وعلي الجارم، وأحمد محرم. وقد التزم شعراء هذه المدرسة بنظم الشعر العربي على نهج القدماء، خاصة الفترة الممتدة بين العصر الجاهلي والعباسي، إلا أنه التزامٌ مازَجَه استحداث للأغراض الشعرية المتناوَلَة، التي لم تكُن معروفة عند القدماء، كالقصص المسرحي، والشعر الوطني، والشعر الاجتماعي. وقد نظم شوقي الشعر بكل أغراضه: المديح، والرثاء، والغزل، والوصف، والحكمة.

بايع الأدباء والشعراء أحمد شوقي أميرًا لهم في حفلٍ أُقِيمَ بالقاهرة عام ١٩٢٧م، وظل الرجل مَحَلَّ إعجاب وتقدير ليس فقط بين الخاصة من المثقَّفين والأدباء بل من عموم الناس أيضًا، وفي عام ١٩٣٢م رحل شوقي عن عالمنا، وفاضت رُوحُهُ الكريمة إلى بارئها عن عمر يناهز أربعة وستين عامًا.