الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

د. خالد كمال يكتب.. كيف يستعيد العالم جمالة بعد غياب شبكات التواصل الإجتماعي؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

العديد من الاتصالات  تنهال على وعلى افراد أسرتي من الأصدقاء  والأقارب والجيران جميعهم يسألون سؤالا واحدا:  هو الفيس بوك والواتساب وتويتر مازالوا يعملون لديكم أم أن هناك خطأ ما؟

وكنا مازلنا نتساءل نحن عن ذلك أيضا لم نسأل احد لأننا جميعا توقف عندنا الفيس والواتس آب وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي فادركنا وجود مشكلة عالمية..

العجيب فيما حدث بعد ذلك لقد وضعنا جميعا تلفوناتنا المحمولة جانبا وبدأنا نبحث عن انشطة مشتركة شاهدنا أحد أفلام المغامرات بتركيز نادر لم آراه منذ فترة طويلة تناولنا وجبة الغذاء جميعا مرة واحدة وتبادلنا الحوار حول المائدة مثلما كنا نفعل قبل 2010.

نظرنا بعمق في عيون بعضنا البعض وهو واحد من اكثر مظاهر التواصل إنسانية وحيوية يوصل الأرواح ويقوى روابط الحب بين الناس، كنا نفتقد ذلك ياله من شعور..

هل يمكن ان يستمر العالم بهذه الطريقة التي يتحرر فيها من اسر السوشيال ميديا.

هل نتحرر من هذا الإدمان الساحق  الذى جعلنا قليلي التفكير محدودي التفاعل سطحيي الادراك اوهمتنا بسرعة الوصول للأخر وفي الحقيقة اننا غرقنا في العزلة والوحدة نختزل مشاعرنا في رسالة او تويتة ونشعر بالرضا لمجرد طقطقة الاعجاب على ذلك.

فتحولت اسمى المشاعر الإنسانية الى حالات على وسائل التواصل فالأبوة تتجسد في صورة والأمومة قد نعبر عنها بفيديو نضع الطعام لنصوره ونجتمع مع بعضنا لنلتقط السلفي  دون مشاعر حقيقية كما كنا في الماضى لكن تفرحنا كثرة اللايكات والتعليقات فنرضى ونسترخي بناء على ذلك وابتعدنا شيئا فشيئا عن كل جوهر جميل..

كنت قد قرأت دراسة قامت بها جامعة   بايلور تؤكد ان وسائل التواصل  تساهم في نشر الكراهية بين افراد المجتمع الواحد وأثبتت نفس الدراسة ان كل شخص يقضى 20 دقيقة من كل ساعة اى ان ثلث حياتنا يضيع على السوشيال ميديا  واكثر من ذلك اثبتت الدراسة ان معدلات اجتماع افراد الاسرة قلت جدا بأكثر من 36% بسبب وسائل التواصل الاجتماعي الغريب هو ارتفاع معدلات الطلاق بسبب كثرة المقارنات وسهولة تكوين علاقات مع الجنس الاخر..

اما على المستوى النفسي فقد استشرت الامراض النفسية والاضطرابات السلوكية وماترتب عليها من ارتفاع معدلات الانتحار في العالم انتشرت الامراض السيكو سوماتية وهى الامراض الجسمية ذات المنبع النفسي مثل امراض القلب وقرحة المعدة والاثنى عشر وغيرها 

فلنستغل هذه السويعات التي انقطعت فيها وسائل التواصل لنراجع انفسنا سنكتشف اننا لم نعد نطيق الجلوس بدونها  واننا اصبحنا مدمنين لها بالمعنى الحرفي للكلمة وقد تظهر علينا اعراض انسحابيه مؤلمة نتيجة غيابها..

لكن الامر يحتاج الى ثورة حقيقية عودة حقيقية لما كانت عليه الأوضاع قبل 2006 لنتواصل بشكل حقيقي كامل ولنتحرر من هذا الفخ الشيطاني اللعين الذى افقدنا المعنى الرائع  الملموس لكل شيء جميل في العالم..