استنفر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، ما تردد حول زواج رجل من ٣٣ امرأة خلال عامين، الذي يعمل كمحلل شرعي للأزواج حتى لا تتعرض البيوت للهدم، بعد طلاق الزوج زوجته ثلاث طلقات.
وجاء تعليق دار الإفتاء المصرية على ذلك أن هذا الزواج غير صحيح شرعا، ولا يترتب عليه أي أثر من آثار عقد الزواج الصحيح، حيث ذكر الحديث الصحيح المروي عن النبي محمد يقول: "لعن الله المحلل والمحلل له"، كما أن النبي، سمى الشخص الذي يقوم بذلك بـ"التيس المستعار"، وهي مبينة أن "حكم التحليل تابع لاشتراط التحليل في العقد، فإن شرط في العقد، فقد ذهب كل من المالكية والشافعية والحنابلة إلى بطلانه".
وقرر محمد الملاح "المحلل"، يعمل محاسبا، أن يكون محللًا للشخصيات القريبة منه أو من خلال أشخاص يعرفها جيدًا، وأنه لم يحصل على أي مقابل مادي، ويقوم ذلك بدون مقابل لوجه الله، وزوجته تعلم جيدًا أنه يفعل هذا الأمر لكي لا تُخرب البيوت، وأنه يتزوج زواجًا شرعيًا ويدخل بزوجته وتكتمل كافة أركان الزواج، ويفعل ذلك منذ عامين.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة آمنه نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة القاهرة: إن المحلل كما يلقبه بعض الفقهاء ب"التيس"، وذلك دليل على أنه عمله عمل فاسد، وبالتالي فأمر المحلل أمر فاسد لا يحل حلالًا ولا يحرم في عالم الأسرة، الله سبحانه وتعالى سمى الميثاق الذي يضمن حياة الأسر "بالميثاق الغليظ"، ومن هنا لا يجب التلاعب بالميثاق الغليظ بأي مصطلح آخر.
واكدت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن موضوع المحلل مرفوض، متابعة أن هناك بالفعل حالات تصادفنا تطلب أو تحتاج محلل، ولكننا نرفضها، لان ليس لها حلال يحترم.
واضافت أن بدائل المحلل هو الميثاق الغليظ الذي قرره الله لبناء الأسرة "وجعلنا بينهم ميثاقا غليظا"، والميثاق لدى المسلمين هو أن يذهبوا إلى اهل التخصص ويعقد القران بإعلان وشهود موافقة الطرفين.
ومن جانبه الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الطلاق الشفوي هو السبب الرئيسي في احساس الزوجه بالضياع، وذلك اتاح فرصة لظهور مايسمى بالمحلل، لذلك وجب القضاء على هذه الظاهرة لعدم انتشارها لانه زنا تحت اسم الله.
وألمح الجندي، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، إلى أن زواج رجل من ٣٣ امرأة بغرض الرجوع مرة أخرى إلى زوجها الاول حتى لا تهدم البيوت حسب تعليقه، أمر غير مقبول وهو حرام شرعًا، متابعا أنه لا يوجد شئ يسمى المحلل في الدين لأن الله لعن المحلل والمحلل له، ومن العيب التحدث في هذا الأمر، ولابد أن يخضع هذا الموضوع للقانون لحسم الجدل فيه، وعلى مجلس النواب اتخاذ الإجراءات في هذه القضية.