استضافت «البوابة نيوز»، الدكتور جمال شعبان، استشارى أمراض القلب، وعميد معهد القلب السابق، فى ندوة تضمنت محاور مهمة، من بينها: الفارق بين الإغماء والسكتة القلبية، وكيفية تعامل مرضى القلب مع أزمة فيروس كورونا؟، وهل تتعارض لقاحات كورونا مع علاج القلب؟
وقد عرضت «البوابة»، «بثًا مباشرًا» للندوة، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، تلقت من خلاله أسئلة المتابعين، والتى أجاب عنها الدكتور جمال شعبان.
كما ناقشت الندوة، المبادرات الرئاسية، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لا سيما مبادرة «100 مليون صحة»، وتطرق الحديث أيضًا إلى شرح طريقة وتفاصيل إجراء جلسة إنعاش القلب، باستخدام اليدين فقط، قبل وصول الإسعاف، لإنقاذ الحالات المرضية المفاجئة.
وفى بداية الندوة؛ رحب الكاتب الصحفى نصر عبده، نائب رئيس التحرير التنفيذى لمؤسسة «البوابة»، بالدكتور جمال شعبان، ونقل له تحيات الكاتب الصحفى عبدالرحيم على، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «البوابة»، ورئيس تحريرها.
ومن جانبه؛ أعرب الدكتور جمال شعبان، استشارى أمراض القلب، وعميد معهد القلب السابق، عن سعادته بتواجده فى مقر «البوابة»؛ مؤكدًا أن «البوابة»، مؤسسة صحفية وإعلامية محترمة، تتبنى حملات مفيدة لصحة المصريين.
وقال «شعبان»، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، سبقنا فى أشياء كثيرة جدًا، ويعلم أن أمراض القلب هى القاتل الأول فى العالم، واستعلم عن أسبابها، وعلم أن الضغط والسكر والوزن الزائد والتدخين من بين الأسباب، فأطلق حملة «١٠٠ مليون صحة»، غير المسبوقة، والتى أشادت بها منظمة الصحة العالمية ودول كثيرة فى مقدمتها الولايات المتحدة؛ موضحًا أن ٦٠ مليون مواطن تقريبًا، أجرى لهم فحوصات الضغط والسكر والوزن. وأضاف الرئيس أن هذا الكنز المعلوماتى الاستراتيجى نريد أن نرى الدراسات التى طبقت عليه، وينبثق من هذه المبادرة مركز أبحاث ٦٠ مليون صحة، يرسم لنا خريطة أمراض القلب والصحة فى مصر حتى ٢٠٣٠ وما بعد ذلك. وأكمل بأنه عندما أعلم عدد مرضى الضغط، والسكر، وأصحاب الوزن الزائد.. سأتوقع النسبة التى يمكن أن تصاب، وأعلم أى محافظة بها نسبة أكبر، ونجمع معلومات كثيرة جدًا، قد تكون قاعدة لرسم سياسة واستراتيجية الصحة فى العقدين القادمين.. نريد مركز أبحاث متخصصا فى الـ«data curve strategy» غير مسبوق عالميًا.
وأشار إلى أن القلب عضو مهم جدا، إن لم يكن هو الأهم على الإطلاق، لأن فيه صلاح كل أعضاء الجسم، كما قال المصطفى «صلى الله عليه وسلم»، والذى أعتبره أعظم طبيب قلب فى التاريخ.
وأكد الدكتور جمال شعبان، أن الغضب والتوتر مقدمة لكل أمراض القلب، والقلب لا يسمح له بالراحة، ولو لثوانٍ، عكس باقى أعضاء الجسم.
خلال خمسة أيام عقار مُستحدث يقضى على كورونا
وأعلن عميد معهد القلب السابق، أن عقار «مولنوبيرافير»، أول عقار رسمى أنتجته شركة «ميرك»، وهو عبارة عن أقراص يتم تناولها للقضاء على فيروس كورونا، خلال ٥ أيام، دون الحاجة إلى اللقاح، وقد نشرت دراسة حديثة حوله، وأبدت نتائج إيجابية، تجعله أحد أكثر تطورات الأدوية الواعدة، التى رأيناها فى الوباء حتى الآن.
ولفت «شعبان»، إلى أنه فى تجربة دولية، كانت ستختبر الدواء ضد أنواع مختلفة من «COVID»، تم إعطاء الدواء للأشخاص فى المراحل المبكرة من العدوى، الذين لديهم واحد أو أكثر من عوامل الخطر لمرض خطير، ووجد أنه يقلل من خطر دخولهم المستشفى بنسبة ٥٠٪، كما يجب إعطاء الأدوية الأخرى المضادة للفيروسات، وأكثر الأدوية الواعدة حتى الآن «ريمسيفير»، كحقنة فى الوريد، ولكن عقار «مولنوبيرافير» عبارة عن قرص يمكن تناوله فى المنزل.
ومع ذلك؛ كما هو الحال مع جميع التطورات الدوائية الجديدة المثيرة، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البيانات من المزيد من المرضى قبل أن نعرف على وجه اليقين مدى جودة هذا الدواء، وأنه لم يتم فحص بيانات التجربة السريرية من قبل علماء آخرين.
وكان عدد الأشخاص فى هذه التجربة صغيرًا، أقل من ٤٠٠ شخص تلقوا الدواء، كما كانت الأعداد الإجمالية الذين استفادوا من الدواء أقل بنسبة ١٤٪ فى مجموعة العلاج مقابل ٧٪ فى مجموعة العلاج الوهمي؛ مشيرًا إلى أن هذا يعنى أن الكثير من الناس بحاجة إلى إعطاء الدواء حتى يكون له تأثير حقيقي.
وبدت الآثار الجانبية مقبولة أيضًا فى البيانات المنشورة حتى الآن، ولكن مراقبى الأدوية سيرغبون فى رؤية المزيد من المعلومات قبل أن يعطوا دواءً مثل هذا اهتماما واسعا، ويعتبر هذا العلاج فرصة حقيقية، خاصة لأولئك المعرضين للإصابة بالمرض ولكنهم غير قادرين على الحصول على اللقاح، أو من غير المحتمل أن يقوموا باستجابة مناعية قوية له.
وعن طريقة وتفاصيل إجراء جلسة إنعاش القلب باستخدام اليدين فقط قبل وصول الإسعاف؛ قال «شعبان»: «فى حالة السقوط المفاجئ لأى شخص، تقوم فورًا بالنداء عليه، فإذا لم يرد وكان فاقدًا للوعي، تقوم سريعًا باستلقاء المريض على ظهره، وتبدأ بإجراء جلسة الإنعاش القلبى لإنقاذ حياته، بتشبيك اليدين، ويكون الذراعان بكامل استقامتهما، والضغط بهما فى منطقة منتصف الصدر، ناحية عظمة القص».
وأضاف: «مع مراعاة تجنب الضغط ناحية الضلوع لتجنب حدوث كسر فى الضلوع، ويكون عدد مرات الضغط مائة ضغطة فى الدقيقة ثم أخذ قسط من الراحة فى حالة أن شخصا واحدا يقوم بهذه العملية، أما إذا كان هناك شخصان يقومان بهذه العملية فيتناوب عدد المرات بينهما، ويكون نصيب الواحد منهما مائة ضغطة، إلى أن يأتى الإسعاف أو التعامل عن طريق جهاز الصدمات»؛ مطالبًا، بسرعة إنقاذ المريض أولًا عبر جلسة إنعاش القلب، دون تضييع وقت فى طلب الإسعاف.
أسباب انتشار أزمات القلب بين الشباب
وأوضح استشارى أمراض القلب، أن هناك سببين لانتشار أزمات القلب بين الشباب، والفئات العمرية الصغيرة، الذى انتشر فى الآونة الأخيرة؛ الأول: «السوشيال ميديا»، والتى جعلت العالم يتحول إلى قرية صغيرة، والثاني: الضغوط النفسية التى يعانى منها بعض الشباب؛ منوهًا إلى أن معدل الوفيات فى الولايات المتحدة الأمريكية يصل إلى ٣٠٠ ألف حالة وفاة فى العام، وأن السبب هو الهبوط أو الوراثة.
وتابع الدكتور جمال شعبان، استشارى أمراض القلب، وعميد معهد القلب السابق، بأن المخدرات والبرشام والتدخين والأدوية كمكمل غذائى الرياضة العنيفة يؤثر بالسلب على القلب.
علاقة طبيب القلب وسرية المهنة
وأكد «شعبان»، أن طبيب القلب لا بد أن يتحلى بصفة الأمانة والسرية على أعراض المريض؛ مشيرًا أن الأطباء هم ورثة الأنبياء، ويجب أن يكون فى كل مركز من مراكز الجمهورية عيادة للقلب؛ لافتًا إلى أن عضلة القلب تضخ الدم بنسبه ٦٠٪، والـ٤٠٪ الباقى تحافظ على شكل القلب الطبيعي، وأقل من هذه النسبة يحدث مشكلات فى القلب.
السمنة ومرض القلب
وأوضح «شعبان»، أن السمنة تؤثر بشكل كبير على القلب مما يترتب عليها زيادة الدهون على القلب مما ينتج عنه ضعف عضلات القلب؛ مشيرًا أن منظمة الصحة العالمية قد أكدت أن أخطر وجبة تؤثر بشكل كبير على القلب وهى وجبة آخر الليل.
علاقة القهوة بمرضى القلب
وأوضح «شعبان» أن تناول القهوة مفيد للقلب من ٣ لـ٥ فناجين فى اليوم بدون سكر وبدون حليب، وأكد أن الرياضة تحافظ على الأوعية الدموية للقلب عكس الشخص غير الرياضي.
الفرق بين السكتة القلبية والإغماء
الفرق بين السكتة القلبية والإغماء، كما يرى الدكتور جمال شعبان، هو أن الإغماء أمر طبيعي، من الممكن أن يحدث من اختناق، ويمكن مساعدته عن طريق قياس النبض والتدليك والمساج، أما السكتة القلبية عند القيام بما سبق.
وعن الأطعمة غير المسموح بها لمرضى القلب؛ قال «شعبان»: «السمنة الصناعى والدقيق والملح والسكر والأرز والمكرونة أكلات غير مسموحة لمرضى القلب»، مؤكدًا أن السمن الصناعى يؤثر بشكل كبير على القلب، وأن مصر تعتبر الثانية عالميًا فى استخدام السمن الصناعى بعد باكستان.