توقع سفير بريطانيا بالقاهرة جاريث بايلى، لمصر إمكانية قيادة مجموعة على غرار منظمة "أوبك"، ولكن فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة نظرا لما تملكه مصر من مؤهلات طبيعية هائلة تمكنها من تحقيق ذلك.
وقال - فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - اليوم الخميس على هامش الاحتفال الذى أقيم بمقر السفارة البريطانية بمناسبة استثمار شركة "جلوبال اك" البريطانية فى قطاع الطاقة المتجددة فى مصر - إن مصر تتمتع بامكانيات كبيرة لا سيما المساحات الشاسعة من الصحراء المتوفرة لإقامة محطات للطاقة المتجددة وأيضا مساحات فيما يتعلق بطاقة الرياح فى خليج السويس.
وأضاف السفير أن المملكة المتحدة ستستضيف القمة العالمية السادسة والعشرين لمكافحة التغير المناخى (كوب 26) التى ستنعقد بعد حوالى عشرين يوما فى جلاسكو، وقال السفير: "ولنا الشرف أن نستضيف الرئيس عبدالفتاح السيسي فى القمة كرئيس لمصر الدولة التي سوف تتولى الرئاسة وتستضيف القمة القادمة بشرم الشيخ".
وعما إذا كان قد تقرر استضافة مصر للقمة القادمة (كوب 27).. أوضح أن القرار يتخذ رسميا خلال القمة المقبلة وهو قرار يعود لمجموعة الدول الأفريقية.
وأشاد السفير البريطانى بالشراكة بين مصر وبريطانيا فى مجال الطاقة المتجددة ومكافحة التغير المناخى.. لافتا إلى أنه وبعد قمة جلاسكو ستشرف بلاده بان تكون شريكا مع مصر خلال السنة القادمة (خلال فترة رئاسة القمة القادمة) وأن نتعاون فى أى مجال فى هذا الصدد.
وأضاف: "أن جلوبل إك هى شركة ذات تمويل بريطاني- نرويجي قامت بشراء جزءا من محطة بنبان للطاقة الشمسية بالقرب من أسوان وتستثمر بـ66 ميجاوات، ونحتفل بالاستثمار ولكن الرسالة أوسع من ذلك وهى وجود علاقة متميزة بين مصر وبريطانيا فى مجال الطاقة المتجددة".
وردا على سؤال عما إذا كانت الفترة القادمة ستشهد المزيد من الاستثمارات البريطانية فى مصر..أوضح السفير أن بريطانيا تعد من أكبر الدول التى تستثمر فى مصر.. متوقعا المزيد من الاستثمارات فى مجال الطاقة المتجددة وتوليد الطاقة من الرياح على سبيل المثال فى مشروع غرب بكر للرياح حيث أن هناك اتفاق مع شركة بريطانية للقيام بالمشروع.
وفيما يتعلق بالسياحة البريطانية إلى مصر.. أوضح أنه تمت إزالة مصر من القائمة الحمراء للسفر والخاصة بـ"كوفيد - 19" مؤخرا وبالإضافة إلى ذلك تم الاعتراف من قبل بريطانيا بالشهادات الصحية الخاصة بالتلقيح فى مصر ضد فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وهذا يعنى عودة السفر بين مصر وبريطانيا فى الاتجاهين.
وأشار السفير البريطاني إلى عودة الرحلات للطيران الشارتر ك "ايزى جيت" و"توي" إلى مدينتى شرم الشيخ والغردقة بالإضافة إلى ذلك تم تكثيف الرحلات الجوية لمصر على الخطوط الجوية البريطانية لتصبح رحلة يومية بدلا من ثلاث رحلات أسبوعيا.
وتوقع السفير البريطاني أن يكون هناك ألاف من السائحين البريطانيين الذين سيقومون بزيارة مصر خلال هذا الموسم (موسم الشتاء فى بريطانيا).. مشيرا إلى أنه قبل أزمة وباء "كوفيد - 19" كان عدد السائحين البريطانيين الذين يقومون بزيارة مصر يبلغ حوالى نصف مليون سنويا.
وفيما يخص مشروع "بنبان" باعتباره من الخطوات الملموسة على طريق مكافحة تغير المناخ ورؤيته لفرص مصر فى الاستثمار فى مجال الطاقة المتجددة.. أوضح أن مصر لديها امكانيات فى مجال الغاز بالبحر المتوسط ؛ وفى المستقبل هناك فرصة لربط الإمكانيات من المغرب مرورا بجميع دول المغرب العربي إلى دول الخليج عن طريق مصر، وأيضا إمكانية ربط هذه الشبكة إلى أوروبا أيضا التى تحتاج إلى طاقة.
وأشار إلى الامكانات الهائلة التى تتواجد فى مصر لتوليد الطاقة الشمسية.. لافتا إلى وجود محطات توليد الطاقة لشركة سيمنز.
وفيما يخص التوجه العالمي نحو الطاقة المتجدد.. قال السفير: "عصر الوقود الاحفورى انتهى تقريبا ووصلنا إلى وقود المستقبل المتواجد في مصر".. مشيرا إلى توليد الطاقة من الرياح وأشار إلى مزرعة رياح الزعفرانة لانتاج الطاقة من الرياح.
وأشار السفير البريطانى بالقاهرة إلى أنه من الصعب على سبيل المثال أن نجد مكانا كبيرا كافيا لاقامة مثل مزرعة الزعفرانة للرياح فى أوروبا.
وفيما يتعلق بالاستثمارات البريطانية فى مصر والتركيز أيضا على قطاع التعليم.. أوضح السفير أنه على المستوى العالمي لدينا اهتمامات لتغيير سياساتنا من تشجيع الاستثمار فى الوقود الأحفورى إلى الاستثمار فى الطاقة المتجددة، حيث تم إطلاق هذا العام سياسة معلن عنها لتحويل كل الدعم الحكومي من دعم كل المستثمرين فى الوقود الأحفوري إلى دعم الاستثمارات فى الطاقة المتجددة.
وبالنسبة الاستثمارات فى التعليم.. قال: "إن هناك استثمارات فى المئات من المدارس المصرية التي تدرس المناهج البريطانية والتحدى أمامنا فى مجال التعليم".. مشيرا إلى أن الهدف الآن يتمثل فى تشجيع المزيد من الجامعات البريطانية الكبرى لفتح فروع لها فى مصر وخاصة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأوضح أن بلاده تهدف إلى بناء شراكات مع مصر فى مجال التعليم بالاعتماد على الامكانات المصرية الوطنية من جانب والإمكانات البريطانية من جانب وان يكون هناك نوع من الهجين فى الأنظمة التعليمية.
