يلتقي قادة طالبان بمسؤولين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اليوم الثلاثاء 12 أكتوبر في الدوحة.
ذكرت وكالة فرانس برس أن نظام طالبان يواصل مناقشاته فى إطار محاربة عزلته الدبلوماسية.
سيضم الاجتماع ممثلين عن الولايات المتحدة، التي أجرت محادثات مع طالبان يومى السبت والأحد الماضيين. يريد الاتحاد الأوروبي منع "انهيار" أفغانستان.
قال أمير خان متقي، وزير خارجية طالبان بالإنابة، في مؤتمر صحفى بالعاصمة القطرية، الثلاثاء سنلتقي ممثلي الاتحاد الأوروبي. وأضاف: "لدينا لقاءات إيجابية مع ممثلي الدول الأخرى. نريد علاقات إيجابية مع العالم كله. نحن نؤمن بعلاقات دولية متوازنة. ونعتقد أن مثل هذه العلاقة المتوازنة يمكن أن تنقذ أفغانستان من عدم الاستقرار"، وذلك وفقًا لترجمة حية لخطابه من لغة البشتون إلى الإنجليزية.
وأوضحت المتحدثة باسم مفوضية العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي نبيلة مصرالي، أن هذا الاجتماع سيعقد في الدوحة ويضم أيضًا ممثلين عن الولايات المتحدة، دون تحديد عدد أو مهام المندوبين الأوروبيين. وأضافت "إن هذا تبادل غير رسمي على المستوى الفني. فهو لا يشكل اعترافا الحكومة المؤقتة".
وقالت إن هذا التبادل يجب أن "يسمح للولايات المتحدة والأوروبيين بمعالجة المشاكل، مثل حرية التنقل للأشخاص الراغبين في مغادرة أفغانستان، والحصول على المساعدات الإنسانية، وحقوق المرأة، ومنع أفغانستان من أن تصبح ملاذًا آمنًا لـ"الإرهابيين".
لا نكتفي "بالمشاهدة والانتظار"
أعلن رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل، بعد اجتماع وزاري، أن الاتحاد الأوروبي يسعى قبل كل شيء إلى منع "انهيار" أفغانستان. "لا يمكننا فقط المشاهدة والانتظار. يجب أن نتحرك وبسرعة".
لم تعترف أي دولة بالنظام الإسلامي الجديد، الذي وصل إلى السلطة في أفغانستان في أغسطس. لكن في مواجهة اقتراب أزمة إنسانية خطيرة في هذا البلد الذي يعتمد كليًا على المساعدات الدولية بعد عشرين عامًا من الحرب، تتزايد "المناورات" الدبلوماسية.
والتقت طالبان يومى السبت والأحد في الدوحة بمسؤولين أمريكيين في أول محادثات مباشرة مع واشنطن منذ توليها السلطة. ودعا وزير خارجيتهم الولايات المتحدة إلى إقامة "علاقات جيدة" وليس "إضعاف الحكومة الحالية في أفغانستان".
بعد استضافتها المحادثات بين طالبان والولايات المتحدة لسنوات، تواصل قطر لعب دور الوسيط الأساسي بين الحركة الإسلامية والمستشاريين الغربيين. مؤخرا، استقبل كبار مسؤولي طالبان المبعوث البريطاني إلى أفغانستان، سيمون جاس، في كابول.
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية لوكالة فرانس برس أن وفدا من بلاده التقى "كبار ممثلي طالبان في الدوحة" أمس الاثنين. وأضاف أن قضايا الأمن والتهديدات الإرهابية وحقوق الإنسان نوقشت "في جو احترافي".
"وعود كاذبة"
كما أكد أمير خان متقي أن طالبان كانت قادرة على "السيطرة" على التحدي الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي زاد من الهجمات في أفغانستان مؤخرًا. "لدينا الكثير من النتائج الإيجابية (!) وزعم أنه تم مواجهة 98٪ من محاولاتهم ونحن مستعدون جيدا للمستقبل"، وأكد الوزير الطالبانى، تعهد الحركة بمنع وقوع هجمات إرهابية ضد الدول الأجانب من الأراضي الأفغانية.
منذ خروج القوات الأمريكية من أفغانستان في 30 أغسطس، فتحت حركة طالبان صفحة بيضاء على أمل إقامة علاقات مع القوى الأجنبية، وخاصة الغرب. ويصر الأخيرون على ضرورة احترام حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق المرأة، حيث فرضت طالبان نظامًا وحشيًا خلال فترة حكمهم السابقة.
إذا سُمح للأولاد بالعودة إلى مقاعد المدرسة قبل ثلاثة أسابيع، فقد طُلب من الفتيات البقاء في المنزل، وكذلك المعلمات. برر أمير خان متقي استبعاد الفتيات من المدارس بسبب عمليات الإغلاق المرتبطة بوباء كوفيد -19!.
من جانبه، ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أمس الإثنين بوعود طالبان للنساء والفتيات. وحثهم على "الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".