المقاتل حسن الزامك: «رجعت قريتى لقيتهم عاملين لى عزاء وفكرونى استشهدت»
تزخر صفحات البطولة التى سطرها المقاتل المصرى فى حرب العزة والنصر في السادس من أكتوبر 1973، بالعديد من القصص التى تلهم الأجيال، وستظل مصدر فخر للأمة، فحكايات الفداء والتضحية لأبطال القوات المسلحة يتغنى بها الجميع، وكلمات الثناء والشكر لا تكفيهم، فهم خير أجناد الأرض، وهم من ضحوا بالغالى والنفيس من أجل وطنهم، أبطال لا يهابون الموت، ويرفعون شعار النصر أو الشهادة، أما الهزيمة فلا تعرف لهم طريقًا، وهذا هو حال العسكرية المصرية التى أثبتت، وما زالت أن وطنيتها وولاءها للشعب فى المواقف المصيرية، وأكدت القوات المسلحة صلابتها واستعدادها القتالى فى مواجهة الأحداث الداخلية والمؤامرات الخارجية. وتحتفل مصر هذه الأيام بمرور 48 عامًا على انتصارات السادس من أكتوبر، ذكرى غالية على قلوب المصريين، ذكرى الانتصار العظيم الذى سيظل محفورًا فى وجدان كل مصري، ليدعونا للفخر بالعسكرية المصرية التى رفعت أعلام النصر، وأنجزت بالإيمان والقوة والروح أسمى عمل عسكرى فى تاريخ مصر والأمة العربية.
وفى هذه الذكرى الغالية، تعرض «البوابة نيوز » نماذج لأبطال مصر، لا يعرفهم الكثيرون، ولم يسمعوا أو يقرأوا عنهم كثيرًا، ومن هنا قررنا تسليط الضور عليهم، لنؤكد أن أبطال مصر فى العقل والقلب والوجدان. ومن هؤلاء الأبطال ، البطل المقاتل حسن الزامك.
أكد البطل الجندي المقاتل حسن السيد حسن الزامك، أحد أبطال حرب أكتوبر، أن نصر أكتوبر محفور في قلوب وعقول كل المصريين، مطالبا جميع المصريين بالاحتفاء بذكرى العزة والكرامة، وتعريف الأجيال الصغيرة تضحيات وبطولات القوات المسلحة الباسلة.
وقال المقاتل حسن الزامك، فى حوار لـ«البوابة» قبل وفاته: «لقد ذقت مرارة الهزيمة في نكسة ٥ يونيو ١٩٦٧، وتذوقت حلاوة النصر في حرب العبور في ٦ أكتوبر ١٩٧٣، والتحقت بالقوات المسلحة المصرية في ٧ يوليو عام ١٩٦٦، وأنهيت الخدمة العسكرية في ١٨ أبريل عام ١٩٧٤، حيث كنت مجندا في الحسنة بسيناء في ١٩٦٧، وتحركنا سيرا على الأقدام إلى منطقة (الجناين) في السويس ووقتها لم نصل إلا قلائل فهناك من استشهد في الطريق وهناك من أصيب، وقضيت حرب الاستنزاف في الإسماعيلية في الكتيبة ١٢ في ألماظة».
وتابع البطل: «مكثت هناك طول مدة حرب الاستنزاف، ومن المواقف التي لا أنساها في النكسة والانسحاب والطيران والمدفعية فوق رؤوسنا وقلة الأكل والسير على الأقدام لمدة أربعة أيام متواصلة وسط العقارب والحيوانات وكنا نتناول الطعام والنيران حولنا في كل مكان، وفوق رؤوسنا».
واستطرد بطل أكتوبر: «قمت بزيارة أسرتي في بلدي عزبة البرج ووجدتهم يشيعون جنازتي وفي حالة من الحداد، وأنا حي أرزق، وهنا عقدت العزم ألا أعود إلى بلدتي مرة أخرى إلا وأنا منتصرًا أو شهيدًا، وفي حرب العبور قدمنا كل غال ونفيس وكنا أبطال موقعة تبة الشجرة والتي كانت أحد أسباب النصر، وسببا في هزيمة العدو، وكنا نرى الموت يوميا بل وأكثر من مرة في اليوم، وعشنا في الحفر البرميلية، واستشهد طبيب زميل لنا في غارة جوية وردمت عليه الحفرة».
وتابع البطل: «كانت تبة الشجرة بمثابة نقطة تمركز ومركز قيادة للعدو وكان لكل منا دور محدد، حتى نجحنا في الاستيلاء على تبة الشجرة، وعندما عدت إلى بلدتي بعد النصر، وجدت الأفراح والاحتفالات بشكل لا يوصف وشعرت بالحرية ترفرف في سماء بلادنا والعزة والكرامة تعلو الوجوه».
ووجه البطل رسالة إلى الشباب قال فيها: «أحب أن أوجه رسالة إلى شبابنا، لقد ضحينا بأعمارنا ودمائنا من أجل تحرير بلدنا والحمد لله لدينا قيادة تحكم مصر الآن تعي قيمة الأرض والعرض، ولا بد أن نعمل جميعًا ونجتهد للحفاظ على بلدنا وأن نعمل على تقدمها ولا ننساق وراء المخربين ودعاة الخراب».
وقال علاء السيد، زوج ابنة البطل، إن البطل أنجب فتاتين وطوال حياته كان يرفض أي مساعدة من أي شخص لأنه كان معتزا بنفسه، ومعروف عنه السمعة الطيبة وحب أبناء السويس له.