السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإسكندريات حتى الإسكندرية الجديدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نظمت نقابة المهندسين بالإسكندرية ولجنة الصناعة والطاقة برئاسة الدكتور حسـن لطفــى، ندوة بعنوان ” المدن التاريخية ومنظومة صناعة الذكاء ” تناولت الندوة تاريخ مدينة الإسكندرية، وكيف أنها تعد أول الإسكندريات في العالم. قدمت الندوة صورة لمدينة الإسكندرية الجديدة كإحدى مدن المعلوماتية الذكية، وهو مسمى يُطلق على المدن التي لديها تكنولوجيا اتصالات ومعلومات لتعزيز جودة وأداء الخدمات الحضارية للسكان من طاقة ونقل ومرافق تهدف إلى تخفيض استهلاك الموارد وعدم إهدارها وتحسين نوعية الحياه لمواطنيها من خلال التكنولوجيا الذكية. وقدمت الندوة عرضًا توضيحىًا للمدن الذكية والمستجيبة وكيفية تطبيقها على أرض الواقع ومنصات المدن الذكية.

أطلقت العنان لأفكاري قليلًا هنا. تذكرت كيف كانت الإسكندرية هي أولى الإسكندريات التي بناها الإسكندر المقدوني عام 332 قبل الميلاد. في رحلته المعمارية "الإسكندرناتية". وفتحت شهيته على المزيد من شبيهات الإسكندرية حتى بلغ عددهم 50 إسكندرية في كل الدول التي قام بدخولها. إلا أن أشهرهم حتى الآن هي مدينة الإسكندرية المصرية التي ظلت عاصمة لمصر ترة طويلة من التاريخ. ولها طبيعة ساحرة حتى اليوم. وحتى بعد موت الإسكندر ووصل العصور الوسطى لم تتوقف حمى بناء الإسكندريات عن السريان في أماكن كثيرة من العالم. ففي الولايات المتحدة الأمريكية توجد عدة مدن في ولايات مختلفة تحمل اسم الإسكندرية، وأيضا في كندا والبرازيل وكذلك في روسيا وأفغانستان وباكستان في الدول العربية أيضًا كإسكندرية الخليج وسكندرية العراق، وجنوب أفريقيا.وإذا كانت مدينة الإسكندرية المصرية كانت هي البداية لكل هذه الإسكندريات فربما كانت الإسكندرية اصطناعية الذكاء أيضًا بداية لمدن سكندرية ذكية تقدم للعالم سحرًا جديدًا للإسكندر المقدوني بعد موته بآلاف السنوات.

  مازال جيران جدي في الإسكندرية يستقبلوننا أحفاده بحكايا ساحرة عنه في مدينته التي أحبها وعجز عن الإندماج مع سواها رغم طول امتداد سنوات عمره رحمه الله، وتعدد أسفاره. مازلنا نرى آثارًا يونانية ورومانية في كل مكان في هذه المدينة، التي تجبرك على الاعتراف بطابعها العالمي حتى اليوم. لا يمكنك أن ترى البحر الأبيض المتوسط في صورته التي تراها في الإسكندرية في أي مكان في العالم مهما سافرت. ستجد أماكن ساحرة وصحبة طيبة وطعامًا جميلًا، لكنك لن ترى تلك الخلجان الصغيرة التي تجعل من كل حي منزلًا لسحر جديد وبيتًا أثريًا لتاريخ صنع بهجة لا تعرف سببها تحيط بك دائمًا. ويكفي أن تسلم على أي من أهلها فيبتسم لك حتى تعلم أن العالم هنا.