يعتبر كلود ماري فرانسوا لوروا أحد أعظم المدربين الفنيين الذين ميزوا تاريخ كرة القدم الأفريقية حتى لقب بعدة ألقاب أبرزها "ملك المدربين في أفريقيا" و"الساحر الأبيض" و"الرحالة الفرنسية".
قاد المدير الفني الفرنسي، البالغ من العمر 74 عامًا ، 6 منتخبات أفريقية هي: “جمهورية الكونغو الديمقراطية ، والكونغو برازافيل، والسنغال، وغانا، وتوجو، والكاميرون”، وهي الدولة التي بدأت فيها مغامرته الإفريقية في عام 1985.
بدأ مسيرته الكروية كلاعب خط وسط مع نادي روان الفرنسي في عام 1968، ولعب مع نادي أجاكسيو، وأفينون فوت، ستاد لافاليوز ونادي أمينس، حرمته الإصابات من تمثيل بلاده رسميا رغم أنه مثلها وديا في العديد من المباريات واعتزل اللعب عام 1980، ليبدأ في نفس العام مسيرته التدريبية مع أندية فرنسا أمينس وجرينوبل، وفي عام 1985 درب نادي الشباب الإماراتي، ثم انتقل عام 1985 لتدريب منتخب أسود الكاميرون الغير مروضة ، وفي عام 1990 انتقل إلى تدريب منتخب السنغال، وفي عام 1992 درب منتخب ماليزيا لكرة القدم، وفي عام 1998 درب منتخب الكاميرون لكرة القدم مرة أخرى، ثم عاد إلى فرنسا لتدريب نادي ستراسبورج، وانتقل إلى الصين في عام 2001 لتدريب نادي شانجهاي كوسكو، وفي عام 2004 درب نادي كامبريدج يونايتد، ثم درب منتخب الكونغو الديمقراطية لكرة القدم، وفي عام 2006 درب منتخب غانا، وفي عام 2008 درب منتخب عمان لكرة القدم، درب منتخب سوريا لكرة القدم عام 2011، ثم جمهورية الكونغو الديمقراطية 2013 ثم منتخب الكونغو حتى 2015 ثم من 2016 وحتى 2021 منتخب توجو، حيث استقال مؤخراً من منصبه، ولكن يعد الإنجاز الأبرز للوروا في القارة السمراء الفوز بكأس الأمم الإفريقية 1988 مع منتخب الكاميرون وقيادة الأسود إلى نهائيات كأس العالم 1998.
وعلى هامش القمة الأفريقية الفرنسية التي جرت في مدينة مونبيلييه كانت لـ"البوابة نيوز" معه هذا الحوار:
ماذا تفعل في قمة أفريقيا فرنسا؟
- لست سياسيا ولم أتوقع يوما أن أحضر قمة سياسية بهذا المستوى لكنها اليوم قمة استثنائية، حيث قرر رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون عدم دعوة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية لأول مرة في قمة أفريقيا فرنسا وتخصيصها للمجتمعات المدنية والمنظمات والمثقفين والشباب الأفريقي ومن بين الفعاليات هناك الرياضة بشتى أنواعها بما فيها كرة القدم وتم دعوتي بصفتي خبير في الرياضة الأفريقية.
وما رأيك فيما طرحه الرئيس ماكرون من دعم للرياضة وللشباب في أفريقيا؟
- في الواقع لقد لخص الرئيس ماكرون الحقيقة لأنني أعرف ما يقوله ويعنيه جيدا فأنا مسؤول على بعض المشاريع الرياضية في أفريقيا، فقد كانت هناك للأسف الكثير من الأموال التي تصرف في غير محلها وتستمر بشكل خاطئ في أفريقيا وفي الرياضة بشكل خاص وأعرف ذلك جيدا لكن اليوم الاستثمارات سوف تذهب لمكانها الصحيح وتسلم بشكل مباشر للقطاعات الشبابية والرياضية.
هل تعني أن بعض الدول الأفريقية كان فيها الفساد وتستولي على المساعدات الفرنسية ولا تسلمها للشباب؟
- لم أقل هذا ويبدو أنك لا تريدني أن أقضي عطلتي في أفريقيا من جديد.
هل تستطيع فرنسا- في رأيك – مساعدة أفريقيا في هذا المجال؟
- بالطبع، فرنسا تستطيع مساعدة أفريقيا في عدة مجالات كما كانت ولا تزال تفعل وخصوصا في الرياضة واليوم أكثر من أي وقت لأن الرئيس الفرنسي يحب أفريقيا بالفعل وله رؤية.
هل أنت من حزب فرنسا إلى الأمام؟
- لا فأنا لست من حزب ماكرون، فأنا اشتراكي وبالتالي لست ماكروني لكنين أصارحك بأنه يبهرني بذكائه وحبه المخلص لأفريقيا التي فيها الكثير من الثروات الطبيعية والبشرية ولكنها قارة مظلومة يتجاهلها الكثير من قادة العالم رغم أنني أراها أغنى قارات العالم لكنني رياضيا ولست سياسيا.
أنت ملقب بملك المدربين في القارة السمراء باعتبارك مخضرم وخبير في الكرة الأفريقية كيف ترى مصر؟
- نعم أعشق بلدكم مصر بشكل كبير وأعرفها جيدا وكثيرا ما يتم استقبالي فيها استقبالا كبيرا فيه من المحبة والحرارة التي لم أرها في أي مكان آخر، دولتكم دولة عميقة بلد الحضارة والتاريخ كما أنني عاشق للكرة المصرية منذ أن كنت في فرنسا، كما أن أول معرفتي الحقيقية بمصر كان في أول كأس أفريقيا لي بالقاهرة عام 1986 والتي فازت بها مصر على الكاميرون بضربات الترجيحية في مباراة ممتعة ومثيرة للغاية وكنت أدرب منتخب الأسود وقتها.
بس كان عندك كابوس اسمه طاهر أبو زيد؟
- ضاحكًا.. نعم كان كابوسا لي ولكل الأفارقة فهو كان مارادونا النيل ولاعب موهوب جدا ولكنني كنت غاضبا لكونه لعب المباراة النهائية وهو موقوف وما زلت لم أستوعب كيف لعب؟ وأعتقد أنه وقتها كان من المستحيل الاعتراض.
أعتقد بأن الرئيس حسني مبارك لم يكن يسمح وقتها أن تفوزوا علينا في عقر دارنا؟
- ضاحكًا.. الأب وابنيه علاء وجمال أيضا "كانوا هيخربوا بيتنا".
كيف تقييم منتخب مصر خلال رحلتك في أفريقيا؟
- لم أخف يوما مدى إعجابي الشديد بمنتخب بلادكم، كان لديكم أيضا أفضل ساحر في أفريقيا محمود الخطيب ومعه كتيبة من اللاعبين الموهوبين مثل جمال عبد الحميد وعلاء ميهوب وربيع ياسين وجمال عبد الحميد وحراس ممتازين مثل ثابت البطل وإكرامي وغيرهم كان جيلا ذهبيا لمصر ولأفريقيا وكان من الظلم عدم تأهله لكأس العالم لقلة عدد الأماكن لأفريقيا، حيث كان وقتها مكانين فقط لـ54 دولة واليوم 5 مقاعد لأفريقيا وأرى في ذلك ظلم أيضا، لكنني من أشد المعجبين بمنتخبات مصر زاخر دائماً بلاعبين على مستوى عالي من الفن والسحر أمثال التوأم حسام وإبراهيم حسن وعبد الستار صبري ومحمد زيدان وأبو تريكة وبركات وهاني رمزي وغيرهم واليوم لديكم محمد صلاح ومحمود تريزيجيه وحجازي وحارس عالمي الشناوي، وأتوقع أن تفوز مصر يوما ما بكأس العالم وليس غريبا أن يطلقوا عليها برازيل أفريقيا باحتكارها لكؤوس أفريقيا على مستوى الأندية والمنتخب.
لما لم تدرب منتخب مصر طالما أنت من عشاقه، هل لم يتصل بك أحد؟
بالعكس أتصل بي مسئولو الاتحاد المصري كثيرا ولكن في كل مرة لم أحظ بحظ فقط كنت مرتبطا بعقود مع المنتخبات لكني اتمنى تدريب أعظم منتخب أفريقيا تعرفون مدى حبي لبلادكم ولشعبكم المضياف وخصوصا لجمهوركم الذي يشجع منتخبه بجنون وكأنك في البرازيل والأرجنتين وليست في أفريقيا فلجمهوركم مفعول السحر ويرهب أي منتخب يواجهكم على أرضكم، أتمنى صادقاً إنهاء مسيرتي الكروية بمصر.
كيف تقيم مستوى المنتخب المصري مع مدربه البرتغالي الجديد؟
كارلوس كيروش مدرب محترم، ظهرت بصماته سريعا رغم الفترة الوجيزة التي تسلم فيها مهام المنتخب، فاللاعبون عائدون من العطلة بعد انقضاء موسم كروي شاق لكن المستوى سيتحسن رويدا رويدا بعد اكتمال اللياقة البدنية والفنية للاعبين لكنه أفضل من أجيرى الذي لم يكن له أي لمسة واضحة مع الفراعنة ولم يقدم شيئاً لمنتخبكم، رغم كونه من المدربين الكبار في المكسيك لا أفهم كيف يلعب بهذا التكتيك وله صلاح وتريزيجيه، أعتقد هو سبب خروج منتخب مصر من كأس الأمم الأفريقية 2019، من دور الـ16 كانت في مفاجأة من العيار الكبير لم أتوقعها وحزنت كثيرا لإقصاء مصر على أرضها وخسرت من جنوب أفريقيا بهدف دون رد، في دور الـ16 كما لم أفهم ضعف مستوى اللياقة البدنية للاعبين فقد كان واضحا أنهم لم يستعد جديدا لهذا العرس الكروي الأهم.
ماذا تتوقع في كأس أفريقيا القادم؟
تغيرت خارطة الكرة في أفريقيا ولم تعد الفرق الصغيرة تهاب الكبيرة وأصبحت تبادلها الهجمات والخطورة وهذا جيد للغاية فقد ارتفعت المستويات في القارة بشكل يفوق الوصف منذ 10 سنوات وظهر لاعبون على مستوى عالمي يطعمون فرق أكبر أندية أوروبا بل وحتى منتخباتها وترون منتخب فرنسا على سبيل المثال لا الحصر عامر بالنجوم ذوو الأصول الأفريقية والعربية ولا ينسى الفرنسيون الجزائري زين الدين زيدان حقق لهم كأس العالم لأول مرة في تاريخ وكذلك معه نجوم من القارة السمراء مثل تورام وديساي وتيري هنري وغيرهم واليوم أيضا منتخب الديوك مطعم بنجوم أفريقيا وعلى رأسهم بوجبا وكونتي وبن زيما، ولهذا أقول بأن أفريقيا ستفوز يوما بكأس العالم وأرى أن مصر والكاميرون وغانا مرشحون بقوة للفوز ولكن يجب الاستعداد الجيد والخطط التي تتماشى مع الكرة الغربية.