الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

اللواء مترى.. مصري مسيحى من أوائل الشهداء

اللواء مترى
اللواء مترى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لعبت الكنيسة دورًا محوريًا في انتصار أكتوبر المجيد منذ عام 1968م في عهد قداسة البابا كيرلس السادس قد كلف الأنبا صموئيل (الذى استشهد في حادث المنصة) بالدعوة لتحرير الأرض في مجلس الكنائس العالمى، وطلب البابا كيرلس من إمبراطور الحبشة قطع علاقته مع إسرائيل وقد استجاب فورًا الإمبراطور.
وعلى إثر ذلك تم قطع نحو 30 دولة أفريقية علاقتها بإسرائيل‘ كما كان لقداسة البابا شنودة محاضرة أرسلها للجنود على الجبهة وزارهم وتحدث فيها أن إسرائيل ليس شعب الله المختار وجاء ذلك خلال زيارته في 10 أبريل 1972م في الجبهة، وحتى الرهبان لعبوا دورًا قبل الحرب من بيت التكريس بحلوان وكانوا يصدرون نشرة بعنوان (كتابات لخلف خط النار) يرسلونها للجبهة لدعم الجنود.
ووجَّه قادة الجيوش الميدانية في أكتوبر 1973، نداءً إلى ضباطهم وجنودهم قبل المعركة، وجاء في النداء "ثقتي فيكم بغير حدود، أثق في كفاءتكم، أثق في إيمانكم بالله، وفي قضيتكم قضية المصير، أن نكون أو لا نكون...". ويمضي البيان: "وفي هذا يقول الله تعالى، وهو أصدق القائلين، في القرآن الكريم: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقًّا في التوراة والإنجيل والقرآن، ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)، صدق الله العظيم.
واستمع يا أخي إلى ما جاء بإنجيل (متى 10: 39) في هذا المقام أيضًا: "من وجد حياته يضيعها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها"، ويستمر البيان ليحض المقاتلين على الطاعة والتعاون قائلا: "أوصيكم بالتعاون واتباع ما أمر به الله في قوله "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين" صدق الله العظيم".
ومن تعاليم المسيحية عن الطاعة: "الحق الحق أقل لكم، إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله الحياة الأبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة" (إنجيل يوحنا 5: 24)، وينتهي البيان: "ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز" صدق الله العظيم".
وهكذا كما يؤكد المستشار الدكتور وليم سليمان قلادة، تجسدت معاني الوحدة الوطنية في نداء المعركة ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل شهدت المعركة تجسيدًا حيًّا للوحدة الوطنية بالدم؛ فعلى سبيل المثال استشهد غريب وشنودة من مقاتلي الصاعقة وكتبت الصحف كيف استشهد البطلان في مواجهة الوحدات المدرعة الإسرائيلية وكل منهما يحتضن الآخر.
وقصة اللواء شفيق متري سدراك أول الأبطال الذين كرمهم أنور السادات القائد الأعلى للقوات المسلحة في الجلسة التاريخية بمجلس الشعب صباح 19 فبراير 1974، والذي اشترك في حرب 1956، و1967، ونال ترقية استثنائية لقيادته البارزة حتى استشهد في 9 أكتوبر 1973 قائدا لقوة لواء مشاه في القطاع الأوسط بسيناء.
قرأ العالم عن الأم المثالية الثانية في جمهورية مصر العربية السيدة بهية جرجس يوسف والدة الشهيد جندي بشاي نجيب الشرقاوي مقاتل سلاح الإشارة الذي جاد بحياته في سيناء 15 أكتوبر 1973، وعن المقاتل جورج الذي كان ضمن من وضعوا العلم المصري على خط بارليف. وأثناء جلسات مجلس الشعب لمناقشة تعمير مدن القناة، طالب الشيخ صالح محمد، من بورسعيد، بأن يبنى على مدخل القناة مسجد وكنيسة تعبيرا عن تسامح الأديان وتلاحم الأمة في الكفاح والنضال.
ونشرت مجلة "منبر الإسلام" مقالا عن الوحدة الوطنية بقلم الشيخ فراج دردير يشيد فيه بالوحدة الوطنية، ومن دماء شهداء أكتوبر 1973 عبرت مصر الأحداث الطائفية، وتوحد المسلمون والمسيحيون في إطار المشروع القومي من أجل تحرير الأرض، مثلما توحدوا في ثورة 1919 التي كان أغلب قياداتها من أعضاء المؤتمرين القبطي والإسلامي اللذين انعقدا في 1911.
ومثلما رفضا سويًّا تمثيل الأقليات في دستور 1923 وقاتلا معًا في حرب فلسطين 1948، وفي الكفاح المسلح في القناة ضد الإنجليز 1951، وفي 1967، وصولًا إلى 1973. فحينما يوجد المشروع الوطني أو الاجتماعي تتوحد مصر، والعكس في غيابه، وفي فترات الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي تفترق الأمة وتتناقض مع نفسها هذا ما حدث ويحدث.

اللواء فؤاد عزيز غالي
اللواء فؤاد عزيز غالي، الذى كان على رأس تشكيلات جيشنا التي اجتاحت قناة السويس عبر قطاع القنطرة، ودمرت خط بارليف وحصونه واستولت على نقاطه الحصينة في هذا القطاع، وحررت مدينة القنطرة شرق، حيث حرص اللواء فؤاد عزيز غالي الذي كان قائدا لإحدي الفرق العسكرية الرئيسية على أن يكون وسط قواته لحظة تحرير تلك البلدة العزيزة على كل مصري.
والفريق (فؤاد عزيز غالي) من مواليد عام 1927 م بمحافظه المنيا، فور تخرجه تم إرساله للمشاركة في حرب فلسطين التي جرت عام 1948 م حيث شارك في المعارك التي جرت حول مدينة رفح، وشارك أيضا في حرب 1956م، وفي حرب 1967 م، حيث كان رئيسا لعمليات الفرقه الثانية مشاة.
وفي حرب أكتوبر 1973 م، كان السيد اللواء فؤاد عزيز غالي قائدا للفرقه 18 مشاة التي كلفت باقتحام قناه السويس في منطقة القنطرة، وتدمير القوات الاسرائيلية وأسلحتها في النقاط الحصينة، وعلي الأجناب، وتحرير مدينة القنطرة شرق، والاستيلاء على كوبري بعمق 9 كيلو مترات في بداية المعارك في أكتوبر 1973.
وظل البطل الفريق فؤاد عزيز غالي محافظا على انتصاراته طوال فترة الحرب، كما قام بتأمين منطقة شمال القناة من القنطرة إلى بورسعيد في مواجهة الهجمات المضادة الإسرائيلية. وفي الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 1973 م، عين قائدا للجيش الثاني الميداني.
وبعد خروجه من القوات المسلحة تولي الفريق فؤاد عزيز غالي منصب محافظ جنوب سيناء، ورحل الفريق فؤاد عزيز غالي عن دنيانا الفانية في 2000 م، وودعته مصر كُلها بجميع أطيافها من إحدي كنائس مسقط رأسه بعد حياة حافلة بالعطاء والحب لمصر.

اللواء شفيق متري سدراك
أول شهيد سقط على أرض سيناء في حرب ٧٣، هو اللواء شفيق متري سدراك، الذي ولد عام 1921 بقرية المطيع مركز أسيوط. حيث قضى اللواء شفيق عامين في كلية التجارة، لكنه سرعان ماعدَل من رأيه، حيث التحق بالكلية الحربية التي تخرج فيها عام 1948 مقاتلًا في سلاح المشاة.
ومنذ اليوم الأول في الكلية الحربية والشهيد شفيق متري يُظهر تفوقًا ملحوظًا مهّد له الطريق ليكون من الضباط القلائل الذين حصلوا على شهادة أركان حرب وهو لم يزل برتبة رائد.
وقد تم اختياره للعمل كمدرس لمادة التكتيك بالكلية الحربية ثم كبيرًا للمعلمين بها، وكان التميز القاسم المشترك لحياة الشهيد البطل شفيق متري داخل أروقة الكلية الحربية وفي ميدان المعركة، خاصة في المعارك التي خاضتها مصر قبل انتصار أكتوبر ١٩٧٣.
فقد اشترك الشهيد البطل متري في حربي 1956 و1967 وكان قائدًا لكتيبة المشاة التي حاربت في منطقة أبي عجيلة وكبدت العدو خسائر كبيرة وحصل على إثرها على ترقية استثنائية بسبب هذه المعركة.
بعد حرب ١٩٦٧ تمركز البطل الشهيد مع قواته بالقطاع الأوسط، وشارك في معارك حرب الاستنزاف ليسجل بطولات متعددة.
جاء الموعد وصدر قرار حرب ١٩٧٣ وبدأت المعركة حتى جاء يومها الرابع العاشر من أكتوبر؛ حيث كان البطل شفيق يقود أحد ألوية المشاة المدرعة التابعة للفرقة ١٦ بالقطاع الأوسط في سيناء، وبينما كان يتقدم بقواته بمسافة كيلو متر كامل في عمق سيناء كانت تلك اللحظة التي فاضت روحه فيها إلى بارئها، روح سكنت مصر في قلبها فنال من أجلها الشهادة.