صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب رواية "مقام الفيضان" للكاتب طلعت شاهين، والتي تدور أحداثها حول فيضان النيل قبل بناء السد العالي وأثره في التغير الاجتماعي على القرى المصرية.
ووفقا لتدوينة لـ"شاهين" على صفحته بفيس بوك فإن الرواية تتناول تطور إحدى القرى المصرية في الصعيد منذ كانت تتحول إلى جزيرة صغيرة خلا ل أشهر الفيضان قبل بناء السد العالي في ستينيات القرن العشرين، وكيف سطت المدينة على قرى الصعيد البعيد من خلال جذب أبناء تلك القرية فكانوا يهجرونها إلى بلاد توفر لهم المال والرخاء، حتى بقيت الشخصية الرئيسية في الرواية "البسة"، تلك المرأة العجوز ذات العيون الملونة الغريبة عن جماليات الصعيد الأسمر الذي لوحته الشمس منذ زمن بعيد حتى استحقت لقب "البسة" أو "القطة".
وأضاف "شاهين": من خلال بطلة الرواية العجوز التي تسكن بوابة بيت الكاشف الغربية وتطور حياتها وذكرياتها في تلك البوابة وبقائها كساكن وحيد تنطلق أحداث الرواية كما يرويها الراوي، فالبطلة هنا لا تروي، ولكن حياتها تعتبر الخيط الرئيسي الذي تنبع منه باقي شخصيات الرواية منذ طفولة بعيدة مغرقة في الغرابة إلى واقع عزلة تعيشها الآن، وبتطور الحياة في تلك القرية المنعزلة والبوابة التي يغادرها أبناؤها تحاول تلك العجوز أن تصنع حياة جديدة تجعلها مركزا للحياة ليس في القرية وحدها بل في تمتد إلى البلاد المجاورة حتى تصل إلى أن تكون مركز حياة مصر المعاصرة بكل تطورات حياتها الايجابية والسلبية.
وتابع: "تقرر العجوز أن تخلق حياة تكون مركزها من خلال تذكرها شقيقها الذي غيبه الفيضان في الزمان البعيد مثل ما كان يغيب الكثير من صبيان وشباب الصعيد في كل مرة كان يفيض فيها النيل ويخرج عن مجراه، وتبدأ بتنفيذ زيارة شقيقها لها في المنام فتوقد له شمعة خلف باب البوابة الغربية الكبير طوال أربعين يوما، ثم تتحول الفكرة إلى بناء مقام وإقامة مولد سنوي ينشر بركاته على حياة القرية، ويصبح ملاذا لكل صاحب حاجة كما هو معتاد من حياة تطوق مقامات أولياء الله الصالحين.
واستطرد: “تنقلب الحياة بإقامة المقام في القرية وتدب حياة جديدة تعود على البطلة العجوز بالخيرات وتنسج حول كرامات شقيقها الغائب الحكايات والأساطير إلى أن يفد على القرية بشر يرتدون جلابيب قصيرة غريبة عن زي أهل الصعيد ويحاولون نشر أفكار غريبة من خلا ل استغلال بركات المقام ويحاولون استغلال تلك الاحتفالات لأهداف أخرى، فيمدون رقعة احتفالات المقام لتصل إلى أبواب الكنيسة الوحيدة التي تقع على الجانب الآخر من ساحة القرية”.