لعله من مفارقات الأقدار، أو قل من الهم والغم، أن يرتبط عمل الصحفي بالأحداث الساخنة.. والتي في أغلبها لا تكون سعيدة أو مبهجة بكل أسف، فتراه يبلي بلاء حسنًا (أووووي) في الكوارث والمصايب (الشر بره وبعيد) حتى أن البعض يشبهون طبيعة عمل الصحفي بالحانوتي الذي يسعد ويرزق بالأموات.
لكن بطبيعة الحال فإن قصر المسألة عند هذا الحد ينطوي على كثير من الظلم بل الإجحاف أو على أقل تقدير تضييق الفهم لرسالة الصحفي التي من المفترض أنها مقدسة وأنها السلطة الرابعة وأنه عين وضمير المجتمع وأنه صوت الجماهير وووووو.. إلى آخر هذه القائمة الممتدة من القيم التي يرى كثيرون أنها غابت بكل حسرة وندامة عن الكثيرين، حتى أصبح العمل بالصحافة مهنة من لا مهنة له.. وذلك بسبب العديد من العوامل المحيطة التي لا تخفى على أكثر المهتمين.
لكن وعلى أية حال فإن "الصحفي الحق" يحاول مقاومة كل هذه المنحدرات والالتواءات والانحناءات ليحاول الاحتفاظ بأكبر قدر من احترامه لنفسه أولا ولمهنته التي ينتمي إليها وللمؤسسة التي يعمل بها قدر المستطاع.
وفي هذا المجال.. فإنه يتحتم على العاملين ببلاط "صاحبة الجلالة" البحث عن موطئ قدم لتقديم موضوعات صحفية ترتقي بالقراء والمجتمع معًا عبر غرس القيم النبيلة فيما يكتبون، ودق أجلااس الخطر عن الظواهر السلبية والقيم الهدامة التي تحاصر بلادنا وتتآمر علينا لتقذف بنا إلى هوة سحيقة لا يعلم مداها أحد.
بالبلدي كده
طيب حد هيسألني: إيه علاقة كل ما سبق بالعنوان بتاع (رجل الحمار.. نخلي الصحفي عمره ما يحتار) أقول لكم بكل صراحة تذكروا جيدا المثل الشهير "الشاطرة تغزل برجل الحمار"، فمن اللازم فتح آفاق إعلامية جديدة للوصول إلى تغطيات تنموية تبني ولا تهدم، تعلي ولا تخفض، تساهم في نهضة الأجيال القادة وتستلهم العبرة من التاريخ المشرف بعيدًا عن القيك الهدامة.
