أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ أن مولدوفا طلبت إمدادات غاز طارئة من دول الاتحاد الأوروبي بعد أن خفضت شركة "جازبروم" الروسية شحناتها من الغاز إلى الدولة الواقعة في وسط أزمة غاز أوروبية اندلعت مؤخرا على أشُدها.
وذكرت الصحيفة، في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن، أن الدولة السوفيتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 2.6 مليون شخص تسعى إلى تأمين صفقة لتوريد المزيد من الغاز عبر رومانيا لتخفيف النقص وارتفاع الأسعار بعد انتهاء عقدها مع جازبروم في الشهر الماضي، وفقًا لشخصين مشاركين في المحادثات، أشارا إلى أن المسئولين في مولدوفا أكدوا عدم استعدادهم للموافقة على عقد جديد مع جازبروم بسعر أعلى بكثير.
وأضافت الصحيفة أن إمدادات مولدوفا من الغاز، التي ظلت خلال عقود معتمدة بشكل مفرط على المجاورة موسكو التي كانت توفر لها الغاز عن طريق خط أنابيب يمتد من أراضيها عبر أوكرانيا، انخفضت بنحو الثلث بينما قفزت الأسعار من 550 دولارًا لكل ألف متر مكعب الشهر الماضي إلى 790 دولارًا هذا الشهر، وهو ما يقرب من خمسة أضعاف متوسط ما دفعته الدولة العام الماضي. فيما قال نائب رئيس الوزراء أندريه سبينو إن الأسعار "غير مبررة وغير واقعية بالنسبة لمولدوفا".
وأضاف أن مولدوفا تتفاوض مع جازبروم بشأن عقد جديد لكنها تستكشف أيضًا "طرقًا بديلة لتزويد الغاز" من روسيا ورومانيا وأوكرانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي. من جانبها، قالت أورا سابادوس، من هيئة معلومات السوق ICIS التابعة للحكومة في مولدوفا:" كميات الغاز المُخصصة لنا صغيرة جدًا بالنسبة لشركة بحجم جازبروم، لكنها مهمة لمولدوفا. والتفسير الأكثر منطقية لفهم تصرفهم الأخير ربما يرجع إلى حقيقة أن مولدوفا لديها رئيس وحكومة مؤيدان للاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أثار حفيظة روسيا بما قد يدفعها لممارسة المزيد من الضغوط علينا".
تعليقا على ذلك، أوضحت الصحيفة البريطانية أن النقص في الغاز لدى مولدوفا يأتي في الوقت الذي تكافح فيه أوروبا ارتفاعًا هائلًا في أسعار الغاز يُعزى ذلك إلى الطلب القوي على مستوى العالم وعدم رغبة شركة جازبروم في توفير إمدادات إضافية للسوق الأوروبية تتجاوز تلك التي يتم تأمينها من خلال عقود طويلة الأجل. بينما يجري مسئولو حكومة مولدوفا محادثات مع نظرائهم في الاتحاد الأوروبي سعيا لترتيب شحنات غاز طارئة من رومانيا المجاورة، لكن بوخارست تكافح أيضًا لتغطية احتياجاتها وسط مخاوف أوسع بشأن مستويات انخفاض المخزون في جميع أنحاء أوروبا، بحسب الصحيفة.