جمعة عبد المنعم، شاب في الثلاثينيات من عمره، لم يكتب له التوفيق في الدراسة فسعى أن يمتلك مهنة خاصة يستطيع أن يكمل حياته بها ويكون أسرته معتمدا على هذه المهنة، فاختار أن يصبح "مكوجي" لما لهذه المهنة من انتشار كبير في المجتمع المصري.
لكن كل المعتاد في أغلب المهن لم تكن البداية سهلة ليبدأ جمعة مشروعه الخاص بل عمل كصنيعي في عدد من المحلات حتى تمكن من إتقان المهنة ليبدأ التفكير في أن يكون له مشروعه الخاص، فاستطاع بعد سنوات أن يكون له المحل الخاص به ويصبح معلم يعمل معه أكثر من صنيعي.
ويؤكد جمعة أن مهنة المكوجي تقتضي الأمانة لأنها تدخل إلى أغلب البيوت، فلا بد أن تربطك بالزبائن علاقة جيدة قائمة على الأمانة، حيث يحكي أحد المواقف التي حدثت له أثناء عمله فقد طلب منه أحد زبائنه تنظيف عدد من البدل أخذها من والده المتوفى كذكرى له، وأثناء العمل وجد جمعة مبلغ من العملة الأجنبية "دولارات" في جيب إحدى البدل، فكان يستطيع أن يأخذ هذا المبلغ لنفسه فالزبون لا يعرف به ولكن فضل أن يرده لصاحبه مؤكدا أن الرزق الحلال والأمانة أفضل.
ويضيف جمعة أن جائحة كورونا أثرت كثيرا على عمله بسبب مخاوف الناس من انتشار الوباء عن طريق الملابس، لكن استطاع ان يعبر هذه الأزمة بالصبر حتى بدأت الأمور تعود لطبيعتها مرة أخرى، مؤكدا أن الظروف بدأت في التحسن وأن من يقول أن البلد لا تتقدم فهو مخطئ فلم يكن لكثير من المهن العمل في هذه الظروف إلا إن كان هناك تحسن في الوضع قائلا" الدنيا مشية والحمد لله بقدر أدفع الإيجار والمياه والكهربا وربنا بيرزقني أنا والثلاثة صنيعية اللي شغلين معايا وده رضى ويأكد ان البلد ماشية تمام".
وفي نهاية حديثه وجه جمعة رسالة للشباب الذي لم يحالفه الحظ في الدراسة حيث قال:" لو فشلت في دراستك مش معناها أنك تصيع وتضيع مستقبلك لا أنت تتعلم صنعة وتفتح مشروعك وربنا هيكرمك".