أكد الناقد الدكتور عادل ضرغام، رئيس قسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة الفيوم، أن كتاب "الوقاية من العنف" يهدف لتبرئة جوهر الدين الإسلامي مما ينسب إليه من العنف والتطرف، وأن الكتاب يحتاج إلى إعادة نشر في الهيئات المتخصصة بالتعليم أو بوزارة الأوقاف ليحقق أهدافه التربوية المرجوة.
وأضاف "ضرغام" خلال كلمته لمناقشة كتاب "الوقاية من العنف.. قراءة تحليلية في الحديث النبوي الشريف" بالمركز الدولي للكتاب، أن فكرة الكتاب تقوم على التفريق بين النصوص والخطابات، حيث يرتبط التجديد بالخطابات لأنها اجتهادات بشرية يمكن أن تؤدى في النهاية إلى التشدد والتطرف، بينما لا يمكن التجديد في النصوص الجوهرية لدين، ومن المهم مراجعة مثل هذه الخطابات لتتوافق مع رؤيتنا المصرية والحضارية. حيث تأتي مشروعية "تجديد الخطاب الديني" من مراجعة الخطابات البشرية والمفاهيم المُستفادة من الدين لكنها ليست هي النصوص الأصلية المتمثلة في الحديث الشريف وفي القرآن الكريم.
وحول أهداف الكتاب، شرح "ضرغام" عددا من الأهداف التي حاول المؤلف الوصول إليها، وما ترتب على ذلك من طريقة عرضه للكتاب، قائلا: إن المؤلف حدد أهدافا من البداية، وهو ما يبرر لي مجيء الكتاب على هذا النحو من السهولة والبساطة بحيث لا يُدخل القارئ في كثير من المناقشات أو القضايا التي تحتاج لإعمال الذهن فيشتت القارئ.
وتابع: من هذه الأهداف تبرئة الدين الإسلامي في جوهره من كل ما يرتبط به من أشياء يقوم بها بعض المنتسبين إليه، وهو الهدف البارز والأكثر حضورا، كما أنه يسعى لرفع القداسة عن كثير من الأشخاص الذين يتحدثون باسم الدين، وليست هذه تعرية من أجل الإساءة ولكن من أجل أن تكون الرؤية واضحة، كما أنه يضع إطارا عاما للتربية والتنشئة والتقويم، لأن كتابة المؤلف نفعية كاشفة يبتغي منها إيصال رسالته التي يقصدها.
ويعتقد رئيس قسم الدراسات الأدبية أن الكتاب لم يُصنع للنخبة بل صُنع خصيصا لقطاع كبير من القراء مثل طلبة الجامعة ومراحل تعليمية مثل الثانوية والإعدادية، وبدوره لم يتوقف المؤلف عند مصطلحات وقضايا تفصيلية كثيرة رغبة منه في عدم تعطيل رسالة الكتاب، وهذه الأشياء الفرعية موجودة في مظانها وهدفه الأساسي أن يقدم الأشياء في شكل أكثر بساطة لقطاع عريض من الناس منهم، هذه البساطة نلاحظها في التعامل مع ألفاظ الحديث الشريف، فهو لا يثقل ولا يستفيض في الأمر الزائد، بل يقدم ما يقيم به جوانب الكتاب وما يخدم رسالته وأهدافه، ومنها توقفه عند الجانب اللغوي في الكتاب كي يأتي لخدمة أهدافه وخدمة الفكرة والرسالة والمجموع العام.
وشرح "ضرغام" طريقة المؤلف في وضع الكتاب، فمن أجل الأهداف المرجوة يجده لا يتعمق في التفاصيل والتفريعات الزائدة التي تشغل القارئ، بينما يتأنى في المواقف المهمة والقضايا الخطيرة ليعطيها حقها في العرض والبيان، وبدروه يستقصي أراء العلماء المؤيدة والمخالفة لوجهة النظر درء لأي شيء سلبي يمكن أن يحدث جراء الفهم المغلوط لهذه القضايا، ففي مواقف الخطر تتغير نبرته ويتحول لشكل علمي صارم بحيث لا يُعطي الفرصة لأصحاب الأيديولوجيات كي يستغلوا عدم فهم الناس.
واختتم الناقد الأدبي أن كتاب "الوقاية من العنف" يؤسس فعلا للوقاية من العنف، ولأي بادرة مرتبطة بالتشدد والتطرف، متسلحًا في التعامل مع النصوص بـالعقل القياس واستحضار المصلحة العامة ومراعاة السياقات.