الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

تمام حسان يتحدث عن أجرأ محاولة لإعادة ترتيب الأفكار اللغوية

العالم اللغوي تمام
العالم اللغوي تمام حسان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تبَّنى المفكر والعالم اللغوي الراحل تمام حسَّان منهجًا وصفيًا في الدراسات الحديثة أثناء تناوله الظواهر اللغوية والنحوية في اللغة العربية، حيث استطاع وفق منهجه الحديث أن يفسر أنظمة اللغة العربية، ووضعها لأول مرة في مقابل مشاكل التطبيق، ففسر بهذه الطريقة بعض ما كان يُعتبر من مظاهر الشذوذ في التركيب اللغوي وربط هذه الظواهر بالواقع، إلى جانب كشفه للقيم الخلافية الشكلية والوظيفية التي تقوم عليها أنظمة اللغة.

حسَّان، الذي تحل ذكرى رحيله في الحادي عشر من أكتوبر الجاري، استغل منهجه الحديث للكشف عن نظام صوتي وصرفي للغة يكشف أخطاء مناهج الأوليين في التعامل مع الطواهر اللغوية، وبدوره وصف الدور الذي يقوم به بـ"الأجرأ من بعد سيبويه وعبد القاهر الجرجاني".

في كتابه "اللغة العربية مبناها ومعناها" أوضح "حسان" أنه يسعى من أجل إلقاء ضوءا جديدا كاشفًا على التراث اللغوي العربي كله منبعثا من المنهج الوصفي في دراسة اللغة، وهذا التطبيق الجديد للنظرة الوصفية في هذا الكتاب يعتبر "حتى مع التحلي بما ينبغي لي من التواضع" أجرأ محاولة شاملة لإعادة ترتيب الأفكار اللغوية تجري بعد سيبويه وعبد القاهر.

وأضاف "حسان": أقول أجرأ محاولة لأنني أعرف أنها كذلك، ولا أقول أخطر محاولة لأنني لا أعلم ما يترتب عليها من آثار، ولو أن جمهور الدارسين أعطى هذا الكتاب ما يسعى إليه من إثارة الاهتمام، فإنه ينبغي لهذا الكتاب أن يبدأ عهدًا جديدًا في فهم العربية الفصحى مبناها ومعناها، وأن يساعد على حسن الانتفاع بها لهذا الجيل وما بعده من أجيال.

في العام 1955 أصدر حسان كتابه "مناهج البحث في اللغة" ليقدم للقارئ العربي ما اصطنعه الغربيون من منهج وصفي، وليعرض هذا المنهج عرضًا مفصلا آخذا أمثلته ووسائل إيضاحه من الفصحى حينا ومن العاميات حينا ومن لغات أجنبية حينا آخر، لم يكن بحثا خالصًا للفصحى بقدر ما هو عرض للمنهج الوصفي.

وعن قبول أساتذة كلية دار العلوم لفكرة المنهج الوصفي أثناء عمله بالكلية في العام 1953 أكد "حسان" أن الأساتذة لو صادف المنهج الوصفي أي قدر من القبول لديهم فهذا لتطبيقه على اللهجات العامية، ولن يتعداه إلى الفصحى لأن النحو، وفق منظورهم، نضج حتى احترق، وأن الأول ما ترك للآخر شيئا.

أكد "حسان" أن معارضة أستاذة قسم النحو والصرف والعروض ولوائح الكلية التي ترغب في تنشئة الطلبة على النحو التقليدي، منعته من تدريس أفكاره الحديثة لطلبة الكلية، لذا قرر أن يتجه لطلبة الدراسات العليا، قائلا: "ومن هنا آثرت أن أبتعد بأفكار المنهج الوصفي عن طلبة السنوات الأربع التي تنتهي بالدرجة الجامعية الأولى، ولكني أكدت على وجود هذه الأفكار وأصررت عليها بالنسبة لطلبة الدراسات العليا، فلم أقبل الإشراف على طالب من هؤلاء يسعى مثلا إلى كتابة ترجمة لنحوي أو تحقيق كتاب أو بحث لا يتناول فكرة منهجية نقدية ترمي إلى تطعيم أفكار النحاة القدماء بأفكار المنهج الوصفي الحديث. 

وسعيًا لتثبيت أفكاره قدم "حسان" العديد من الأبحاث/ منها بحثه في العام 1965 الذي قدمه إلى الندوة التي يقيمها الأساتذة في دار العلوم بعنوان "نقد منهج النحاة العرب"، ثم بحث "أمن اللبس ووسائل الوصول إليه في اللغة العربية" في العام 1966.