الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أسامة أبوطالب: أيام صعبة وتدريبات قاسية مهدت الطريق للعبور العظيم

الدكتور أسامة أبوطالب
الدكتور أسامة أبوطالب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الدكتور أسامة أبوطالب عن ذكرياته فى حرب أكتوبر المجيدة:» تم تجنيدى فى هذا التاريخ الذى لا يمكن أن أنساه أبدًا وهو يوم ١٦ أبريل عام ١٩٧٢ لنكون دفعة ضباط الاحتياط التى يتم إعدادها للحرب، والانتصار».

ولفت أبوطالب إلى أن فترة التدريب كانت فى منتهى القسوة والإجهاد، حيث كان يتم تدريبنا فى «وادى الجن» بالصعيد، ولم نكن نعرف سببًا لهذا الضغط الشديد والتدريبات القاسية علينا، ولا سبب لتلك التدريبات الشاقة على مجندين جُدد، ولم نعرف السبب الحقيقى إلا بعد مُضى ٦ شهور، وبالتحديد عندما تم ترحيلنا إلى الوحدات، ومع زيادة الجهد المبذول فلم نكن نعلم السر وراء هذا كله، حتى عرفنا السبب عندما اشتعلت العمليات الحربية، وانطلقت كتائب الجنود المصريين تسد فتحات النابلم فتعبر القناة وتعتلى الساتر الترابى على «خط بارليف» وتدمر النقط الصهيونية فى الحصينة. 

مستكملًا:"وقتها فقط استرحنا رغم خطورة اللحظة فعرفنا أننا كنا نستعد لهذا النصر العظيم، وكنت ضمن الدفعة ٣١ ضباط الاحتياط، وقد استيقظت هذه الذكريات وهذه الأيام وكأنها طقوس موسم البطولة، وقد ضمت «الدفعة ٣١» مجموعة كبيرة من الجنود والضباط فكان لى زملاء وأبطال وشهداء أيضًا منهم الشاعر البورسعيدى المرحوم مجيد سكرانة، ومنهم المهندس الشهيد المرحوم عمرو غباشى، والمهندس صبحى والمهندس ناجى، وهناك منهم من توفاهم الله بشكل طبيعى ومنهم من استشهد ومنهم من لا يزال على قيد الحياة نحتفل احتفالا  سنويا مقدسا فى ذكرى نصر أكتوبر، ونتذكر القادة الذين علمونا، كما أتذكر العميد عبدالرحيم عزمى شقيق أول عميدة بمعهد الباليه الدكتورة عنايات عزمى، والعميد أركان حرب مصطفى نافع أستاذى فى العسكرية، والذى كان ضمن من قاموا بوضع خطة الإمداد بالذخيرة فى الحرب، والعقيد شحاتة ابن حى عابدين البطل، والأديب والقاص الدكتور حسن البندراى -أطال الله عمره -، والفنان التشكيلى الكبير الدكتور أحمد نوار، والذى قام بأعمال بطولية فى حرب أكتوبر، كما كان معى أيضًا المرحوم الدكتور صبرى عبدالعزيز عميد المعهد العالى للفنون المسرحية، والفنان المرحوم محمد خيرى، وكان دفعتى فى كلية ضباط الاحتياط، وأركان حرب الكلية المرحوم الشهيد ماجد محمد مندور ابن الناقد الكبير الدكتور محمد مندور. 

لافتًا إلى أننا استطعنا تحقيق بطولات غير طبيعية حيث قال فى تصريحات خاصة لـ «البوابة»:» أتذكر ذات مرة أننا كنا نعبر دخولا إلى مدينة بلبيس بشاحنات ولوارى مملوءة بالذخيرة، وفوجئنا بأن الجسر الذى نمر من عليه متهالك جدًا ولن يصمد حتى نقوم بالعبور من عليه، ولو عبرنا سنغرق فى مياه الترعة ووقتها أخذت المبادرة وقمنا بالعبور بأقصى سرعة بالشاحنة ونحن على جانب واحد، وكان هذا من أحد المواقف الصعبة، وبالفعل نجحنا بالعبور بالشاحنة الأولى وقمنا بالاستعانة بأهالى القرية، لكى يقوموا بتقوية الجسر المتهالك لكى تمر باقى الشاحنات واللوارى المُحملة بالذخيرة. 

متابعًا: «كما أتذكر أن النيران قد اشتعلت فى موتور إحدى الشاحنات ووقتها أصريت على الخروج بالشاحنة أنا والسائق الذى كان معى وانطلقنا بها بعيدًا إلى أرض فضاء، وتمت السيطرة على الحريق قبل أن تمتد النيران إلى صناديق الذخيرة، فهناك الكثير من الحكايات والبطولات الملحمية والشهداء الذين كانت تعتصر قلوبنا عندما نسمع أو نشاهد استشهادهم، لكننا تمسكنا بشعارنا وهو «الله أكبر وتحيا مصر». 

مختتمًا: ولأجل كل تلك البطولات والتضحيات تعيش انتصارات أكتوبر كواحدة من أهم الحروب فى التاريخ الحديث، وأعظم انتصار حققته مصر؛ بالإضافة إلى حرب الاستنزاف والتى حققنا فيها انتصارات أسطورية، حيث كان رجال القوات المسلحة يقومون بإعداد قواعد الصواريخ، بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تُحلق فوق رءوسهم بل كانت فى بعض الأحيان تقذفهم بالقنابل، وهكذا كانت روح أكتوبر ٧٣ المُلهمة التى ينبغى أن نظل نتذكرها ونفخر بها ونحكيها ونعلمها للأجيال الجديدة، والتى كانت أيضًا هى السبب فيما نحن فيه وما حققناه من انتصار وإلا كنا وما زلنا حتى هذه اللحظة –لا قدر الله- مُحتلين من العدو الصهيونى، لكننا ضربنا بهذه الحرب بالبطولات الفردية والجماعية وبالقادة العظام وبالجنود الشباب والضباط الجدد والقدامى أروع مثل للتنظيم والانضباط والإيمان والتمسك بعقيدة الموت أو الشهادة ومصر أولا وقبل كل شيء.