أُغلقت محطتا كهرباء رئيسيتان في لبنان بعد نفاد الوقود مما أدى إلى إغراق البلاد في الظلام يوم السبت الماضي، على الرغم من إرسال إيران الوقود.
لبنان في ظلمة كاملة رغم وقود إيران
وبدأت إيران في إرسال الوقود إلى حزب الله حليفها في لبنان في سبتمبر، وقالت الميليشيا الشيعية إن ترتيبها مع إيران سيساعد البلاد في خضم أزمة طاقة خانقة، لكن ليس من الواضح سبب عدم وصول الشحنات إلى محطات الطاقة.
وحسبما ذكر موقع إيران انترناشيونال، حتى الآن رست سفينتان في الموانئ السورية حيث يتم إرسال الوقود إلى حزب الله بواسطة شاحنات صهريجية. ويقال إن المئات من هذه الناقلات قامت بتسليم الوقود.
وضعت إمدادات الطاقة غير المنتظمة المستشفيات والخدمات الأساسية في وضع الأزمة، ويعتمد اللبنانيون بشكل متزايد على المشغلين الخاصين الذين يكافحون أيضًا لتأمين الإمدادات وسط انهيار غير مسبوق للعملة الوطنية.
وأدى النقص في الديزل والوقود، إلى جانب البنية التحتية القديمة، إلى تفاقم انقطاع التيار الكهربائي الذي كان من الأمور الأساسية منذ سنوات.
الوضح أصبح كارثيًا
ويمكن الآن لحالات انقطاع التيار الكهربائي التي كانت تستمر لمدة ثلاث إلى ست ساعات أن تترك مناطق بأكملها مع ما لا يزيد عن ساعتين من قوة الدولة في اليوم.
وقالت شركة الكهرباء الحكومية يوم السبت إن محطة كهرباء الزهراني في جنوب البلاد اضطرت للإغلاق بسبب نقص الوقود. وأغلق المصنع الرئيسي في الشمال يوم الخميس.
وقالت شركة كهرباء لبنان إن الإغلاق يقلل من إجمالي إمدادات الطاقة إلى أقل من 270 ميغاوات، مما يعني انخفاضًا كبيرًا في استقرار الشبكة.
وقالت إنها ستتواصل مع منشآت الوقود في شمال وجنوب البلاد لمعرفة ما إذا كان بإمكانها شراء ما يكفي من الوقود لإعادة الكهرباء.
وأضافت أنه من المتوقع وصول شحنة وقود جديدة من العراق الأسبوع المقبل. لكن الشركة، المسؤولة عن معظم ديون الحكومة، تعتمد على الائتمان من البنك المركزي للبلاد، الذي يعاني من الاحتياطيات المتضائلة.
ورفعت الحكومة أسعار الوقود والديزل بشكل تدريجي مع خفض البنك المركزي دعمه للدولار للواردات، مما زاد من المصاعب في لبنان، حيث سقط نحو ثلاثة أرباع السكان في براثن الفقر خلال العام الماضي.
مع ارتفاع الأسعار والبطالة إلى مستوى قياسي، تخلت العديد من العائلات عن المولدات الكهربائية الخاصة وساعات قليلة من طاقة الدولة في اليوم هي كل ما تحصل عليه.
وتوقف موزعو عبوات الغاز المستخدمة في الطهي والتدفئة، السبت، عن العمل، قائلين إن خفض الدعم وسط تقلبات العملة في السوق السوداء يعني أنهم كانوا يبيعون بخسارة، وكان قطاع الطاقة يمثل استنزافًا كبيرًا لخزينة الدولة منذ عقود.
كما أبرم العراق صفقة مبادلة مع الحكومة ساعدت شركة الكهرباء اللبنانية على الاستمرار في العمل لعدة أيام. كما تتفاوض الحكومة اللبنانية الجديدة على إمدادات الكهرباء من الأردن والغاز الطبيعي من مصر، وكذلك عبر سوريا.