في كتابه "الفيسبوك تحت المجهر" يحذر الكاتب والمترجم السوري حسان أحمد قمحية من استمرارية التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لدرجة الإدمان، ما يؤدي بالضرورة لقلة التركيز بشكل عام، والشعور بإجهاد العينين وألم في الرقبة، وضعف الأداء المدرسي، إلى جانب نمو المشاكل الاجتماعية.
وعن اهتمام الباحثين بإدمان منصات فيسبوك، أوضح "قمحية" أن بعض الباحثين في مجال الصحة النفسية عمدوا إلى تطوير أداة بحثية لقياس درجة هذا الإدمان (مقياس بيرغ لإدمان الفيس بوك) حيث استخدموا معايير لقياس درجة الإدمان على الفيس بوك واشتملت هذه المعايير على أسئلة مثل:
- هل تمضي الكثير من وقتك في التفكير والتخطيط لكيفية استخدام الفيس بوك؟
- هل تشعر بحاجة ملحة أكثر فاكثر غلى استخدام الفيس بوك؟
- هل تستخدم الفيس بوك لتتهرب من مشاكلك الشخصية؟
- هل حاولت التوقف عن استخدام الفيس بوك ولم تنجح؟
- هل شعرت بالتبرم والاضطراب أو التململ عند الامتناع عن استخدام الفيس بوك؟
- هل تستعمل الفيس بوك كثيرا، بحيث يؤثر سلبًا في أعمالك أو دراستك؟
وحدد الباحثون أن اختيار "غالبا" أو "غالبا جدا" للإجابة عن أربعة من أسئلة المقياس الستة يشير إلى إدمان الفيس بوك.
ويلفت "قمحية" إلى الفيس بوك هو الوسيلة الأهم في إحداث التغيير في المجتمع والبيئة، كما أنه مهم لنشر الثقافة بين الناس، وترسيخ كثير من المبادئ والأفكار والقناعات بصرف النظر عما تنطوي عليه من خير أو شر أو خطأ وصواب.
وعن أهمية الفيس بوك يضيف "قمحية" قائلا: الفيس بوك إن لم يكن يحتوي على كل الميزات التي يحتاج إليها المستخدم، فهو يحتوي على معظمها وآخرها إضافة التسجيل المرئي المباشر، لقد أصبح الفيس بوك وسيلة إعلام مهمة ولم يعد كثير من الناس بحاجة إلى وسائل الإعلام الأخرى كما كان الأمر سابقا. لقد أصبح كل إنسان صحفيا وإعلاميا بدرجة ما عن طريق استخدام الفيس بوك وبقية وسائل التواصل بين بلد وآخر، فقد نجد بعض البلدان فيها موقع يستخدم أكثر من الفيس بوك ولكن النسبة الكبرى تبقى لصالح الفيس بوك بدرجة عالية جدا لذلك سمي عملاق التواصل الاجتماعي.
ويتابع: من ميزاته أنه يتيح للمستخدم أن يكتب ما يشاء وليس مضطرا لاختصار ما يدور بباله أو الاكتفاء ببعض الكلمات مثل موقع تويتر، كما أنه طوى المسافات ولا يستطيع أحد أن يقول بأن الفيس بوك غير مفيد، كما أنه لن يستطيع أحد أن يقول ليس هناك وسيلة للتواصل مع الآخرين.
