مع اقتراب موعد انطلاق النسخة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي المقررة خلال الفترة من (14-22) أكتوبر الجاري، يسعى منظمو الحدث للمضي قدما نحو إقامة دورة لا تقل في أهميتها عن النسخ السابقة أو حتى دورة العام الماضي التي شهدت تحديات كثيرة كان أبرزها التعامل مع فيروس كورونا.
وعلى الرغم من استقطاب عدد من الأفلام العالمية والعربية المهمة والمرتقبة خلال نسخته المقبلة، إلا أن هناك بعض التوترات التي ظهرت مؤخرًا، خاصة بعد تصريحات الفنانة يسرا وأزمتها مع انتشال التميمي، مدير المهرجان.
وفي هذا السياق، التقت "البوابة"، انتشال التميمي، مدير مهرجان الجونة السينمائي، وأجرت معه هذا الحوار.. فإلى المزيد من تفاصيل الحوار:
* بعد مرور خمس سنوات على انطلاق مهرجان الجونة السينمائي.. هل نجح المهرجان في تحقيق ما كان يرجوه على مدى الدورات الماضية، وما هي تطلعاتكم للمستقبل؟
** لقد حقق مهرجان الجونة السينمائي أكثر مما هو مستهدف، وهذا الأمر لم يأت من فراغ لأنه كان محصلة أسباب عدة، من بينها حالة التضامن التي حظى بها المهرجان من جانب الفنانين والسينمائيين والجمهور.
حقق المهرجان أهدافه لأنه مبني على خطة واضحة وصارمة منذ بدايته، فقبل انطلاق الدورة الأولى طلب مؤسس ورئيس المهرجان المهندس نجيب ساويرس أن يتم التحضير لهذا الحدث خلال عام ونصف، وهذه الفترة الزمنية كانت مناسبة للتحضير لمهرجان كبير بحجم الجونة كونه لا يعتبر منصة فقط لعرض الأفلام وإنما منصة للمساهمة في صناعة السينما من خلال الذراع الإنتاجي للمهرجان وهو "منصة الجونة".
* وما مدى الصعوبات التي واجهتموها خلال التحضير لدورة هذا العام بداية من مرحلة البرمجة واختيارات الأفلام من كبرى المهرجانات العالمية إلى مرحلة التحضيرات الداخلية لاستضافة الحدث؟
** يعتبر العام الماضي واحدًا من أكبر العقبات التي واجهتنا، خلال الأربع سنوات الماضية، بسبب انتشار وباء كورونا. حيث قمنا بالتحضير للفعاليات قبل انطلاق نسخة المهرجان بشهر وأسبوع واحد فقط، وهذه فترة غير كافية لتنظيم دورة كبيرة، ومع ذلك قمنا بأخذ الاحتياطات اللازمة وقمنا بدعوة العديد من الضيوف وبالأخص الأجانب، فكانت بمثابة مغامرة كبيرة.
وإذا تحدثنا بشكل عملي، فإن تنظيم أي مهرجان بدون مغامرة وشغف ومخاطر لا يمكنه أن يصنع دورة ناجحة، لأننا بعد تجاوز العقبة الكبرى خلال نسخة العام الماضي صرنا على يقين تام في قدرتنا على مواجهة أي عقبة قادمة.
هذه السنة نعتقد أننا تخطينا عقبات كثيرة لأنه بات هناك لقاح وهناك معرفة أكبر بالفيروس وهناك التزام واضح بتعليمات محددة من وزارة الصحة يجب أن نخضع لها بشكل كامل وهى ما تعتبر صمام الأمان بالنسبة للمهرجان.
* وكيف تعامل المهرجان مع التحديات اللوجستية لهذه النسخة، خاصة مع دعوة عدد كبير من ضيوف المهرجان هذه الدورة؟
** أود أن أشير إلى أنه زيادة أعداد ضيوف المهرجان تأتي بالتوازي مع تنامي القدرة التنظيمية لأفراده الذين أصبحوا متمرسين وقادرين على إدارة تفاصيل لوجيستية كثيرة نسعى لتطبيقها خلال الأيام التسعة التي يقام فيها المهرجان.
* يشارك في المسابقة الرسمية هذه النسخة 5 أفلام عربية من أصل 16 فيلما.. كيف تقيم ذلك؟
** تعتبر هذه السنة الأكثر ثراءً وزخما فيما يتعلق بالإنتاجات العربية، لقد أصبحنا قادرين على استقطاب أفضل إنتاجات السينما العربية وهو ما انعكس على خيارات الأفلام المتقدمة.
إضافة إلى الأفلام التي سيتم عرضها هي أعمال مترقبة من جانب الجمهور العربي، سواء فيلم "أميرة"، والفيلم العربي الوحيد الذي ذهب للمسابقة الرسمية لكان "على صوتك" للمخرج نبيل عيوش، والفيلم المصري الذي أثار ضجة بعد فوزه بجائزة أسبوع النقاد بمهرجان كان "ريش"، والفيلم اللبناني "كوستا برافا".
* دارت الكثير من الأحاديث، خلال الفترة الماضية، حول وجود انقسام داخل إدارة المهرجان.. فما تعليقك على هذا الأمر، قبيل انطلاق المهرجان بأيام قليلة؟
** لا تعليق.
* كثيرا ما كان يشاع أن استحواذ مهرجان الجونة، يستقطب أفلام العرض الأول، وأفلام المهرجانات الكبرى، بسبب قدرته المادية.. فإلى أي مدى سيؤثر مهرجان البحر الأحمر على الجونة، وهل هناك أي تعارض في جدولة المهرجانين بسبب تقارب مواعيدهما؟
** ستنعكس مشاركة أي مهرجان جديد على إزالة حاجز الغربة وسيضيف وزنًا جديدًا إلى وزن المنطقة العربية. ومن الواضح أنه ستشتعل المنافسة على العروض الأولى للأفلام العربية بسبب قلة عددها، لكن بالنسبة إلى الأفلام الأجنبية فعددها كبير. وعلى الرغم من ظهور لاعبين جدد على الساحة السينمائية العربية، إلا أن مهرجان الجونة قادر على استقطاب الحصة الأكبر من أفضل الأفلام العربية والأجنبية.
* يتضمن برنامج التكريمات هذه الدورة أسماء متنوعة ومختلفة بداية من المعرض الاستعادي لأفلام كيشلوفسكي إلى تكريم السقا ومحمد بكرى؟
** بالحديث أولًا عن المخرج البولندي الراحل كريستوف كيشلوفسكي، فإنه من الضروري ألا ننسى أننا في النهاية مهرجان دولي، لهذا السبب يجب أن تتنوع خطتنا لتشمل أسماءً عربية وعالمية؛ وكيشلوفسكي واحد من صناع السينما المؤثرين عالميًا والمقدرين عربيًا أيضًا، وفرصة مشاهدة أعماله المرممة واحدة من الفرص النادرة.
* وماذا عن الأزمة الأخيرة مع الفنانة يسرا بسبب التكريم؟
** لا تعليق.