رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في دقة عربية القرآن الدلالية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

* القرآن كتاب ألفاظ ومعانى لتلك الألفاظ ومدلول محدد لكل لفظ يفرقه عن غيره من الألفاظ.

 وعربية القرآن عربية المصحف دقيقة للغاية وحصرية الدلالة لكل لفظ وربى عندما استخدم العربية خلصها كلغة من كل عيوبها فقد كانت تعج بالمجاز وليس لها قدرة على الإيجاز، وتتسم بالتداخل الدلالى والمشتركات الدلالية بين الألفاظ، كما كان الاستخدام البشرى لها يعج بالترادف والتداخل الدلالى والإفراط فى المجاز وعدم القدرة على الإيجاز والتحديد، ولم تكن هناك حدود ابستمولوجية معرفية للفظ تحدد مجاله الدلالى وافتراقه عن غيره من حيث تلك الحدود الدلالية، وكانت حياة العرب الفكرية قائمة على الشعر والشعر لا يعيبه الترادف بل يزيده حسنا وقدرة، ثم جاءت عربية القرآن لتتعامل مع ألفاظ العربية بدقة حصرية لا مثيل لها ودقة دلالية لا زيادة فيها ولا ترهل ودقة فارقة تفرق دلالة كل لفظ عن غيره فالله دقيق للغاية ومعجز بلا حدود وقدرته بلا حدود واستخدامه للغة استخدام فريد دقيق عجيب يعجز عنه البشر طبعا فعربية القرآن دقيقة وهى غير عربية الناس، واستخدام ربى للغة والتعبير بها يختلف تماما عن استخدام البشر للغة طبعا
*  حيث لا يوجد (لفظان) فى عربية المصحف لهما نفس الدلالة فالله دقيق ومعجز فى كتابه، فزوج لها دلالة تختلف عن بعل مثلا حيث حيث مجال  دلالة الثانية أقل عن دلالة الأولى فبعل دلالتها تنقص عن زوج، حيث تنتفى العلاقات الجنسية الحمية وتنقص من لفظة بعل، فبعل هو زوج نعم لكن لا توجد علاقات جنسية وعليه تكون دلالة زوج أوسع من دلالة بعل قال تعالى (قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴾. هود (72)

*  والإسلام غير الإيمان فالإسلام فى عربية المصحف هو دين الله الواحد لكل أهل الكتاب يهودى ومسيحى ومحمدى، والإيمان فى عربية المصحف يعنى الإيمان بالشريعة الخاتمة أحد شرائع الدين الواحد الإسلام (قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ).

*  والكتاب ليس هو القرآن فالقرآن أكبر مكونات الكتاب الأربعة ودليل ألوهية الرسالة الخاتمة، وهو مجموع الآيات البينات بعيدا عن الرسالة التى هى الآيات المحكمات
قال تعالى (وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَىٰ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (37 يونس)

* ولفظة (الرسول) لها دلالة مختلفة فى عربية المصحف عن (النبى)، فالرسول تعنى الرسالة الدين وفى المصحف الأسوة للرسول والطاعة للرسول وليست للنبى فالطاعة للرسول أى الطاعة للرسالة والأسوة بالرسالة التى هى دين الله قال تعالى {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }  [الأحزاب 21]

*  والقرآن ليس الفرقان والكتاب غير أم الكتاب التى هى الرسالة الآيات المحكمات قال تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ...) [آل عمران:7].

*  والوفاة غير الموت وجاء غير أتى والإنزال مختلف عن التنزيل والبلاغ غير الإبلاغ والذنب غير السيئة والفعل غير العمل والنبأ ليس هو الخبر والمشركين غير المجرمين غير الكفار، والفقراء ليسوا بالضرورة مساكين، والأب غير الوالد، والأم غير الوالدة والقنوط غير القنوت والرجس غير الرجز والساعة ليست هى القيامة، والعرش غير الكرسى، والمؤمنين غير المحسنين غير الأبرار، والفاحشة غير الفحشاء، والجعل غير الخلق، التبذير غير الإسراف والتمام غير الكمال، والفؤاد غير القلب  والحديث غير الذكر، والحق والعدم، والآيات البينات غير الآيات المحكمات، والصلاة غير إقامة الصلاة، والعام غير السنة غير الحول والهبوط غير النزول، والروح غير النفس والشاهد غير الشهيد، القضاء والقدر، الموت والهلاك، العباد والعبيد، الرحمن والرحيم، الألوهية والربوبية، كلام الله وكلماته،  فكلام ربى هو المصحف أما كلماته فهى مخلوقاته

* وقد يتغير أيضا معنى اللفظ الواحد فى المصحف فمعنى اللفظ فى المصحف غير ثابت، ومعناه يكون حسب النظم والسياق الوارد فيه، حيث يدخله ربى كل مرة فى سياقات جديدة تحمله بمعانى مختلفه جديدة، فزوج قد يعنى شريك الحياة وزوج قد يعنى شريك المهمة والعمل وزوج قد يعبر عن المفرد من أزواج الطير أو الحيوانات وهكذا يلبس الله اللفظ معانى جديدة عبر إدخاله فى سياقات مختلفه تغير معناه وتغير دلالته يقول تعالى {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} [الصافات 22 - 26]. 
وهنا الزوج بمعنى شريك المهمة وليس شريك الحياة

* وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ ﴿١٢ النساء﴾
وهنا الزوج بمعنى الزوجة شريكة الحياة 
* ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ﴿١٤٣ الأنعام﴾
وهنا الزوج بمعنى المفرد من النوع

* كذلك إذا اختلف رسم اللفظ الواحد فى المصحف اختلفت على الفور دلالته  فربى دقيق للغاية ومعجز عندما يستخدم اللغة العربية غير استخدام الناس لها طبعا عربية الله غير عربية الناس فربى دقيق الدلالة لكل لفظ ومحدد الدلالة ويفرق الدلالة عن بعضها،

* فمثلا  (رأى)   تختلف فى دلالتها عن( رءا) فى عربيه القرآن حيث تعبران عن نوعين مختلفين من الرؤيا حيث تعبر  الأولى (رأى) عن الرؤية فى المنام اى الحلم بينما تعبر الثانيه (رءا) عن الرؤية الحقيقيه بالعين المجردة، و(سبحن) غير (سبحان) فى عربيه المصحف و(صحبه) غير( صاحبه) و(امرأة) غير (امرأت) و(صلاة) غير (صلوة) غير (صلوت) و(يسطع) غير (يستطع) و(نعمة) غير (نعمت) و(رحمة) غير (رحمت) و(اسطاعوا) غير (استطاعوا) و(يطهرن) غير (يتطهرن) (يبسط) و( يبصط)و (  نبأ) و(أنبأ) و......