منذ قرابة ٦ أشهر ابتلانى الله بفيروس كورونا، وعندما علمت أعراضه من فقد الإحساس بالتذوق والشم وتكسير العظم وألم شديد بالصدر، قمت على الفور بعزل نفسي دون أن أعلم أحدا في البيت عني، وكنت شديد الحذر مع من حولى، وكنت أقضي يومى بالشمس طوال اليوم واعتمد في غذائي على الشطة والبصل والليمون والبرتقال، وبالرغم من الألم الشديد لم ألجأ لبروتوكول العلاج الذي وضعته وزارة الصحة وبعد تماثلي للشفاء بفضل الله، تعايشت طبيعي واستفدت جدًا من التجربة أن العلاج الأكثر هو الحفاظ على النفسية قوية وعدم زعزعتها مهما كانت الأسباب.
ولكن للأسف اتصل بي اليوم زميل لكى نبحث عن مستشفى لبنت في العشرينيات طردها والدها لأنه يشتبه أن تكون أصابها فيروس "كورونا" وقال لها "امشي اتعالجى وبعدين ارجعى أنا لا لأريد ان أموت"، أصابني ذلك بحالة من الحزن الشديد فهل أصبحت الأبوة هكذا؟!، وما هى التضحيات التى يقدمها الأب لكى ينقذ ابنته فلذة كبده؟! للأسف أزعجنى رد فعل الأب ولكن بعد الهدوء والتفكير في الأمر، لماذا لم نعمل على الجانب النفسي الذي قتل البعض ودمر البعض الآخر بعد الخوف من المرض، لماذا لم نقوم بحملات توعية من "الهواجس النفسية" له، من يحاسب ومن المخطئ في ذلك، هل نحمل الأب الذي لا يعلم شيئا عن المرض سوى أنه مميت وأن ابنته ستموت وعلاجها بالبيت لا يفيد.
الأمر ليس بهذا الخوف لأن ممكن الخوف من المرض يقتلك ومن الممكن أن تموت بدون كورونا.
وهناك أمثلة كثيرة تعايشنا معها خلال أزمة كورونا الأولى، حيث إٔن قرية صفط تراب التابعة لمركز المحلة الكبرى حظرت ٢٤ يوما خرج منها ٣٠٠٠ حالة اشتباه تأكد إصابة ٥١ حالة لم يتوفى سوى سيدة تبلغ من العمر أرذله وكتب الله الشفاء لمن تبقي وكان منهم ٣ حالات يقومون بغسيل كلوى وهذا المرض أقوى بمراحل من فيروس كورونا.
وأريد أن أقدم نصيحة لكل من يتعامل مع أى مرض، ليس فيروس كورونا فقط، العامل النفسي عليه ٩٩٪ من العلاج، ويجب التعامل مع المريض بأريحية شديدة وأنه ليس مريضا حتى لا يدخل في دائرة الوهم أو أن المرض سينهى حياته، وهناك من جلس بحجرته ثلاثة أيام خائفا من المرض وكان مريضا بالقلب وتوفى، الحقيقة أن الأمثلة كثيرة جدا.
ولكن في النهاية يجب أن نأخذ في الاعتبار عدة ملاحظات
أولًا: العلاج النفسي أهم من العلاج بالدواء، والدواء لا تتجاهلوه فهناك أجسام قادرة على تحمل المرض واأخرى لا تتحمل ذلك.
ثانيا: توعية الأهالي بخطورة المرض مع عدم ترك الجانب النفسي لهم، فيحدث ما يحدث.
ثالثا: الابتلاء بالمرض ليس جريمة ولا حراما، ويجب وضع كل إنسان اعتباره مكان المريض ماذا سيفعل.
آراء حرة
كورونا مش عيب ولا حرام!
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق