انتزعت الرحمة من قلبه، وتجرد من كافة مشاعر الإنسانية، وسلم عقله للشيطان، الذي دفعه إلى التعدى على والده بالضرب والتشاجر معه ومن ثم قتله بدم بارد، ولم يكتفِ بذلك بل ذبحه حتى يتأكد من وفاته.. كل هذا فعله «ح. م» الشاب الثلاثينى، دون أن يفكر فيما قدمه والده له، على مدى سنوات عمره وكيف ضحى بكل غال ونفيس فى سبيل السعادة له، دون أن يدرك بأن نهايته ستكون على يد فلذة كبده.
«محستش بنفسى غير بعد ما قتلته».. بهذه الكلمات بدأ المتهم يروى تفاصيل الواقعة التى ارتكبها بحق والده خلال التحقيقات التى أجرتها معه النيابة العامة بجنوب الجيزة؛ مؤكدا أنه كان يعيش برفقة والديه وشقيقه الأكبر الذى كان يعمل"فران»، ونظرا لكونه لم يكمل تعليمه فقد فشل فى العثور على عمل مناسب خاصة أنه دائما ما يفتعل مشكلات مع أصحاب الأماكن التى كان يعمل بها، وفد تم طرده أكثر من مرة من قبل أصحاب المحلات والورش، الأمر الذى جعله عاطلا عن العمل.
وأضاف المتهم، أنه أصبح عاطلا واستمر على هذا الحال لشهور الأمر الذى جعل والده يتشاجر معه أكثر من مرة ويطلب منه البحث عن عمل حتى يتمكن من مساعدة شقيقه فى الإنفاق على المنزل، ولكن دون جدوى، وبرغم أنه عاطل إلا أن ذلك لم يمنعه من طلب الزواج، وفى يوم الواقعة أخبر والده بأن هناك فتاة يرغب فى الارتباط بها، وقد رفض والده ذلك قائلا «أنت عاطل هتصرف عليها منين»، الأمر الذى جعله يصاب بحالة من الغضب وقام بدفع والده بقوة وسقط على الأرض فتهشمت رأسه، بعدما تشاجر معه
وأشار المتهم إلى أنه لم يكتى بذلك بل استغل خلو المنزل من شقيقه الذى كان فى عمله ووالدته التى ذهبت لزيارة نجلتها بالمنصورة، وقام بإحضار سكين من المطبخ وذبح والده حتى يتأكد من وفاته، وتركه غارقا فى دمائه وفر هاربا، حتى عاد نجله الأكبر واكتشف الحادث وأبلغ الشرطة وقد رصدت كاميرات المراقبة الكائنة بالقرب من منزلهم لحظة هروب المتهم وملابسه ملطخة بالدماء الأمر الذى سهل على رجال المباحث القبض عليه.
يذكر أن الواقعة بدأت بتلقى، رئيس مباحث قسم شرطة الهرم، بلاغًا من أحد الأشخاص «فران» يفيد بالعثور على جثة والده حال عودته من العمل داخل الشقة محل سكنهم بدائرة القسم وبه آثار ذبح.
وبالانتقال والفحص، تبين العثور على جثة مسن فى العقد السادس من عمره، وبه آثار ذبح بمنطقة الرقبة، وآثار تهشم بالرأس، وبمناقشة المبلغ أقر بمراعاته لوالده المريض لكون والدته عاملة، وأن له شقيق آخر مقيم معهم فى الشقة محل الجريمة.
وبإجراء التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة بعد استصدار إذن النيابة العامة، تبين أن الابن الآخر للمجنى عليه وراء ارتكاب الواقعة حيث رصدته الكاميرات حال خروجه من العقار فى حالة فزع وملابسه ملطخة بالدماء، وبإعداد عدة أكمنة ثابتة ومتحركة أمكن ضبطه، وتم اقتياد المتهم لديوان القسم، وبمناقشته، أقر بارتكاب الواقعة بسبب رفض والده زواجه كونه عاطلا، وفور انتهاء التحقيق معه صدر قرار بحبسه والتجديد له فى الميعاد.
وبعد ورود تقرير الطب الشرعى الذى أكد أن سبب الوفاة هى إصابة المجنى عليه بنزيف داخلى وتهشم جزء من الجمجمة، بالإضافة إلى وجود جرح ذبحى بالرقبة، وكذلك نتائج تفريغ كاميرات المراقبة التى رصدت هروب نجل المجنى عليه وهو يرتدى ملابس ملطخة بالدماء بعدما قام بقتله.
بالإضافة إلى تحريات الأجهزة الأمنية التى أكدت وجود خلافات بين المجنى عليه ونجله خاصة أن الأخير كان عاطلا ويفتعل المشكلات مع الكثيرين، وأخيرا اعترفات المتهم بقتل والده بعد مشاجرة نشبت بينهما، قد أمرت النيابة بإحالة الواقعة لمحكمة الجنايات بعد توجيه للمتهم تهمة القتل العمد.