حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الجمعة، من أن التدهور في العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي أصبح مزمنًا.
وقال لافروف في اجتماع مع أعضاء رابطة الأعمال الأوروبية في روسيا إن "التدهور أصحب مزمنا. السنوات السبع الماضية من العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي كانت سنوات من الفرص الضائعة."
وأشار إلى أن الاقتراح البناء الوحيد الذي قُدم في الأشهر الأخيرة - المبادرة التي قدمتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعقد قمة طارئة بين روسيا والاتحاد الأوروبي "حادت عن هدفها ودُفنت في متاهة من المنطق السخيف".
وأضاف: "بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي قرروا أن مثل هذه القمة ستكون هدية لروسيا. لسنا بحاجة إلى هدايا، ولا نتوقعها من أي شخص، ونواصل العمل ليس من أجل الحصول على أي منها".
وشدد لافروف على أن الوضع الحالي ذهب بعيدا جدا ولن يتمكن أحد من تغييره بين عشية وضحاها، حيث قال "تضررت الثقة بشكل خطير للغاية
نتيجة سلسلة من الإجراءات الأحادية التي اتخذتها أوروبا. لكننا نعتقد أنه من المهم عدم تفاقم هذا الوضع، الذي نعتبره خطيرًا للغاية، وعلى الأقل الامتناع عن مزيد من المضايقات والعوامل السلبية التي من شأنها فقط الحفاظ على الجمود السلبي وتكوينه في السنوات الأخيرة ".
وعلى صعيد متصل أفاد وزير الخارجية الروسي بأن روسيا تتابع عملية تشكيل التحالفات السياسية في ألمانيا وستعمل مع أي حكومة ألمانية.
وقال لافروف ردا على سؤال حول آفاق التعاون التجاري بين البلدين بعد الانتخابات الألمانية، أثناء اجتماعه مع أعضاء رابطة الأعمال الأوروبية: " سنحترم أي خيار للشعب الألماني. لن نحاول التظاهر بأن لدينا أي حق في أن نقرر للألمان حكومة يحتاجون إليها الآن. بطبيعة الحال، نحن نراقب تشكيل التحالفات وسيكون من المهم بالنسبة لنا العمل مع الحكومة الألمانية، مهما كانت".
وبشأن العلاقات الفرنسية، أكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يدرسان تحديد موعد للتواصل على مستوى قمة.
وقال ردا على سؤال حول الوضع الحالي لانعقاد قمة "أعتقد أن علاقاتنا متنوعة على جميع المستويات. هناك اتصال وثيق للغاية بين الرئيسين. إنهما يفكران حاليا في موعد مثالي لاتصال آخر على مستوى القمة. وهذا يساعد دائما العلاقات الروسية الفرنسية".
وشدد لافروف على أن روسيا وفرنسا حافظتا على اتصالات بصيغة "2+2" بين وزيري الخارجية والدفاع، كما تعاونتا بشكل جيد في الاقتصاد.
وتابع لافروف "فرنسا هي شريكنا الاستراتيجي الرئيسي والجاد منذ وقت طويل.. العلاقات معها مهمة بشكل عام لتحقيق توازن في أوروبا ولتعاوننا مع الاتحاد الأوروبي".
ومن ناحية أخرى أعلن وزير الخارجية الروسي، أن بلاده تعارض نقل البنية التحتية العسكرية للولايات المتحدة والغرب من أفغانستان إلى دول آسيا الوسطى.
وقال لافروف، خلال لقاء مع ممثلي رابطة الأعمال الأوروبية: "نُذكر باستمرار جميع زملائنا الغربيين بأننا ضد نقل البنية التحتية العسكرية من أفغانستان أو وضع بنية تحتية عسكرية جديدة في جمهوريات آسيا الوسطى".
وأضاف لافروف:" الأمريكيون يقولون إن هذا مهم لهم لكي يتمكنوا من شن ضربات مستقبلا"، موضحا أن ذلك سيحول على الفور الدول التي تقدم مثل هذه الخدمات لواشنطن إلى هدف للإرهابيين.