شنت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأحد، انتقادًا لاذعًا ضد شركة "موديرنا" الأمريكية لتصنيع الأدوية، وقالت إن بعض البلدان الأكثر فقرًا في العالم تدفع المزيد من الأموال وتنتظر وقتًا أطول للحصول على لقاح الشركة مقارنة بالأثرياء، إذا كان لديهم إمكانية الوصول إليه على الإطلاق.
وقالت الصحيفة - في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني - إن موديرنا - التي بدا أن لقاحها لفيروس كورونا هو أفضل دفاع في العالم ضد كوفيد-19 - تقوم بتزويد الدول الغنية بجرعاتها بشكل شبه حصري، مما يجعل البلدان الفقيرة تنتظر وقتًا أطول يصب في نهاية الأمر في صالح موديرنا التي أضحت تكسب المليارات من الأرباح.
وأضافت: أن موديرنا قامت - بعد تطوير لقاحها بدعم مالي وعلمي كبير من الحكومة الأمريكية - بشحن حصة أكبر من جرعاتها إلى الدول الغنية أكثر من أي شركة أخرى مصنعة للقاحات، وذلك وفقًا لشركة إيرفينيتي، وهي شركة بيانات تتعقب شحنات اللقاحات عالميًا.
وأشارت إلى أن حوالي مليون جرعة من لقاح موديرنا ذهبت إلى بلدان يصنفها البنك الدولي على أنها منخفضة الدخل.. وعلى النقيض من ذلك، ذهبت 8.4 مليون جرعة من شركة فايزر وحوالي 25 مليون جرعة لقاح من جونسون آند جونسون، وهو أحادي الجرعة، إلى تلك البلدان.
ومن بين حفنة من البلدان متوسطة الدخل التي توصلت إلى صفقات لشراء جرعات موديرنا، لم يتلق معظمها بعد أي جرعات، واضطرت ثلاث دول على الأقل إلى دفع أكثر مما دفعته الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، وفقًا لمسؤولين حكوميين في تلك البلدان.. كما أنه على عكس فايزر وجونسون آند جونسون وأسترازينيكا، وهي شركات لديها قوائم متنوعة من الأدوية والمنتجات الأخرى، تبيع شركة موديرنا لقاح كوفيد فقط.
وردا على ذلك، قال مسئولون تنفيذيون في "موديرنا" إنهم يبذلون قصارى جهدهم لتقديم أكبر عدد من الجرعات في أسرع وقت ممكن، لكن طاقتهم الإنتاجية لا تزال محدودة؛ حيث أن جميع الجرعات التي ينتجونها هذا العام تلبي الطلبات الحالية من حكومات مثل الاتحاد الأوروبي وحدها.
وفي هذا، أعرب اثنان من كبار المسئولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إحباط واشنطن بشكل متزايد من شركة موديرنا لعدم إتاحة لقاحها بشكل أكبر للدول الفقيرة، وأشارا إلى أن الإدارة الأمريكية تضغط على الشركة لزيادة الإنتاج في المصانع الأمريكية ولترخيص تكنولوجيا الشركة للمصنعين الأجانب الذين يمكنهم تقديم جرعات للأسواق الخارجية.