قدمت جمعية رواد قصر ثقافة أسيوط، العرض المسرحى "البحر بيضحك ليه" تأليف نجيب سرور، ومن إعداد وإخراج أحمد ثابت، وذلك ضمن فعاليات مهرجان مسرح الهواة بالجمعيات الثقافية ببورسعيد، برئاسة الشاعر مسعود شومان، والذى تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة د. هانى كمال، بفرع ثقافة بورسعيد بإقليم القناة وسيناء الثقافى برئاسة الكاتب محمد نبيل.
العرض عبارة عن معالجة درامية لمجموعة من نصوص نجيب سرور المسرحية والشعرية من ثلاثية بهية وياسين، وآه يا ليل يا قمر، وقولوا لعين الشمس، وعن النص المسرحي منين أجيب ناس، ومقتطفات من بروتوكولات حكماء ريش، ومذكرات جنونية من دفتر هاملت، يستلهم نجيب سرور هذه الأسطورة الفرعونية ليمزجها بالسيرة الشعبية لحسن المغنواتي الذي يكره العمد غناءه لما فيه من حس وطني وسخرية تهز هيبتهم، فيتآمروا لذبحه والقائه في النيل، لتبدأ نعيمة رحلتها في البحث عن هذا الجسد الذي يمر علي جميع عموم بر مصر، ولكل مكان قصة تسمعها نعيمة من أبطال المكان "فلاح، راعي، عامل".
أعقب العرض الندوة النقدية، "الدراما مش حصل، وها يحصل ايه، الدراما يعنى امتى وفين وليه، هكذا بدأ د. عمرو دوارة الندوة، موضحا أن أستاذه الاول فؤاد دوارة وأستاذه الثانى كرم مطاوع، ثم نجيب سرور الفيلسوف والمناضل المسرحى النبيل، ثم وجه التحية للممثلة وفاء ممدوح ووصفها بالرائعة فى دورى نعيمة وبهية، وقام بتصحيح بعض المصطلحات فى محاولة لإزالة اللبس عنها، قائلا: الدراماتورج هو المسئول عن النص، والمخرج عن بقية العناصر كلها؛ كما تحدث الناقد حمدى حسين عن الشعر قائلا: ليس كل ما هو مقفى فقط وفصيح، الشعر لو هز قلبك يكون شعرا حقيقيا، وهناك مشكلة فى الإعداد حيث كان يحتاج إلى تفاصيل إضافية، ثم تساءل هل ظهور نجيب سرور أضاف للعمل أم أن دخوله مجرد تذكره فقط، وأوضح أن الدراماتورج هو خبير فى كل العناصر مع المخرج، يغير فى الدراما وفى كل شىء، وعلينا أن نفهم ماذا يعني الدراماتورج.
قال د. أحمد عزت نحتفى اليوم بالمسرح الذى بدأ شعرا، وبالنسبة لشخصية نجيب سرور.. هناك ضرورة لتسجيل صوته، وكان من الممكن استغلال صوته الطبيعى، وبالنسبة للمنظر المسرحى، كان القمر بين شراعين باللون الابيض، ومعنى ذلك أنني كنت أنتظر اللعب بالإضاءة، والموسيقى كانت فى أعلى حالاتها، وهناك تشابه بين المسجل والطبيعى فيها، وذكاء شديد في التعبير الحركى، والنزول إلى الصالة كان مبررا، أما مشهد المركب فلو كان مرسوما بالمسطرة فلن يأتى بهذا الجمال.
بدأ الناقد محمد الروبى بالنداء على الممثلين لتحيتهم، موضحا أنهم أولاد مشروع ابدأ حلمك، وهذه رسالة لشباب مصر مفادها أن الفن لا بد أن يُتعلم أولا، والعرض كان جميل إلا قليل، أما عن الكتابة.. فهي جهد جبار لانه يجمع النصوص مع ديوانين ويبحث عن خط يجمعه، لكن الختام كان مبتورا، وذلك لأن الدراماتورج لم يضع له هدفا واضحا، وأنه جمع هذه الشخصيات مع بعض عن طريق الاستدعاء من العالم الآخر من خلال بيت شعر بسرور يقول فيه البذور لا تموت حين تدفن، ثم يستدعى ساحرات ماكبث ليقدم بهية، ولكن طال تقديمه لها، موضحا أن البطلة تميزت بأنها محافظة على الحالة العامة للعرض، فهى بهية وهى نعيمة وهى ايزيس، وأضاف أنه كان على المخرج أن يكسر السوماترية ما بين شراعين، والموسيقى هى تبطين للحدث وكانت أعلى فأحدثت تشويشا، وكان الاختيار للمؤثرات والأغاني جميل.
