بإحدى قرى الدلتا بالغربية شبراتنا مركز بسيون، ولد الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، في الأول من أبريل 1922، الذى انتقل مع والده للعيش بالقاهرة وعمره 11 سنة بعد إتمام المرحلة الابتدائية بمدرسة بسيون التى كانت تبعد نحو 6 كيلومترات عن قريته.
تخرج «الشاذلى» برتبة ملازم في سلاح المشاة في يوليو 1940، بعدها بـ3 سنوات تم انتدابه للخدمة في الحرس الملكي وكان حينئذ برتبة ملازم، شارك في حرب فلسطين والحرب العالمية الثانية، ويعتبر هو مؤسس وقائد أول فرقة في سلاح المظلات في مصر 1954.
كما تولى قيادة القوات الخاصة الصاعقة والمظلات بعد عام 1967، ثم قائدا لمنطقة البحر الأحمر العسكرية عام 1971، حتى تولى منصب رئيس أركان الجيش المصرى ما بين عامي 1971 وحتى 1973.
بدأت علاقته مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قبل ثورة 23 يوليو أثناء سكنهما في نفس العمارة بمنطقة العباسية، وقد زادت بينهما العلاقات الأسرية علاوة عن كونهما ضباط مدرسين بمدرسة الشئون الإدارية الذى كانت تجمعهما بشكل يومى حتى فاتحه جمال عبدالناصر بشأن حركة الضباط الأحرار في 1951، ورحب الشاذلي بالفكرة وانضم إليهم ولكنه لم يشارك في ليلة 23 يوليو 1952 بشكل مباشر كونه كان في دورة بكلية أركان الحرب.
في عام 1953 سافر الشاذلى إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة تدريبية متقدمة في المظلات وهو لا يزال برتبة رائد ليكون أول من يحصل على فرقة رينجرز وهي مدرسة المشاة الأمريكية، وكان قائدًا للكتيبة 75 مظلات أثناء العدوان الثلاثي عام 1956.
صاحب فكرة استعراض المشى بالخطوة السريعة في العروض العسكرية وترجع فكرتها حينما استعرض سلاح المظلات السير أمام المنصة أثناء احتفالات عيد الثورة في 23 يوليو 1954 وقتها ظهر سلاح المظلات بمظهر مختلف عن باقى الوحدات العسكرية التى كانت تسير بالخطوة العادية، ومن وقتها أصبحت مرتبطة بقوات الصاعقة والمظلات.
وبعد ضرب سلاح الجو المصري وتدميره على الأرض في صباح 5 يونيو، نكسة 1967، كان سعد الدين الشاذلى برتبة لواء يقود مجموعة تضم وحدات وتشكيلات مختلفة قوامها 1500 ضابط وفرد تضم "كتيبة مشاة وكتيبة دبابات وكتيبتين من الصاعقة" بغرض حماية سيناء بين المحور الأوسط والمحور الجنوبي.
وقد انقطع الاتصال بينه وبين القيادة العامة للقوات المسلحة ليتخذ قرار المناورة ويعبر بقواته شرقًا وتخطى الحدود الدولية قبل غروب يوم 5 يونيو بعكس سير القوات المصرية التى كانت تتجه نحو الضفة الغربية للقناة، وتمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بنحو 5 كيلومترات ناحية الشرق داخل صحراء النقب التى ظل بها لمدة يومين 6 و7 يونيو، واتخذ موقعًا بين جبلين لحماية قواته من الطيران الإسرائيلي.
وعقب اتصاله بالقيادة العامة بالقاهرة التي أصدرت إليه الأوامر بالانسحاب فورًا، لينجح في العودة بقواته ومعداته إلى الجيش المصري سالما، وتفادى النيران الإسرائيلية، وتكبد خسائر بنسبة 10% إلى 20%، وكان بذلك آخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء قبل أن تتم عملية نسف الجسور المقامة بين ضفتي القناة.
في الثانية وخمس دقائق ظهر السادس من أكتوبر شن الجيش المصرى والسورى هجومًا على العدو الإسرائيلى ونفذا خطة المآذن العالية التى وضعها الشاذلى الذى اختلف مع الرئيس محمد أنور السادات في فكرة تطوير الهجوم خارج نطاق الـ 12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي.
وعلل رفضه بأن أى تقدم خارج مظلة حماية الدفاع الجوى تعنى أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي الذى تسبب في خسارة القوات المصرية نحو 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودة، ليكون بعدها ما سمى بثغرة الدفرسوار.
وأنهى السادات خدمته العسكرية كرئيس لهيئة أركان القوات المسلحة وذلك اعتبارًا من 13 ديسمبر 1973، وألحقه بالسلك الدبلوماسى كما تم تعيينه سفيرًا في لندن في لشبونة والبرتغال 1974 وأصدر عدة كتب عن حرب أكتوبر تعد من أهم المراجع العسكرية عّن الحرب، وتم تكريمه بعدة أوسمة منها قلادة النيل، ونجمة سيناء.
«الشاذلى» واحد من أهم القادة العسكريين في تاريخ مصر، واعتبره الشعب المصرى بطلا عسكريا من طراز فريد، ورفعوا صوره في الميادين في كافة مناسبات مصر المختلفة، حتى أن وفاته جاءت في وقت درامي للغاية وهو 10 فبراير 2011.