قالت الفنانة بشرى، رئيس العمليات، المؤسس المشارك لمهرجان الجونة السينمائي الدولي، إنها تعرضت لظلم شديد، وخسرت كثيرًا، بسبب انطباعات خاطئة عنها، فهناك من يحملها مسئولية عدم دعوة بعض الأشخاص لمهرجان الجونة، وهذا ليس بيدها بمفردها؛ فهناك هيئة استشارية وتنفيذية للمهرجان، هى عضو بها، ولا تمثل سوى صوت واحد فقط بها.
وأضافت "بشرى"، في حوار خاص مع "البوابة نيوز"، أن الدورة الخامسة للمهرجان، المقرر إقامتها في الفترة من 14 حتى 22 أكتوبر الجاري، تعد دورة النضج، فهناك اختلاف كبير من حيث الشكل والمضمون والضيوف والأفلام والشراكات والرعاة والتغطية الإعلامية.
وعن المشكلات التي تعرضت لها مؤخرًا بسبب منصبها بالمهرجان؛ قالت "بشرى": "أنا بحاسب على مشاريب وفواتير؛ لا المشاريب شربتها، ولا الفواتير اشتريتها، وأنا بتجيلي الدعوات وبصوت إلكترونيًا، وأنا معرفش مين صوت لمين، ولا غيري عرف أنا صوتت لمين، وفي الآخر بتنزل النتيجة إلكترونيا".
وأعلنت "بشرى"، أنها تلقت العديد من العروض، لإمكانية صناعة مهرجان، بحجم مهرجان الجونة، في مصر وبعض الدول الاخرى، وأنها بصدد التفرغ، خلال الفترة المقبلة، لنفسها كممثلة، والتركيز أكثر للعمل أمام الكاميرا، بعدما أخذ مهرجان الجونة 5 سنوات من صحتها وشبابها وطاقتها وصبرها وحكمتها.
مزيد من التفاصيل عن الدورة الجديدة، وأشياء أخرى كثيرة.. في الحوار التالي:
الدورة الخامسة دورة النضج.. فالطفل أصبح يمشي ويتكلم
* في البداية؛ كيف تصفين الدورة الخامسة من عمر المهرجان، وما الفرق بينها وبين الدورة الأولى؟
** أرى أن الدورة الأولى كانت تعد دورة الحلم، فكنا أمام حلم صناعة مهرجان ضخم، أما الدورة الخامسة فهي دورة النضج، فهناك فرق كبير من صفر توقعات قبل الدورة الأولى لتوقعات قبل الدورة الخامسة، وهناك أيضًا اختلاف كبير من حيث الشكل والمضمون والضيوف والأفلام والشراكات والرعاة والتغطية الإعلامية، في فرق بين الطفل الوليد وبين الطفل الذي بدأ يحبو ثم يمشي وأخيرًا يتكلم ويتحدث بطلاقة.
* ولماذا يظل هناك هجوم متواصل على صناع المهرجان، بسبب دعوة بعض الشخصيات وعدم دعوة البعض الآخر؟
** أود أن أشير إلى أن المهرجان ليس فقط حفلي الافتتاح والختام، والظهور على السجادة الحمراء، ولكن المهرجان عبارة عن أفلام وندوات وخلق جسور، والبحث عن منتجين لمشروعات سينمائية موجودة، والتنافس الشريف من أجل الحصول على الجوائز، وأيضًا الجونة هو مهرجان يخلق حلقة نقاشية، ومهرجان ثقافي سياحي، يعزز من الدبلوماسية، وعلاقتنا بالخارج، كما يعزز من تثقيفنا وفهمنا للآخر، من خلال الأفلام التسجيلية التي تحكي قصصًا مختلفة عن الناس وكل أنواع الأفلام الأخرى.
ومن يعتبر المهرجان عبارة عن حفلة فقط، هو من يحزن ويعاتب ويشتكي، ولكن من يعي هذه الثقافة المهرجانية، فهو يتفهم ما أقوله، وأنا عن نفسي كـ"بشرى"، أسافر مهرجان كان وفينيسا، على نفقتي الخاصة، وأقوم بتأجير غرفة في فندق أو بيت، وأدفع اشتراك المهرجان، وأنزل لمشاهدة الأفلام، وأتواجد في الندوات، وأقابل نجوم وصناع السينما، أما من يهتم بالفاترينة فسوف يظل يقف أمامها ولن يدخل.
* في الدورة الأولى كانت لـ"بشرى" عبارة شهيرة، وهى "المهرجان مش فرح بنت أختي"، فهل مازالت هذه العبارة مستمرة معك حتى الآن؟
** بالفعل أسست في الدورة الأولى هاشتاج بعنوان: "مش فرح بنت أختي"، لأن المهرجان ليس حفل زفاف أحد أقاربي، أقوم خلاله بدعوة الناس لحضوره، لكنه مهرجان ضخم، وصناعة كاملة، وضيوف من كل البلاد والجنسيات، فأنا لست بمفردي من يقوم بدعوة الضيوف.
أما مع الدورة الخامسة من عمر المهرجان، فقد أسست لأكثر من هاشتاج آخر، ومنها "قل من الندر وأوفي"، وهاشتاج "أحلى من الشغف مفيش"، وهاشتاج "محدش بينجح لوحده"، فهذه الشعارات هى التي أحملها في الوقت الحالي، فأنا أعتقد أن العمل الجماعي هو الأساس، والشغف لو اختفى معناه بداية النهاية أو بداية الانزلاق نحو الهبوط.
* وهل هناك معايير معينة لاختيار ضيوف المهرجان؟
** هناك بعض المعايير لاختيار ضيوف المهرجان، منها: أن تكون من أهل المهنة "ممثل أو نجم أو من ورا الكاميرا"، ومعروف عنك أنك مش بتاع مشكلات كفاية علينا أحمد الفيشاوي، لكن حتى "أحمد" بيحضر المهرجان لسبب أن كل سنة له فيلم يشارك في المسابقة، وأيضًا من الممكن أن تكون شخصية عامة، ودائمًا أصحاب وصناع الأفلام لهم الأولوية الأولى، وأصحاب المشاريع في منصة الجونةـ والرعاة لأنهم داعمون للمهرجان، وبدونهم لا نستطيع تنظيم المهرجان، لأن إسهامهم المادي كبير جدا، إضافة إلى سكان وأهل المدينة لأنهم الجمهور الحقيقي.
تعرضت لظلم شديد وخسرت كثيرًا بسبب انطباعات خاطئة عني
* وهل تشعرين بأنك ظلمت كثيرًا، بسبب وجودك في منظومة المهرجان، مثلما ظلمت قبل ذلك، حينما كنتي تعملين في مجال الإنتاج؟
** بالفعل أنا ظلمت ظلمًا بيِّنًا، لمجرد انطباعات خاطئة، فهناك من يحملني مسئولية عدم دعوة أشخاص، وأود أن أوضح أنني عبارة عن "صوت واحد فقط"، فالمهرجان كل سنة تزيد هيئته الاستشارية والهيئة التنفيذية، وعدد من يقوم بالتصويت على الحضور يتزايد، كما أن التصويت يحدث إلكترونيًا بدون أن يعلم أحد لمن ذهب تصويت باقي الأعضاء، وفي النهاية النتيجة تظهر إلكترونيا.
أنا بحاسب على مشاريب لم أشربها وفواتير لم اشتريتها
* وهل خسرت بشرى نتيجة هذا الظلم الذي تشعر به؟
** بالتأكيد؛ خسرت كثيرًا، لكن أهم شيء أنني لما أخسر مخسرش نفسي، وأود أن أقول إنني لن أخسر أحد طالما أعامل الناس بما يرضي الله، وبمرور الوقت أشعر أنني أحاسب على مشاريب وفواتير لا المشاريب شربتها ولا الفواتير اشتريتها، فقد خسرت في مجال عملي وشغلي وفي مجال الإنتاج، كل هذا أدى إلى أنني خسرت فرص كثيرة، لان بعض الناس تبني قناعاتهم عني لمجرد الانطباع وليس الحقيقي.
لكن أنا في النهاية عملت مشروعا كبيرا ناجحا اسمه مهرجان الجونة ومن خلاله أنقل الخبرات، كما أسست فريقا كبيرا وهذا النموذج من الممكن أروح أحقق به مشروع ناجح آخر في مصر بعيدا عن الجونة، وأيضًا من الممكن أحقق بهذا النموذج نفسي في دولة أخرى وهذا ما يطلب مني حاليا.
لست صانعة القرار الوحيد في المهرجان فهناك مؤسسة ضخمة
* هناك من ينتقد المهرجان، ويصفه بأنه لا يدعو سوى شلة النجوم أصدقائهم فما ردك؟
** للأسف لا يزال هذا الانطباع لدى البعض، وأعود وأقول أنا لست صانعة القرار بمفردي، فهذه مؤسسة كبيرة، وفكرة أنك تدعو أحدا، ويقبل الدعوة، هذه ليست بيد أحد بالمهرجان، فهناك من يريد الحضور لكن لديه ظروف تصوير أو عائلية قد تمنعه من الحضور، ونحن غير مسئولين عن الظروف الشخصية للأفراد، فهم أحرار بالتأكيد.
الفكرة أن المواظبين على الحضور كل سنة ومن يقال عليهم "شلة الجونة" مشكورين هم مهتمين بالحضور سواء تم دعوتهم أو لا، فهم يحضرون على نفقتهم الخاصة، ومنهم من لديه بيت في الجونة فيحضر لمنزله ويدفع قيمة المشاركة في المهرجان، وأرى أن الموضوع ليس له علاقة انت داعي مين، الموضوع له علاقة بمن يريد الحضور ومن يهتم، وليس من يهتم بأخد اللقطة على السجادة الحمراء، وهذا فرق كبير جدًا.
والحمد لله أننا ثابتون على موقفنا، والمهرجان يتطور من سنة لسنة، فهناك تنوع وتعددية الشراكات وهذا يؤكد أن المهرجان ليس شلة واحدة، مثلما يقال ويتردد، لأن الخمس سنوات فيها اختلافات، كل سنة عن الأخرى، وضيوف جديدة، وشراكات مختلفة، وندوات مختلفة، وأفلام مختلفة، وأحداث مختلفة، وهذا يؤكد على استمرارية النجاح غير النجاح عموما في كل دورة بنفسها.
* في رأيك كيف نصل إلى الثقافة المهرجانية التي تتحدثين عنها؟
** هناك أشياء كثيرة عن طريقها نصل إلى تلك الثقافة، ومنها الاستمرار في أنك إقامة فعاليات مثل مهرجان الجونة، والتواصل مع الإعلام فيجب أن نتكامل مع بعض، وأن نظهر الجانب المهم من المهرجان وهو الجانب التثقيفي، وليس فقط الفساتين والسجادة الحمراء والجزء اللامع، بالرغم من أنه جزء مهم.
نحن لا نخترع شيئًا جديدًا، فكل مهرجانات العالم بها افتتاح وختام وسجادة حمراء وفساتين، فماذا يمنع أنك تبقي لابس ملابس لائقة، ولكن لا يقف الأمر عند هذا الحد، لا بد أن يكون عندنا ما هو أبعد من ذلك، فمن يهتم بالسطحية والشكليات يظل واقفًا عند هذا الحد، ودعني أقول لك هناك بعض الشخصيات لا تفتح كتالوج المهرجان، لتتعرف عما به، وفي ناس بتسألني وتشتكيلي: لماذا تم دعوة فلان، وعدم دعوتهم، وأنا لا أحب أرد عليهم، وأقول لهم هل حضراتكم فتحتوا كتالوج المهرجان، وعرفتوا أن فلان هذا لديه فيلم قصير في المسابقة!
انتهيت من تصوير "أنا مش مبسوطة" وسعيدة بعودتي للسينما من خلال "معالي ماما"
مهرجان الجونة خد 5 سنوات من شبابي وصحتي وطاقتي وصبري وحكمتي
* وماذا عن أخبار بشرى كممثلة؟
** انتهيت من تصوير حدوتة "أنا مش مبسوطة"، وهى حدوتة من حواديت مسلسل "زي القمر"، مع المخرجة شيرين عادل، كما لدى أيضًا فيلم بعنوان: "معالي ماما"، مع المنتج والمخرج أحمد نور، والسيناريست نادر صلاح الدين، وسعيدة بعودتي للسينما من خلال هذا الفيلم.
والحمد لله هناك حالة نشاط فني لي أمام الكامير، وأرى أن مهرجان الجونة أخد مني 5 سنوات، من شبابي وصحتي وطاقتي وصبري وحكمتي، وشايفة أن هذا الوقت اللي أنا عايز أركز فيه أمام الكاميرا أكثر من ذي قبل.