في الوقت الذي يواجه فيه العالم التحدي الأكبر على المستوى الصحي، يحتفل كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) اليوم بالذكرى السنوية الثانية لتوقيع التعاون الاستراتيجي بينهما الذي يهدف إلى تعزيز وحماية الصحة البدنية والعقلية لسكان العالم.
وذكر بيان صادر عن الفيفا اليوم أن توقيع مذكرة التفاهم بين الجانبين ومدتها أربع سنوات في عام 2019 أدى إلى إطلاق عدد كبير من المبادرات المشتركة وتتضمن تعزيز النشاط البدني ومعالجة تحديات الصحة العقلية وذلك لدعم الالتزام بتدابير الصحة العامة للوصول العادل إلى اللقاحات والتشخيصات والعلاجات لمحاربة وباء كورونا.
ووحد كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومنظمة الصحة العالمية قواهما في عدة مناسبات لنشر الرسائل الأساسية والنصائح حول كيفية الحفاظ على الصحة أثناء تفشي وباء فيروس كورونا المستجد وما بعدها خلال فعاليات الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ويتضمن هذا الالتزام المشترك تعزيز الصحة للجميع، حيث وظف كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومنظمة الصحة العالمية مدى تأثير كرة القدم ومسابقات الاتحاد الدولي لكرة القدم التي تعتمد على توسيع نطاق الدعم المقدم للناس في جميع أنحاء العالم عبر الحملات والموارد.
من جانبه، أكد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أن الشراكة مع منظمة الصحة العالمية أصبحت تحالفًا بارزًا في مجالي الرياضة والصحة.
وأضاف قائلا " اكتسبت علاقتنا المهمة مع منظمة الصحة العالمية أهمية أكبر عندما أصاب الوباء (فيروس كورونا) مجتمعاتنا العالمية، لقد كان من دواعي الفخر أن يساهم الاتحاد الدولي لكرة القدم في نصائح مهمة غالبا ما تسهم تنقذ الأرواح وتعزز النصائح الصحية المقدمة في جميع أنحاء العالم، من خلال حملاتنا واستخدام تأثير كرة القدم ومسابقات الاتحاد الدولي لكرة القدم ".
وتابع:"وإذ أتقدم بخالص شكري للدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس وجميع العاملين في منظمة الصحة العالمية لالتزامهم المذهل بجعل عالمنا مكانا أكثر أمانا وصحة ونتطلع إلى التعاون في المستقبل".
وفي السياق، أكد الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قائلا "لقد عززت الشراكة بين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومنظمة الصحة العالمية قوة كرة القدم لمساعدة الناس على أن يكونوا أصحاء وآمنين في جميع أنحاء العالم ونحن نتطلع في منظمة الصحة العالمية إلى تحقيق المزيد من النجاح مع الاتحاد الدولي لكرة القدم في حملتنا المشتركة لتعزيز وحماية صحة جميع الناس لسنوات قادمة.
وكانت حملة " pass the message to kick out coronavirus " أولى الحملات من ضمن عدة حملات تعاون فيها الجانبان للترويج لخمس خطوات رئيسية يجب على الأشخاص اتباعها لحماية صحتهم بما يتماشى مع إرشادات منظمة الصحة العالمية، والتي تركز على غسل اليدين وكيفية التعامل مع السعال وعدم لمس الوجه والمسافة الجسدية والبقاء في المنزل إذا شعرت بإعياء.
وانضم إلى الحملة عدد من كبار وأساطير كرة القدم من بينهم أليسون بيكر (سفير منظمة الصحة العالمية للنوايا الحسنة لتعزيز الصحة ) وليونيل ميسي، وغاري لينيكر، والرئيس التنفيذي لمؤسسة الاتحاد الدولي لكرة القدم ( يوري دجوركاييف).
وتبع ذلك إطلاق مبادرة (#BeActive ) وهي مبادرة مصممة لتشجيع الجميع للحفاظ على نمط حياة نشط، وضبط روتين التمارين البدنية في ظل القيود والحجر الصحي الذي قدمته السلطات العالمية.
وبالشراكة مع الأمم المتحدة، أطلق كلا من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومنظمة الصحة العالمية الحملة في اليوم العالمي للرياضة من أجل التنمية والسلام (6 أبريل 2020) وذلك لتقديم الدعم بالتعاون مع كبار لاعبي كرة القدم مثل ماركوس راشفورد لاعب مانشستر يونايتد وترينت ألكسندر أرنولد لاعب ليفربول.
واستجابة للارتفاع المقلق في العنف المنزلي ضد النساء والفتيات أثناء تفشي وباء كورونا، أطلق كلا من الاتحاد الدولي لكرة القدم ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية حملة #SafeHome ، وهي عبارة عن سلسلة فيديوهات تقدم نصائح عملية والدعم وإشارات إلى خطوط المساعدة الوطنية في جميع أنحاء العالم وذلك بدعم من الاتحاد الإفريقي.
وشارك فيها عدد من أساطير الاتحاد الدولي لكرة القدم وهم كيلي سميث وفيتور بايا وديفيد جيمس الذين قدموا أصواتهم لمحاربة وباء كورونا.
ومع تطور جهود الاستجابة الطبية للوباء وتطوير اللقاحات للاستخدام، تعاون الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومنظمة الصحة العالمية بشكل أكبر هذه المرة لتعزيز الوصول العادل إلى اللقاحات التي من شأنها تغيير مايحدث بشكل كبير.
ومن بين الموارد الهامة الأخرى التي تم الترويج لها في كأس العالم للأندية في عام 2020، تأتي مبادرة #ACTogether والتي دعا خلالها نجم إنجلترا السابق وأسطورة الاتحاد الدولي لكرة القدم مايكل أوين إلى ضرورة تحقيق الوصول العادل للقاحات فيروس كورونا والتشخيصات وكيفية الحصول على الأكسجين والأدوات الأخرى المنقذة للحياة.
وتعتبر الحملة الحالية التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم ومنظمة الصحة العالمية، والمدعومة من خلال الشراكة التي تم تأسيسها من خلال مذكرة التفاهم، هي الأكثر شمولًا حتى الآن.
وتهدف مبادرة #ReachOut إلى رفع مستوى الوعي بأمراض الصحة العقلية من خلال الأفكار والتجارب الرائعة والمشتركة من أساطير الاتحاد الدولي لكرة القدم والمساهمين في الحملة، مع نصائح عملية لأولئك الذين قد يتأثرون بها ووضع إشارات للوكالات الداعمة.
وبالإضافة إلى الإصدارات الإقليمية الخاصة بالشراكة مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والمفوضية الأوروبية الداعمين للقضية، يشارك نجم الدوري الإنجليزي الممتاز السابق مارفن سورديل وأسطورة إنجلترا فارا ويليامز والأمين العام للاتحاد الفرنسي لكرة القدم لورا جورج ومدرب المنتخب البلجيكي روبرتو مارتينيز والمدافعة عن الصحة العقلية تيريزا إنكه التي إنتحر زوجها الراحل حارس مرمى المنتخب الألماني السابق روبرت إنكه.
وجرى الترويج للحملة مؤخرًا في بطولة كأس العالم داخل الصالات 2021 في ليتوانيا وكأس العالم لكرة القدم الشاطئية 2021 في موسكو.
ومع انطلاق بطولة كأس العرب لكرة القدم 2021 في 30 نوفمبر، ستشهد الشراكة بين الاتحاد الدولي لكرة القدم ومنظمة الصحة العالمية مزيدًا من التعاون هذا العام لنشر رسائل تعزيز الصحة الرئيسية باستخدام تأثير كرة القدم.