معروف عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عشقه الكبير للفن والموسيقى والرقص حتى توقع له اساتذه في المدرسة بأنه سيكون مطربا أو راقصا مشهورا وتفاجئوا به أصغر رئيسا لفرنسا. لكن ما لا يعرفه الكثيرون، أنه عاشق لكرة القدم أيضا ولا يجد فرصة إلا ويستعرض مهاراته في هذه الرياضة التي تسحر نصف سكان الكرة الأرضية، كما أنه من أكبر مشجعي المنتخب الفرنسي ويحرص قبل وبعد مباريات منتخب الديوك على الاتصال او الالتقاء بمدرب ونجوم فرنسا لحثهم على الفوز أو للاشادة بما حققوه أو لمواساتهم بعد إخفاق.
الطريف أنه يؤجل أغلب لقاءاته واتصالاته الرسمية إذا ما تزامنت مع مباريات فرنسا الهامة فيما يمازح رؤساء الدول التي يقابلها منتخب بلاده بعد المباريات خصوصا التي يفوز فيها ونالت المستشارة الألمانية وحليفة فرنسا أنجيلا ماركيل أكبر نسبة من التهكم والسخرية من منتخبها لكونه يعرف بأنها عاشقة لمنتخبها بشكل جنوني.
ووعد الرئيس أعضاء فريق نادي فارييتي فرنسا في الربيع الماضي بأن يشاركهم مباراتهم الاحتفالية التي ستجري بعد ظهر غد الخميس في منطقة بواسي بمحافظة الإفلين ، وذلك كلاعب بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس النادي. حيث ستقام هذه المباراة بعد رحلة يقوم بها رئيس الجمهورية إلى اقليم سين سان دوني ، مخصصة لتطوير ممارسة الرياضة والألعاب الأولمبية وأولمبياد المعاقين باريس 2024.
سيلعب رئيس الدولة الفرنسية هذه المباراة لصالح مؤسسة المستشفيات ، التي ترأسها زوجته بريجيت ماكرون، منذ عام 2019 والتي ستحضر أيضاً الاحتفالية لتشاهد زوجها وتشجعه وهو يمارس هوايته واستعراض مهاراته الدفينة. وسيواجه فريق نادي فارييتي فرنسا على ملعب ليو لاجرانج ببواسي فريق نادي مركز مستشفيات مناطق بواسي وسانجرمان في تمام الساعة الخامسة والنصف بتوقيت باريس. وكان رئيس الجمهورية قد التقى فريق المستشفى في مارس الماضي ، خلال زيارة ميدانية إلى المستشفى تفقد فيها الإجراءات الصحية لمحاربة الوباء. وسيستقبل رئيس الدولة في نهاية المباراة ، جميع أعضاء نادي (Variétés de France) لتناول العشاء في قصر الإليزيه ، احتفالا بالذكرى الخمسين لتأسيس هذا النادي ، بحضور جان ميشيل بلانكير. وزير التربية الوطنية والشباب والرياضة ، وروكسانا ماراسينانو الوزيرة المنتدبة لدى وزير التربية الوطنية والشباب والرياضة المكلفة بالرياضة السباحة العالمية التي حصلت لفرنسا على بطولة العالم في السباحة عام 1998 وعلى ميدالية فضية في أولمبياد 2000.
جدير بالذكر أن لرؤساء فرنسا ذكريات طيبة مع الرياضة وخصوصا كرة القدم، فالرئيس ديجول كان عاشق لكرة القدم والرؤساء فرنسوا ميتران وجيسكار ديستان ونيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند كانوا يلعبون في ساحة قصر الاليزيه مباريات مع نجوم المنتخب الفرنسي وبعض الرياضيين المعتزلين اما الرئيس جاك شيراك فكان عاشق للسباحة ولا يحب كرة القدم لكن المفارقة أنه بنى سنة 1995 ستاد فرنسا الذي يسع ل100 ألف مشجع لكي يستقبل مباريات كأس العالم التي استضافته فرنسا عام 1998 وتوجه إلى البرازيل في رحلة رسمية عام 1996 وخلال اجاباته على أسئلة الصحفيين البرازيليين حول بناء الملعب الكبير قال لهم شيراك وقتها أنه بناه لكي تفوز فرنسا في النهائي على البرازيل 3- 0 ، وتحرز لأول مرة في تاريخها كأس العالم وهذا ما حدث بعد ذلك بعامين رغم ان البرازيل وقتها كانت المصنعة رقم واحد وفرنسا كامت المصنعة رقم خمسة بعد الأرجنتين وإيطاليا وإسبانيا.